الوضع المظلم
الجمعة ٢٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
  • معارضو أردوغان.. تنازلات طفيفة في قمة مدريد

  • هل حققت قمة الناتو آمال أردوغان العريضة من رفضه لانضمام السويد وفنلندا بادئ الأمر؟
معارضو أردوغان.. تنازلات طفيفة في قمة مدريد
أردوغان والناتو \ ليفانت نيوز

ذكرت الصحف التركية، الخميس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يواجه انتقادات من قبل معارضيه بشأن ما وصفوه بـ"التنازلات الطفيفة" التي حصل عليها من السويد وفنلندا مقابل موافقة أنقرة على انضمامهما للناتو.

وسبق أن صرحت تركيا بأنها لن توافق على عضوية السويد وفنلندا في الناتو ما لم تقطعا علاقاتهما مع المنظمة الإرهابية PKK / PYD وجماعة عبد الله غولن المعارضة (FETO).

بعد هذا التطور، بدأت جولات لـ "إقناع تركيا"، وبينما تمسكت أنقرة بموقفها الحازم، ووضع مطالبها على الطاولة في قمة الناتو بالعاصمة الإسبانية مدريد. قدم أردوغان شروطه إلى السويد وفنلندا، لكن المكاسب لم تكن تتناسب وحجم التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي. وقبل أن يغادر الطاولة في نهاية اليوم، اقتصر الأمر على جانب واحد، تعترف من خلاله كلا البلدين بأن مجموعات المتشددين الكرد منظمات إرهابية، وتحولت الأنظار إلى الـ 33 إرهابياً الذين طلبت أنقرة من ستوكهولم وهلسنكي تسليمهم لأنقرة.

اقرأ المزيد: تركيا تطالب فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصاً تتهمهم بالإرهاب

وكانت تركيا، العضو في الحلف منذ 1952، تعطل انضمام البلدين، لكن بعد اجتماعات طويلة على هامش قمة الأطلسي في مدريد، أعطت تركيا الضوء الأخضر لدخول هذين البلدين إلى الحلف. واعتبر الرئيس التركي أنه حصل على "تعاون كامل" في مكافحة "حزب العمال الكردستاني".

وسيسمح هذا الاتفاق لدول الحلف بإظهار وحدتها العسكرية، إلا أنّ الدخول الرسمي للبلدين ينبغي أن تصادق عليه برلمانات الدول الأعضاء الثلاثين في الحلف، الأمر الذي يحتاج لعدة أشهر.

مواقف محلية ودولية

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن موافقة تركيا على انضمام كل من فنلندا والسويد إلى الناتو، ربما تعطي الرئيس رجب طيب أردوغان زخماً في بلاده بعد تراجع شعبيته الفترة الأخيرة، وقد ينتصر بها في استطلاعات الرأي كونه حصل من خلالها على صفقة مرضية.

وعلى الجانب الآخر، قالت الصحيفة إنه رغم ترويج الإعلام الموالي للنظام التركي للصفقة وبأن "تركيا حصلت على ما تريد"، يقول محللون إن أردوغان حصل فقط على "تنازلات طفيفة" من قبل فنلندا والسويد.

وتابعت الصحيفة في تحليل إخباري لها: "انتقد خصوم أردوغان السياسيون الصفقة بزعم أنها ضعيفة جدًا، وتجاهلوها باعتبارها غير قابل للتنفيذ"، مشيرة إلى أنه في النهاية، قد لا تعطي هذه التنازلات شيئاً يذكر للرئيس التركي لتحسين حظوظه السياسية قبل الانتخابات الرئيسة المقرر إجراؤها بعد عام من الآن.

من اجتماع السويد وفنلندا وتركيا والناتو \ مصدر الصورة: فرانس برس

وأضافت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن تهدئ مذكرة التفاهم الموقعة، الثلاثاء، العداء تجاه تركيا في واشنطن وعواصم أخرى في وقت تكافح فيه القوى الغربية لتقديم الوحدة في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.

