-
مهدي عفيفي لليفانت نيوز اللندنية: زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة إلى السعودية وضعت العلاقات الأمريكية الخليجية مرة أخرى على الطريق الصحيح
يرى الكثير من السياسيين والمحللين في الشارع السياسي الأمريكي بعد عزم الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة المملكة العربية السعودية التي انتهت فصولها قبل أيام، ورداً على المعترضين على تلك الزيارة، أن هناك مصالح لأمريكا يجب مراعاتها، وأن هؤلاء المنتقدين يتناسون وجود تلك المصالح ويتصورون أن الأمر يتعلق فقط بمبادئ حقوق الإنسان التي تدافع عنها أمريكا.
وأراد الرئيس الأمريكي رسم رؤية وطمأنة الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط التي تعصف بها الكثير من المشاكل، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى عن حلفائها في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
وللاطلاع أكثر على نتائج تلك الزيارة والمواقف الأمريكية إزاء الكثير من الملفات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، كالتهديدات التركية الأخيرة لاجتياح الشمال السوري وموقف الحزب الديمقراطي الأمريكي منها، كان لمكتب صحيفة ليفانت نيوز في القامشلي الحوار التالي مع عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي السيد مهدي عفيفي.
● الإدارة الأمريكية ترى أن سوء التفاهم في العلاقات الأمريكية السعودية هو بروتوكول بين الرئيس الأمريكي والملك السعودي
● مجيء الرئيس بايدن من إسرائيل إلى العربية السعودية لا يعني اكتمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل
● الحزب الديمقراطي الأمريكي يرى أن الرئيس بايدن في حالة صحية وسن لا يسمح له بالدخول لفترة رئاسية أخرى
● محاولة وضع الأكراد كلهم تحت تصنيف الإرهابين غير مقبول من الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي
● لا يمكن السماح لروسيا بأن تفعل ما تشاء حتى لو كانت التكلفة باهظة للاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي
نص الحوار كاملاً:
◄هل يعتقد السيد مهدي عفيفي بأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط قد أعادت الضبط إلى العلاقات الأمريكية الخليجية، وخاصة مع العربية السعودية؟
زيارة الرئيس الأمريكي للرياض وتذكيراً للقارئ سبقتها زيارات وتجهيزات كثيرة داخل منطقة الشرق الأوسط من زيارات بين القادة العرب وتحركات قبل القمة الأمريكية العربية في الرياض، هل صححت هذه الزيارة العلاقات الخليجية الأمريكية؟ أنا أعتقد أن هذه الزيارة وضعت العلاقات الأمريكية الخليجية مرة أخرى على الطريق الصحيح بعدما كانت هناك بعض التخوفات من تغيّر هذه العلاقة.
والجدير بالذكر أنه دائماً العلاقات الأمريكية العربية، وخاصة الأمريكية السعودية، كانت تمر بمراحل هبوط وانخفاض ووصلت في مرحلة معينة في عهد فيصل إلى حد طرد السفير الأمريكي من الرياض، ولكن كانت هناك نقاط معينة رأت الإدارة الأمريكية ورأى الرئيس الأمريكي أن يتم البحث فيها مباشرة وجهاً لوجه، خاصة كان هناك بعض من سوء التفاهم بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت الإدارة الأمريكية ترى أن هذا السوء في التفاهم هو بروتوكول من حيث التعامل بين الرئيس الأمريكي والملك السعودي، لذلك أعتقد أن توقيت هذه الزيارة وتجهيزاتها ومدى تأثيرها، وخاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل وقدومه مباشرة من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية له أبعاد كثيرة وله تأثيرات كبيرة في العلاقات الأمريكية العربية، وخاصة الأمريكية السعودية، وأعتقد أن هذه الزيارة قامت بتوضيح صور كثيرة، خاصة في التخوف السعودي من الاتفاق النووي الإيراني والتخوف الإسرائيلي، وأيضاً بشكل واضح إعلان الولايات المتحدة لأمن وأمان المنطقة العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، من درجات إيران وأذيالها، لذلك كانت هذه الزيارة برأيي الشخصي من أهم الزيارات التي قام بها الرئيس الأمريكي في فترة رئاسته
◄يعتبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أول رئيس أمريكي يقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية وهو قادم بطائرته الرئاسية من إسرائيل هل هذا يدل على قبول الرياض بتطبيع العلاقات مع تل أبيب؟
قدوم الرئيس الأمريكي مباشرة من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية يدل على دخول العلاقات الأمريكية السعودية والأمريكية الإسرائيلية المشتركة إلى مرحلة جديدة، وهذا لا يعني اكتمال التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ولكن يعني كما يرى الباحثون والمحللون أن المملكة العربية السعودية بدأت بالتفكير بشكل جدي في التعامل مع إسرائيل وبدء مفاوضات، وحتى لا يخفى على الكثيرين هناك مفاوضات قد تمت من وراء الكواليس بين المملكة العربية السعودية وبين إسرائيل، وهناك تكهنات أن يتم تحسين هذه العلاقات في الوصول إلى مرحلة التطبيع والوصول إلى علاقات مباشرة بين السعودية وإسرائيل. هناك بعض المعوقات ولكن أعتقد أن الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية والعربية السعودية تعمل جنباً إلى جنب لتذليل هذه المعوقات والوصول إلى علاقات مباشرة بين الرياض وتل أبيب.
