-
مصر والإخوان.. الحظ العاثر يفضح مزاعم التنظيم حول الاختفاء القسري
منتصف يناير الجاري، وبينما كان يحاول الفرار إلى ملجئه الأخير في تركيا، شاءت الأقدار والظروف، أن تحط طائرته على الأرض المصرية، التي يفر من فوقها.. فرغم أنه ينتمي إليها في الأوراق الرسمية، لكن العودة إليها كانت آخر ما يحلم به، هي تلك بالمختصر قصة القبض على متزعم تنظيم مسلح محسوب على تنظيم الإخوان المسلمين.
حيث كشفت منصات إخوانية، في الرابع عشر من يناير، عن اعتقال الأمن المصري لقيادي كبير بحركة حسم التابعة للتنظيم، والتي أدرجتها السلطات الأميركية على قوائم الإرهاب قبل هروبه لتركيا قادماً من السودان، ذاكرةً إن السلطات المصرية احتجزت أحد مؤسسي حركة حسم التابعة للتنظيم، والتي تعتبر أحد أذرعه المسلحة، ويدعى حسام منوفي محمود سلام، واقتادته من طائرة سودانية كانت في طريقها إلى تركيا، وهبطت اضطرارياً في مطار الأقصر.
اقرأ أيضاً: الخارجية الأمريكية توافق على صفقة محتملة لبيع رادارات وطائرات لمصر
وأفصحت الشركة المصرية للمطارات، عن سماح مطار الأقصر الدولي، لطائرة سودانية بالهبوط اضطرارياً، أثناء رحلتها من العاصمة السودانية الخرطوم متجهة إلى إسطنبول بتركيا، وعلى متنها 138 راكباً بجانب طاقم الطائرة المكون من 8 أفراد، منوهةً إلى إن قائد الطائرة التابعة لشركة بدر السودانية، أعلم برج المراقبة الجوية بوجود حالة طوارئ، وعلى الفور جرى السماح للطائرة وهي من طراز بوينغ 737 بالهبوط وتخصيص ممر خاص، وجرى إنزال كلّ الركاب ونقلهم إلى إحدى صالات المطار، وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم وللطائرة، بعد تفعيل خطة الطوارئ المسبقة التي يجري اتباعها في تلك الأحداث الطارئة.
وبينت المنصات الإخوانية اختفاء أحد ركاب الطائرة ويدعى حسام سلام، حيث كان قد تعرض للتوقيف الأمني في مطار الخرطوم في بداية وصوله للمطار، قبل أن يتاح له الصعود للطائرة المتجهة لتركيا، وتبعاً المنصات الإخوانية، فإن قائد الطائرة أعلم برج المراقبة فور دخوله الأجواء المصرية بصدور إنذار حريق، وهو ما استلزم هبوطه اضطرارياً، ولدى هبوط الركاب والاطلاع على وثائقه، جرى اقتياد 3 منهم والتحقيق معهم، فيما جرى السماح لإثنين منهم باستكمال الرحلة، واقتياد الثالث وهو حسام سلام، ويحمل جواز سفر رقم A25198975 إلى أحد الجهات الأمنية.
من هو حسام سلام؟
حسام سلام، مواطن مصري، من مواليد محافظة المنوفية شمال القاهرة، كان يقطن في حي الدقي بمحافظة الجيزة، وقد فرّ من مصر في العام 2013، ومطلوب أمنياً منذ العام 2017، كونه أحد مؤسسي حركة حسم، حيث هرب إلى السودان، وكان متوجهاً إلى تركيا للإقامة هناك، وقد أدرجت وزارة الخارجية الأميركية، في يناير من العام 2021، حركتي حسم وسواعد مصر التابعتين لتنظيم الإخوان، ومجموعة من أبرز قيادات التنظيم الهاربين في تركيا، المتهمين بالتخطيط وتنفيذ مئات العمليات الإرهابية في مصر، على قوائم الإرهاب.
اقرأ أيضاً: العلاقة المصرية الإماراتية متينة وتزداد رسوخاً
ويعد حسام، المتهم الرئيسي في القضية رقم 64 لسنة 2017 جنايات القاهرة، والقضية رقم 724 لسنة 2016 والمحالة للقضاء العسكري برقم 64 لسنه 2017 جنايات شرق، والمعروفة إعلاميًا بـ "تأسيس حركة حسم الإرهابية"، كما تورط حسام في عدة عمليات تفجيرات واغتيال من أبرزها: "اغتيال اللواء عادل رجائي قائد الفرقة 9 مدرعات، والرائد محمود عبد الحميد صادق رئيس مباحث قسم طامية، والملازم بقسم شرطة العمرانية أحمد عز الدين"، بجانب تورطه في التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية، منها محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز عثمان، ومحاولة اغتيال المستشار أحمد أبو الفتوح، والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق.
