الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
من مواضع الالم وليس من مواضع القوة
فرید ماهوتشي

هل کان الخط العام لسياسة الدول الغربية مناسب من حيث التعامل مع النظام الايراني ولاسيما من حيث التأثير المطلوب والمناسب عليه بما کان کاف لردعه عن التمادي في مخططاته على مختلف الأصعدة ذات العالقة بالأمن والسلام الاقليمي وعلى صعيد سعيه من أجل إنتاج السلاح النووي؟ من الواضح إنه ومهما کانت هناك ثمة تباين بين الاراء المطروحة بهذا الصدد، ولکن لامناص من القول وفي المحصلة النهائية  بأن الاجابة سلبية.

فيما يخص التعامل والتواصل الدولي مع النظام الإيراني ولاسيما فيما يتعلق ببرامجه التسليحية عموما وببرنامجه النووي، فإن هناك ملاحظة مهمة وملفتة للنظر دائما وهي إن هذا النظام وکلما لم يکن التعامل الدولي معه مبنيا على سياسة تتسم بالحزم والصرامة والجدية، فإنه يسعى للمراوغة والمناورة واللف والدوران والاستمرار في تطوير برنامجه النووي وبرامجه التسليحية غەر العادية الاخرى، کما يجري حاليا!

التعتنت الواضح الذي صار النظام الايراني يبديه بوجه الوکالة الدولية للطاقة الذرية ووصل الى حد رفض رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، يوم الأربعاء الماضي، اقتراحا بأن يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إيران الشهر المقبل، لكنه عوضا عن ذلك دعا غروسي لحضور مؤتمر في طهران في مايو/أيار! مع ملاحظة إنه وفي هذا الوقت بالذات صارت هناك ثمة مٶشرات عن إمکانية أن يکون النظام قد تمکن من صنع 5 قنابل نووية کما ورد في مقال نشرته صحيفة Washington Times الأميركية، يوم الاثنين المنصرم، حيث إستطردت تلك الصحيفة قائلة بأنه قد"يصبح لديها 12 قنبلة بحلول مايو المقبل، إذا صحت تقديرات استخباراتية، ذكرت مصادرها في أكتوبر الماضي، أنها أصبحت قادرة على امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة واحدة في غضون أسبوع، وما يكفي لإنتاج 5 قنابل في 6 أسابيع، وها قد مر أكثر من 3 أشهر على تلك التقديرات."، هذا التعنت وهذه المٶشرات الخطيرة التي تتحدث عنها المصادر السياسية والاعلامية المختلفة، هي في الحقيقة نتيجة منطقية للسياسة الغربية والامريکية غير الصحيحة وغير المٶثرة على النظام الايراني.

المثير للسخرية والتهکم، إنه يجري التغاضي وتجاهل الکثير من الانتهاکات والاخطاء الفظيعة للنظام الايراني في إيران والمنطقة والعالم من أجل أن يبادر النظام لتقديم تنازلات أو على الاقل نوعا من الليونة والمرونة فيما يتعلق ببرنامجه النووي عوضا عن ذلك، ولکن وفي الوقت الذي يستفيد فيه النظام من من ذلك التغاضي والتجاهل عن إنتهاکاته وأخطائه ويقوم بإستغلالها لصالح أوضاعه المتدهورة فيعمل على تدارکها والحد من المزيد من تدهورها.

هذا التعامل الغربي الخاطئ وغير الصحيح مع النظام الايراني فيما يتعلق ببرامجه التسليحية والمبني على التنازل له عن جرائمه وإنتهاکاته بحق الشعب الايراني وعن جنوحه وتماديه في تدخلاته السافرة في المنطقة وبالاخص من حيث إثارته للحروب والفتن، وومنح القوة للنظام کي يقوم بمواصلة مايريده في کل هذه المجالات وکيفما يريد ويشتهي، بمعنى إن الغرب وبدلا أن يمسکه من مواضع لکي يحد من تماديه في مواضع، فإنه يمسکه وبرفق ولين من مواضع لکي يتمادى غيا في مواضع أخرى.

تجارب العقود الماضية فيما يرتبط بالتعامل الدولي مع هذا النظام بخصوص سياساته ونهجه المثير للشبهات وقبل ذلك برنامجه النووي، لسنا نعلن سرا إذا ماقلنا بأنها سياسة فاشلة من ألفها الى يائها وإنها تٶتي أکلها بالعکس مما تريده وتتمناه الدول الغربية، وطالما بقي التعامل الغربي مع النظام الايراني على وضعه الحالي فإننا يجب أن ننتظر الأسوء!

ليفانت: فرید ماهوتشي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!