واعتبر معارضو أردوغان، أن تهديداته بإفشال خطط السماح للسويد وفنلندا بالانضمام إلى الناتو، بزعم أن البلدين لا يبذلان ما يكفي لمحاربة ما وصفه بالإرهاب، وطالبت حكومته البلدين بتسليم المشتبهين بالإرهاب والاعتراف بأخطاء الماضي (في إشارة إلى أعضاء حزب العمال الكردستاني).

إضافة إلى مطلب أردوغان للبلدين برفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا في عام 2019 والنأي بنفسهما عن الجماعات القومية الكردية التي لها وجود في البلدين الاسكندنافيين، قبل السماح لهما بالانضمام إلى التحالف.

فيما انتهت إليه الصحيفة أن مذكرات التفاهم الثلاث، التي لا تحتوي على أحكام تنفيذية، لا تقدم أي ضمانات بشأن ما إذا كانت هلسنكي وستوكهولم ستفعلان أي شيء إضافي للحد من أنشطة المنظمات المسلحة التي يقودها الأكراد.

ومن ناحية أخرى، نقلت مجلة نيوزويك الأمريكية عن مسؤول روسي تحذيره من عواقب وخيمة قد تواجهها تركيا جراء دعمها لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو.

قد يهمك: بعد الموافقة التركية.. الناتو يستفز بوتين: سنزداد على حدودك

وبحسب المجلة، قال السياسي الروسي البارز، ليونيد سلوتسكي، في منشور عبر تطبيق تيليغرام، أمس: "إذا كنت مكان تركيا، لن أكون ممتناً للغاية بشأن التأكيدات التي تلقيتها مقابل عدم الاعتراض على انضمام الفنلنديين والسويديين إلى الناتو".

ونقلت المجلة عن سلوتسكي، زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي اليميني في روسيا ورئيس لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية، قوله إن "انضمام فنلندا والسويد إلى الخط الأمامي للتحالف ورفض وضع عدم الانحياز الخاص بهما سيكون اختيار هذه الدول.

ومع ذلك، يجب أن يعي البلدان جيداً عواقب مثل هذه الخطوة على علاقاتهما مع روسيا وعلى الهيكل الأمني العام في أوروبا، التي تعاني بالفعل من أزمة عميقة".

وقبل مغادرته إلى مدريد، شدد الرئيس التركي على أن الموضوع الأهم بين أنقرة وواشنطن هو موضوع طائرات F-16، في إشارة إلى الطائرات المقاتلة التي طلبتها أنقرة ودفعت ثمنها جزئياً، لكن عقد تسليمها علقت واشنطن. بعد أن حصلت تركيا على نظام دفاع روسي من طراز S-400.

يعود بايدن وأردوغان، بعد أشهر من الخلاف بين أنقرة وواشنطن، إلى أكتوبر الماضي في روما، على هامش قمة مجموعة العشرين، قمة الدول العشرين الأكثر تصنيعاً.

فهل زوبعة الإرهاب التي أثارها أردوغان هي السبب في عرقلته لانضمام السويد وفنلندا، بادئ الأمر، أم أنه يبحث عن تقارب مع الإدارة الأمريكية الحالية، التي نعتته على لسان رئيسها بأوصاف تشابه الديكتاتوريات في المنطقة الشرق أوسطية؟

ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن السياسات التي تنتهجها تركيا مؤخراً تبدي حالة تخبط نتيجة لتراجع في قيمة الليرة وتدهور الاقتصاد، والرضوخ لخصوم العقد الماضي، وتقديم تنازلات هنا وهناك في سبيل كسب جولة جديدة في الانتخابات الرئاسية منتصف العام القادم؟

في الحقيقة، هناك جملة أسئلة تتطلب إجابات من الحكومة التركية، ليس للرأي العالمي فحسب، بل للشعب التركي الذي وضِع أمام خيارات صعبة، أحلاها مرّ كالعلقم.. والبلاد تتراجع من حيث الحريات وحقوق الإنسان والاقتصاد والعلاقات الدولية التي وضعها أردوغان على المحك.

ليفانت - خاص 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!