الوضع المظلم
الجمعة ٢٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
مفاوضات الأسد مع أهالي درعا البلد
غسان المفلح
وأنا أكتب هذه المادة أهلنا في درعا البلد لا يعرفون أين ستكون وجهة تهجيرهم، تهجير أهل درعا البلد إعلان ميداني على نهاية سوريا، بنسختها الأسدية وغير الأسدية، من درعا البلد كانت الانطلاقة الكبرى للثورة السورية قبل عشر سنوات.

الآن نحن في سوريا المفيدة عصابة طائفية تحكم بقوة الاحتلالات الدولية، حيث هذه سوريا المفيدة، تسيطر عليها روسيا وإيران بالتعاون مع رئيس العصابة الطائفية، بمباركة أمريكية غربية.

كما رفضت أمريكا أي تدخل من شأنه منع تهجير أهل درعا البلد، أو حتى ضمان أي اتفاق مع أهلها، من قبل روسيا والعصابة الطائفية. هجروا أهالي درعا البلد أم لم يهجروا، لا يغير في الأمر كثيراً من زاوية ما آلت إليه الحال في سوريا المفيدة.

من يتحدّث عن مستقبل لسوريا غير هذه الوجهة الدموية الطائفية الاحتلالية، يكون واهماً أو يريد بيع الوهم للناس، سوريا تعفنت على كافة الصعد، وتنتظر أمريكا لكي تطيل التعفين أو تطلق رصاصة الرحمة عليها، سوريا المفيدة تسير نحو نموذج لبنان الإيراني.

هذا تأسس منذ أن أسس حافظ الأسد 1968-1970 أو أعاد تأسيس الجيش بوصفه وظيفة طائفية، هنا كان منبع الخراب لسوريا ووأد لأي مستقبل طبيعي. انسحب هذا التأسيس على كافة مؤسسات البلد الوليدة، إنه ضخ السلطة من فوق للفضاء الطائفي، بواسطة رب عمل هو الدولة المستولى عليها بانقلاب عسكري.

ما يجري الآن هو أيضاً إنهاء هذا النوع من التأسيس الطائفي، نحو نوع جديد من نظام دولي طائفي، بقيادة إيران وروسيا، وغطاء أمريكي أوروبي وتواطؤ تركي عربي.

ضباط الأسد في المفاوضات الأولى مع أهالي درعا البلد، إضافة إلى المفاوض الروسي قالوا لأهل درعا: إذا لم تستجيبوا سندخل ميليشيات خامنئي لتستبيح درعا البلد، فإما أن تدخل المخابرات الجوية والفرقة الرابعة أو تدخل ميليشيات خامنئي.. لكم أن تختاروا.

ضباط الأسد يحملون مطلب تهجير أهل درعا أو محوهم من الوجود أو الاستسلام للاستباحة، لم يكن يوجد من هؤلاء الضباط والمفاوضين سوى ضباط علويون يا للأسف، هذا تعبير عن ضيق خيارات الأسد، عن نهاية سوريا الأسد.

منذ عام 2018 وأنا كنت من الذين طرحوا تسليم المنطقة الجنوبية برمتها لروسيا، كان يقابل اقتراحي هذا بالتخوين، كما طالبت برفع العلم الروسي في المناطق المحاصرة، لكنني التزمت بخيار الناس الذين على الأرض، أيضاً أعدت تكرار نفس الموقف عندما بدأ الحصار الأخير على درعا، أي قبل شهرين تقريباً، ووجهت بما وجهت به سابقاً، أسجل هذا الموقف للتاريخ، بوصفه موقفاً مهزوماً.

في النفس العلوي الأسدي الآن في سوريا المفيدة: قضينا على السنة لمئة عام قادمة، ويجب زرع درعا بطاطا.

أمريكا هي من فرضت هذا الخيار الذي تعيشه سوريا، إنها عصابة طائفية وارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وستبقى تحكمكم. مذلون مهانون ويصفقون لتهجير أهل درعا، إنه الجحيم الطائفي.

سوريا غير المفيدة بالنسبة للعصابة هي سوريا التركية وسوريا الأمريكية، أمريكا تعيد صياغة أمنية بالتعاون مع تركيا وبعض الدول الأوروبية، لمنطقة شمال سوريا برمتها، بما يضمن احتواء أمنياً لقوى الإسلام السياسي ولحزب البي كي كي وإدخالهم في معارك لا تؤسس سوى لخراب بقية الشعب السوري، كرداً وعرباً، لا تؤسس سوى لمستقبل مناطق أمنية لا تبني أوطاناً.

تنتقد أستانا وتدعم قواها أو تغطي عليها، ترتيب وضع أمني شبه مستدام. تهدد به تركيا وروسيا وإيران عند الحاجة، الموقف التركي من درعا كان روسياً ببساطة ومعه مجمل النخب السياسة والفصائلية، لتسقط درعا.

ها هي درعا سقطت، لا أقول هذا من موقع أن الثورة مستمرة، وكل هذه المنشورات، بل من موقع رفض تهجير أهل درعا فقط. في هذه المعمعة كانت مفاوضات ضباط الأسد مع أهل درعا البلد بوصفهم أعداء طائفيين، بغض النظر عن الأسباب، بالنسبة لهم من يعادي الأسد يعادي العلويين.

بتهجير أهل درعا أو استسلامهم نكون أمام نقلة نوعيّة في تاريخ هذا البلد: عصابة طائفية تحكم بقوة روسيا وإيران وغطاء أمريكي.

حصة تركيا مقلقة في هذه اللوحة، لكنها ستبقى لاعباً في سوريا بحجمها أمام أمريكا وروسيا، لهذا أخذت وضع المزهرية هي ومن يواليها تجاه أحداث درعا تطبيقاً لأستانا.

بقي أن أقول لأهلنا في درعا البلد: هاجروا نحو الأردن أو مناطق قسد ولا تهاجروا نحو مناطق تركيا، التهجير بوصفه عقوبة طائفية.

غسان المفلح

ليفانت - غسان المفلح

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!