◄نقلت صحيفة إكسبريس البريطانية عن شقيقة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الكاتبة فاليري بايدن، أن شقيقها سيحاول بكل تأكيد التمسك بكرسي الرئاسة لولاية ثانية عبر ترشحه في الانتخابات الرئاسية القادمة. هل هناك توجه أستاذ مهدي في الحزب الديمقراطي الأمريكي بجعل الرئيس الأمريكي أكبر المرشحين سناً في تاريخ الولايات المتحدة حيث سيبلغ من العمر 82 عاماً مع موعد الانتخابات الرئاسية القادمة؟
الحزب الديمقراطي الأمريكي يرى أن الرئيس الأمريكي قام بأعمال ممتازة من ناحية العلاقات الخارجية وتحدي روسيا في حربها ضد أوكرانيا، ولكن إلى أن يأتي موعد الانتخابات القادمة، وخاصة مع تدهور صحة الرئيس الأمريكي وتعرضه للإصابة بكورونا أعتقد أنه قد تكون هناك اختيارات أخرى للحزب الديمقراطي لأن هناك نسبة كبيرة تقارب الثلاثين بالمئة من داخل الحزب الديمقراطي ترى أن الرئيس بايدن في حالة صحية وسن لا يسمح له بالدخول لمرحلة أخرى، ولكن في نفس الوقت تحاول أن يكون المرشح الآخر من الحزب الديمقراطي قوياً بحيث يستطيع أن يهزم أي المرشحين في الحزب الجمهوري.
لدينا في الحزب الديمقراطي حسابات ترشيح للرئاسة تأتي حسب وجهات النظر من الولايات المختلفة، فالولايات المتحدة الأمريكية تختلف عن أي دول أخرى في أن ثقل بعض الولايات يكون أكثر وميولها تكون أكبر، فمثلاً الجمهوري في مدينة نيويورك أكثر مرونة من الديمقراطي في فيرجينيا، لذلك حسابات الانتخابات تختلف، لكن أعتقد إن استمرت صحة الرئيس الأمريكي في التدهور إلى أن يأتي وقت الانتخابات سيكون هناك مرشح آخر.
◄ما حقيقة الموقف الأمريكي والحزب الديمقراطي من التهديدات التركية باجتياح الشمال السوري؟ وهل تختلف العلاقات وكيفية التعامل في الإدارة الديمقراطية الحالية عن تعاطي إدارة ترامب الجمهورية التي أعطت الضوء الأخضر لشن عمليات عسكرية سابقة للجيش التركي في سوريا؟
الإدارة الأمريكية الحالية تأخذ بعين الاعتبار التهديدات التركية للشمال السوري وترى أنه لا بد من دعم الأكراد في هذه المنطقة، حتى في فترة ولاية الرئيس السابق ترامب اعترض الجيش الأمريكي والقيادة العسكرية الأمريكية على أن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن الشركاء الأكراد ولذلك ترى الإدارة الأمريكية وترى قيادات الحزب الديمقراطي الأمريكي أنه لا بد من الاستمرار في دعم الشركاء الأكراد في شمال وشرق سوريا وأن ما تقوم به تركيا غير مقبول وأن محاولة وضع الأكراد كلهم تحت تصنيف الإرهابين غير مقبول من الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي ولن يتم السماح لتركيا بأي شكل من الأشكال أن تحاول القضاء على كل من هو كردي لمحاولة القضاء على أي معارضة لها.
◄هل صحيح أستاذ مهدي عفيفي أن هناك اتفاق ما بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، من جهة، وبين الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا من جهة أخرى، بأن يكون الموقف والرد النهائي للحرب الروسية الأوكرانية هو الحسم على الأرض وفي المعركة لكسر إرادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟
الحرب الروسية على أوكرانيا هو اختيار روسي علمت به الولايات المتحدة الأمريكية وحذرت منه مراراً وتكراراً، والأطماع الروسية في العودة مرة أخرى للاتحاد السوفيتي لم يخفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أعوام طويلة.
روسيا هي التي بدأت منذ العام 2014 بالانقضاض على الأراضي الأوكرانية وهي التي تسببت فيما نراه الآن. روسيا لا تريد أن تكون هناك ديمقراطية على حدودها وتعتبرها تهديداً لروسيا لذلك الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية وقفت جميعها، وحتى الدول المحايدة، ضد ما تقوم به روسيا في أوكرانيا، وأعتقد أن الدعم المنقطع النظير من الولايات المتحدة الأمريكية ظهر، مراراً وتكراراً، وكان آخر شيء زيارة زوجة الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقبالها في الكونجرس الأمريكي وتأييد الولايات المتحدة لأوكرانيا بشكل كبير، بالإضافة أن أوروبا ترى أن ما تقوم به روسيا هو تهديد عالمي وتهديد للديمقراطية كما نعرفها وأنه لا يمكن السماح لروسيا بأن تفعل ما تشاء حتى لو كانت التكلفة باهظة للاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الأوروبي.
إن الدول الأوروبية والشعوب الأوروبية والشعوب الديمقراطية ترى أنه لا بد من دعم أوكرانيا لآخر لحظة وأن كل ما تقوم به روسيا هي مسألة وقت لكي تصل إلى نهاية وحسم هذه المعركة. هناك طبعاً محاولات سياسية ودبلوماسية ولكن أعتقد الدعم العسكري سيزيد وسيستمر لأوكرانيا حتى تنتهي هذه الحرب الغاشمة.
ليفانت - رودوس خليل
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!