-
من بغداد لبيروت ثورة شعب لا تموت
بعد أن أدرك الشعب ان العدو واحد وأن القاتل واحد، ذاك القاتل الذي يتنزه بكامل حريته في كل أرض العرب، يحصد الأرواح ويبدد ماتبقى من الشباب العربي في كل منافي الأرض وأصقاعها، القاتل والوحش ذاته هو ( الفساد ) هذا الفساد الذي التهم قوت الشعوب وحصد خيراتهم في باطن الأرض وفوقها، كان الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في ستينيات القرن الماضي يقول:
وفي العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر ...
إنهم الغربان والجراد ذاتهم، أولئك الحكام الفاسدون، رغم كل خيرات العراق وملايين براميل النفط الذي تنتجه أرضها يومياً، ومع ذلك كان الجوع يطحن البشر والحجر في العراق وبأيدي هذه العصابات والميلشيات التي تربعت على أرزاقه وموارده، في أي أرض وصلت، تجد عراقيون لاجئون وقد خلفوا أرضهم وبلادهم بإيدي تلك الميليشيات، والسيد واحد والوجع واحد ومنبع الشر والقتل والتجويع واحد، إيران، التي انتشرت لتستولي على لبنان، لبنان رائد الحضارة في الشرق، لبنان الثقافة والعلم وقع ضحية الميليشيات ذاتها والتي ذهبت بالشعب والبلاد الى هاوية الفقر والبطالة والهجرة، ذاتها لدى كل جيل الشباب المستفيق تواً على وطنه المنهوب والمصادر لمصلحة حزب الضاحية وسيد الكذب و عامل إيران على ولاية لبنان، عندما يحتاج الشباب من أتباعه فإنه يجنّدهم للقتال في لبنان وفي سورية وفي اليمن و....الخ، يقتل بعضهم ويصاب آخرين باعاقات دائمة، ومن يعود فإنه يعود بلا عمل بعد أن يسرحهم من الخدمة ويتركهم للجوع والفقر والبطالة تفتك بهم، ذات المشهد هو العراق وحشودها الشعبية أو الشيعية والتي ترسلها إيران الى حيث تريد، تقاتل السوريين وتقاتل عصابات أخرى هي تصنعها وهكذا يفنى الشباب تحت مسميات شتى من عصابات زينبيون وعصائب وغيرها كثير، ثم تسرحهم من الخدمة بعد أن يؤدوا أدوارهم فيقعون تحت أنياب الفقر والبطالة، هذه الحاضنة هي ذاتها من انقلبت عليهم، هي نفسها من اكتشفت مقدار الكذب والخديعة التي وقعت فيهما!!
مظلوميتهم أََوْلى بالدفاع :
من بغداد لبيروت، هكذا تنادى الشعبين بينهما، انطلق النداء من ساحة الشهداء في بيروت ليتردد صداه سريعاً في كل مدن جنوب العراق المحروم المظلوم، واكتشف أن عليه أن ينتصر لمظلوميته الأخطر وأن ينسى مظلومية الحسين والتي أصبحت كل أشخاصها في العالم الآخر وان الله هو من سيحاسبهم جميعاً !
الثورة السورية لم تمت:
تحولت الثورة السورية إلى مدرسة للشعوب تستلهم منها الدروس والعبر، في سورية سُحِقَ الشعب بأيدي الكثيرين ومن القاصي والداني ولكنه ظل مقاوماً وظل متمسكاً بكل مطالبه ومن تنازل عن مطلب واحد هم ثلة من مرتزقة فاسدون لاعلاقة لهم بثورة الشعب وستدوسهم اقدام الشباب مع كل تلك الديكتاتوريات المماثلة !
عودة الى ماقاله بدر شاكر السياب في انشودة المطر وكأنه يقرأ في صفحة شديدة الوضوح طريق الشعوب وماستؤول اليه فيقول متنبئاً للشعب العراقي :
(أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
ويخزن البروق في السهول والجبال
حتى إذا مافض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
في الوادِ من أثر).
تماماً كما تنبأ الشاعر بأن العراق يذخر الرعود ويخزن البروق ( الثورة ) وعندما ينهض الشعب ليفتح هذه الثورة سيموت الكثير من الرجال الذين ينزعون الخاتم عنها، ولكن يبشرنا في النهاية، أن نهايات الظلمة كنهاية ثمود وعاد ولن يبقى منهم أثر .!!
غافلٌ من لايدرك عمق هذا النداء ومضمونه الشعبي الثوري والذي تردد صداه في كل بلاد العرب ( ثورة واحدة ، قضية واحدة، إنها تحرر الشعوب وانعتاقهم من نير العبودية ) !
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!