الوضع المظلم
السبت ٢١ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
من أسرار إخوان الشياطين
ثروت الخرباوي

سأكتب لكم اليوم عن سر من أسرار تنظيم "إخوان الشياطين" بدأ في الثلث الأخير من حكم مبارك لمصر،حينها أنشأ الإخوان لجنة تابعة للقسم السياسي إسمها "لجنة الأزمات" وقد قرر التنظيم الدولي للإخوان بتعميم تلك اللجنة على كل الإخوان في الدول العربية، أما المهمة الرئيسية لتلك اللجنة فهو صنع الأزمات، أو استغلالها، حتى تظل تلك الدول منشغلة بمواجهة أزماتها، ثم تستثمر الجماعة تلك الأزمات لصالحها في هدم تلك الدول.


وكان منهجهم في هذه الخطة هو تحويل أي إنجاز سياسي إلى كارثة وتمرير تلك الأفكار إلى الوسط السياسي والتيارات الوطنية والفكرية والاقتصادية والحزبية، أما صاحب تلك الفكرة فهو عبد الحميد الغزالي العضو السابق في مكتب الإرشاد وعضو مكتب الإرشاد الدولي، وقد توفاه الله بعد أحداث الربيع العربي، وقد كان العنوان الرئيسي الذي وضعه لخطته هو "لكي يقوم الإخوان يجب أن تنهدم كل التصورات والأنظمة الحالية، ولكي تنهدم يجب أن نجعلها تعيش في أزمات متلاحقة" ولأن في مصر كانت كل القوى السياسية قد بدأت في الدخول مع مبارك في أزمات لذلك كانت كل النخب السياسية والحزبية والثقافية مجرد أداة طيعة في يد الإخوان يحركونها كيفما شاؤوا وأينما كانوا في هذا الاتجاه، والنخب للأسف كانت تتلقى من الإخوان ثم تبدأ في الثرثرة، ثم تنتقل الثرثرة للشعب، ثم تزيد حالة السخط، ونظام مبارك يساعدهم في كل ذلك بتهيئة تُربة الفساد والفشل والمحسوبية، وتولى على إدارة لجنة الأزمات قيادات شابة أصبحت الآن طاعنة في السن مثل عصام العريان، ومحمود حسين، ومحي حامد، وجمال حشمت، وتوالت الأحداث التي نعرفها جميعاً إلى أن قامت الثورة فاتجهت الأحداث إلى مسار آخر.


كان ذلك عندما أصبح محمد كمال عضواً بمكتب إرشاد الإخوان، ومحمد كمال هذا كان قائد الجناح العسكري للإخوان في زمنهم الأخير إلى أن قُتل في مداهمة للشرطة له منذ ثلاث سنوات، وحينما بدأ محمد كمال في تنفيذ خطة إنشاء اللجان النوعية، وكانت تلك اللجان مختصة بالعمل العسكري والتدريب الرياضي والتدريب على الأسلحة وخلافه، طلب من المرشد بديع أن يُسند إليه إدارة لجنة الأزمات، وبرر ذلك بأنه أولى بإدارة هذه اللجنة وأنها يجب أن تصبح قسماً بدلاً من لجنة فرعية، وأن هذه اللجنة بإسنادها إليه ستساعده على إنجاز أعمال اللجان النوعية التي يرأسها، ووافق محمد بديع وأصبح محمد كمال رئيس قسم صنع الأزمات، وحينما انتهت حياة محمد كمال أثناء مواجهته المسلحة مع الشرطة،  عثرت جهات التحقيق القضائية في وكره الذي مات فيه وثيقة تحت عنوان:"لجان صُنع الأزمات" وهي عبارة عن عدة لجان مختلفة وضع لها كمال خطط حركة، ومن هذه اللجان:



  • لجنة تأزيم المرور: على كل مجموعة من الإخوان في كل منطقة العمل على تأزيم الأزمات المرورية عن طريق التوقف بسياراتهم في الطرق وقت الاختناق المروري، والادعاء بأن السيارات بها عطل، ولمن لا يملك سيارة يجب أن يقوم باستئجار سيارة لتنفيذ التأزيم، ويفضل التواجد معاً بشكل مكثف في مداخل محطات البنزين التي تطل على شوارع ضيقة لاصطناع عدة أزمات، منها أزمة مرور، ومنها العمل على نشر شائعة بنقص البنزين أو زيادة سعره، ويستحسن أن يكون هذا التأزيم في الأيام من الإثنين للخميس، وقت الصباح الباكر، وعند الظهر.

  • لجنة تأزيم الخدمات: وهي خدمات الكهرباء والمياه والغاز، فعلى كل فرد من الإخوان الامتناع عن سداد فواتير تلك الخدمات والتحايل في هذا الأمر بشتى الطرق، ولا يسدد الأخ إلا إذا كان مرغماً، وعلى المهندسين والفنيين المتخصصين الذين يعملون في تلك الجهات العمل على تعطيل المحابس الرئيسية للغاز في المناطق التابعة لهم وتعطيل الكهرباء والمياه، ومن الأفضل إحداث أضرار كبيرة في مواسير المياه والصرف الصحي، وكابلات الكهرباء والاستيلاء على ما يستطيعه الأخ الفني منها.

  • لجنة تأزيم الخدمات الشرطية: ينبغي وضع الشرطة في حالة إنهاك تام عن طريق تقديم بلاغات وهمية عن قنابل مفخخة في المحاكم أو المصالح الحكومية، كما يجب أن يتم الإبلاغ عن وجود إخوان وخاصة القيادات المختفية، في أحد بيوت شخصية من الشخصيات المحبوبة في المنطقة، فإذا جاءت الشرطة واقتحمت المكان لن تجد الإخوان ولكنها ستصطحب صاحب الدار للتحقيق معه وهذا الأمر سيصنع أزمات بين المواطنين والشرطة ويعيد للأذهان قصة زائر الفجر.

  • أما الأهم من ذلك كله فهو تأزيم الاقتصاد، وقد نصت الوثيقة على أن تأزيم الاقتصاد هو أهم عنصر من عناصر التأزيم وبه تسقط دول، ولكن لهذا الأمر تاريخ من الخبرات التي اكتسبها الإخوان خلال سنوات طويلة، يبدأ هذا الأمر من خطة السيطرة على الاقتصاد، لأنك لو سيطرت على اقتصاد دولة فإنك تستطيع أن تصنع لها ما تشاء من أزمات، وتدخلها في إخفاقات.


وكان محمد كمال قد وضع أطر خطة أخرى في غاية الإحكام هي وسائل وكيفية تحويل إنجازات النظام السياسية إلى فشل كبير، واستخدام اللجان الإلكترونية في ذلك، ومنها إظهار العاصمة الإدارية الجديدة بأنها كارثة الكوارث ومحطة من محطات الفساد، والسخرية من كل المشروعات الجديدة وإظهارها بأنها عبث لا فائدة منها وأنها ستسبب خسائر كبيرة لمصر، ولا زال قسم صنع الأزمات يعمل بكل قوته، ليس في مصر فقط ولكن في كل البلاد العربية.


كاتب ومفكر مصري


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!