ترحيب مصري بالصيد الثمين
عملية القبض على حسام جلبت ترحيباً مصرياً، إذ علق الإعلامي المصري عمرو أديب على توقيف حسام قائلاً عبر فضائية mbc مصر: "الطيار نزل بطائرته اضطرارياً بمطار الأقصر، وده شيء وارد في حالة وجود أي عطل أو حريق أو ماس كهربائي أو أي خطأ فني قهري في أجهزة الإنذار"، وأضاف: "بمجرد ما هبطت الطائرة تم إلقاء القبض على القيادي بحركة حسم الإخوانية الإرهابية حسام سلام، بعد إجراءات كشف اسمه ضمن قوائم ترقب الوصول لاتهامه في قضايا إرهاب".
واعتبر أديب حظ سلام بأنه "مهبب" (بمعنى عاثر)، قائلاً: "أنا عايزكم تتخيلوا مشاعره لما تم الإعلان عن هبوط الطائرة بمطار الأقصر"، وتابع أديب إن سلام "كان من ضمن قائمة أسماء المختفين قسرياً التي تروج لهم جماعة الإخوان" وأضاف أنه "متورط في عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر ومن مؤسسي وكوادر حركة حسم الإرهابية".
اقرأ أيضاً: مصر تثني على رفع النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد
أما الإعلامي المصري محمد الباز، فقد قال إن قبض الأمن المصري على حسام "عرى أكاذيب الإخوان وادعاءاتهم عن الاختفاء القسري وتعذيب المساجين"، مردفاً: "حسام منوفي متهم من قبل القضاء المصري في قضيتين، تأسيس حركة حسم، والقضية الثانية خطط وشارك في تنفيذ عمليات إرهابية، منها محاولة اغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبدالعزيز عثمان، محاولة اغتيال المستشار أحمد أبو الفتوح، محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، اغتيال الشهيد اللواء عادل رجائي، اغتيال الرائد محمود عبدالحميد صادق رئيس مباحث قسم طامية، اغتيال ملازم أحمد عز الدين، خطط وشارك في تنفيذ".
كما لفت إلى أن "القبض على حسام منوفي، يؤكد أنه لم يكن في السجن أو معتقل أو مختفي قسرياً، بينما المواقع الإخوانية والمؤسسات الحقوقية الإخوانية ادعت في 2017، أنه يتعرض للتعذيب في السجن، بينما هو كان في السودان ويحاكم غيابياً"، وتابع الباز: "قصة حسام منوفي، تنسف مصداقية ما يقال عن الاختفاء القسري، وإنهم قالوا اتمسك وبيتعذب".
وهو ذات ما ذهب إليه اللواء عبد الحميد خيرت وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، الذي قال إن "حسام المنوفي كان من ضمن المبلغين عنهم "اختفاء قسري" ومسجل في كشوف منظمات حقوق الإنسان التي وصفها بالمشبوهة، بأنه مختفي قسرياً، متابعاً: "ودي النقطة اللي لازم نتناولها إعلامياً وبصورة مكثفة، لكشف وفضح ما تمارسه هذه المنظمات تجاه مصر، وأعتقد في حالات كثيرة أبلغ عنها "اختفاء قسري" وتبين هروبها من البلاد ومشاركتها مع إرهابيي داعش في سوريا والعراق".
اقرأ أيضاً: مصر تعقد صفقة أسلحة ضخمة مع الولايات المتحدة
نقطة جدلية لكنها تفتح الباب مشرعاً، حول أعداد الشخصيات الذين يدعي الإخوان اختفاءها في مصر أو خارجها من الدول التي ينشط التنظيم فيها لتخريبها، فيما من الممكن أن تكون تلك الشخصيات موجودةً حقاً في دول أخرى، وتمارس الإرهاب منها وفيها، فيما تنشغل بعض المؤسسات الحقوقية بهم، متناسين أن الأجدر بالاهتمام، هم ضحايا تلك التنظيمات الإرهابية، التي يقودها الإخوان المسلمون ومن لف لفهم من تنظيمات الإسلام السياسي.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!