-
معاناة الطلاب الكورد السوريون في جامعات العاصمة السورية دمشق
مع بَدْء فصل الشتاء والعام الدراسي الجديد يعاني الطلاب الكورد السوريون من صعوبات لإكمال دراستهم في الجامعات السورية، يواجه الطلاب الكورد الذين يدرسون في الجامعات الحكومية والأهلية في العاصمة السورية دمشق صعوبات جمّة في حياتهم اليومية.
تتمثل هذه الصعوبات بانعدام الخِدْمَات وغلاء الأسعار وصعوبة المواصلات كما حيث إن غالبيتهم من مناطق الكردية شمال شرق سوريا.
إحدى الطالبات الكورديات قالت لـ" ليفانت نيوز" وفضّلت عدم ذكر اسمها، تواجهنا تحديات عديد، أكثرها انقطاع الكهرباء لساعات طويلة توفر الكهرباء ما يؤثر سلباً على مستوانا الدراسي، ونضطر إلى استخدام* الشموع، ولاسيما أننا الآن نقضي فترة الامتحان النصفي للعام الدراسي 2021-2022".
تضيف: "معاناتنا الرئيسية تتمثل في فصل الشتاء بعدم توفر المحروقات كالمازوت لينهش برد القارس عظامنا وفقدان المحروقات عامل يؤثر على ارتفاع أسعار المواصلات وصعوبة توفرها".
وحول ارتفاع أجارات المنازل، تقول الطالبة: "نعاني منها بشكل عام كل يوم من غلاء إيجار المنازل بالنسبة لطلاب الجامعات الخاصة أما الجامعات الحكومية فلديهم معاناة خاصة من حيث انعدام الخِدْمَات وازدياد عدد الطلاب في غرفة واحدة كل هذه الأشياء تنعكس سلباً على الطلاب الجامعيين الكورد في دمشق".
تحدٍ آخر يواجهه الطلبة الكورد في جامعات دمشق وهو العنصرية والإهانة من جانب بعض أعضاء الكادر التدريسي بنسبة لا يتجاوز 5% كونهم كورد.
ومن جهة أخرى، مشقة الذهاب والإياب من وإلى شمال شرق سوريا تشكل عبئاً إضافياً على الطلبة الكورد، خاصة من الجوانب الأمنية.
إذ يقف الطلاب بالساعات على معبر الطبقة التابع لقوات الأسد والفاصل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بداعي التفتيش والتفيش.
ليس النظام وحده من يضيّق على الطلاب الكورد، بل تفعل الإدارة الذاتية التي تسيطر على شمال شرق سوريا المثل.
في هذا الخصوص يقول أحد الطلاب الكورد ل" ليفانت نيوز" أيضاً فضل عدم ذكر اسمه، لدواعٍ أمنية، يقول:"إنهم يتعرضون لتضيق أمني من ناحية التجنيد الإجباري للنظام السوري من جهة وقوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى".
اقرأ أيضاً: منتدى حماية حقوق الأقليات في جنيف.. النظام والمعارضة اضطهدا المكون الكوردي
ويتابع: "يتعرض الطلاب لمخاوف من التجنيد الإجباري بعد انتهاء مدة تأجيل الجيش وفي الوقت ذاته في أكثر الأحيان عند زيارة الطلاب الكورد إلى أهاليهم في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا للإيذاء من قبل قوات الأسايش".
ويقع الطالب الكوردي في سوريا ضحية للخلافات التي تحدث بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والنظام السوري من جهة الأخرى.
أثناء الإجازة الصيفية عند زيارة الطلاب لأهاليهم في المناطق الكردية شمال شرق سوريا الإدارة الذاتية في مناطق شمال سوريا، لا تعترف الإدارة بدفاتر خدمة العلم التابع للنظام أوالتأجيل بالنسبة للطلاب المطلوبين للخدمة، ما يؤدي أحياناً إلى اعتقال الطالب لأيام وإهانته من جانب عناصر الأسايش وإجبار الطلاب الشبان على إخراج دفاتر الخدمة الإلزامية للإدارة الذاتية وأخذ التأجيل من الخدمة لأسباب دراسية من دوائرها الخاصة، وإلا يكون الطالب رهن الاعتقال والإجبار على إتمام الخدمة الإلزامية (التجنيد) في مناطق شمال سوريا التابعة للإدارة الذاتية.
وفي هذا الصدد، يقول أحمد محمد أمين مسؤول اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني - روج آڤا فرع إقليم كوردستان لـ"ليفانت نيوز" : "إن طلابنا الكورد في جامعات دمشق يعانون الكثير من الصعوبات ولا سيما الوضع المادي وإلى جانب معاناتهم من تأجيل التجنيد الإجباري للنظام السوري".
ويتابع:" وإن عددهم يتقلص عاماً بعد عام بسبب نقص كبير في المدارس والجامعات العربية بالمناطق الكردية شمال شرق سوريا مقارنة مع الأعوام ما قبل الأزمة السورية حيث كانت أعدادهم أضعاف من العدد الحالي".
ويضيف مسؤول اتحاد الطلبة: "هناك الكثير من الطلبة لا يستطيعون الالتحاق بدراستهم الجامعية خوفاً من التجنيد الإجباري سواءً من قبل الإدارة الذاتية أو من النظام السوري، ما يضع الصعوبات أمامهم لكي لا يحصلوا على دفتر تأجيل الجيش".
إلى جانب ذلك، يشير مسؤول اتحاد الطلبة الكوردي إلى أن "الطلاب الكورد في جامعات دمشق يعانون من قلة المساعدة المالية وورشات التعليمية من قبل منظمات الأوروبية مقارنةً مع الطلبة الكورد السوريين في إقليم كوردستان".
ويؤكد أن أوضاعهم سيئة جداً من الناحية المادية والتعليمية، ولاسيما مع قلة فرص العمل.
يقول أحمد محمد أمين: "أنا هنا في إقليم كوردستان العراق، وهناك عدة منظمات أوروبية يمنحون طلبة غرب كوردستان منحة مالية شهرياً خلال دراستهم في مرحلة بكالوريوس سواء كان أربع سنوات أو أكثر".
قبل بداية الأزمة السورية، كان الآلاف من الطلبة الكورد السوريون يدرسون في جامعات حلب ودمشق وغيرها من المحافظات السورية. ومع بداية اندلاع الثورة بدأ يتقلص عددهم يوماً بعد يوم وأصبحت الحرب عاملاً لعدم إكمال دراستهم.
اقرأ أيضاً: هجوم على مكتب المجلس الوطني الكوردي في سوريا وإدانة من مظلوم عبدي
يبلغ عدد الطلاب الكورد السوريون في الجامعات الأهلية والحكومية في جامعات دمشق ما يقارب 4000 آلاف طالب وطالبة وأغلبيتهم من المناطق الكردية شمال شرق سوريا وقسم آخر منهم من مدينتي كوباني وعفرين، إذ يشكلون عدد كبير من الطلبة.
يقيم هؤلاء احتفالهم كل عام بالعيد القومي الكوردي "عيد نوروز"، في قلب العاصمة السورية دمشق دون أي إشكال أمني من جانب النظام السوري.
محمود حمي
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!