-
ميزانية ؤر ميزانية قمعية معظمها للحرس وبزيادة 200%
-
ميزانية الأمن والدفاع في إيران بزيادة 200% وإعدامات تضاهي الزيادة.. وفضيحة نواب رئاسة ومحافظين من الأقليات
لا تقرأوا وتشاهدون الأحداث من بعيد فقد يفوتكم الكثير، ولا يغرنكم ما توحي به الصور فبعض الصور بليغة في تعبيرها؛ لكن أغلبها في إيران مخادعة، ويكفيك نبش بسيط في قلوب وأفئدة الناس لتنهال عليك جبالا من الشكاوى والهموم الموجعة للقلوب الحية، ويكفيك أن تقف في أروقة المحاكم وأمام السجون لتسمع وترى العجب العُجاب، وأما إن سكنت بعيدا عن علية القوم بين عامة الناس وهم الأغلبية الساحقة فلا تنظر إلى حركتهم في وقت النهار وإنما استمع إلى همومهم وشجارهم ومشاحناتهم التي يتناقلها صمت الليل.. الليل الذي يتحول سكونه إلى شكوى وأنين من سوء الحال والفاقة وسرعان ما يتحول ذلك إلى ضرب وعنف ليس لرغبة في العنف والضرب وإنما بسبب العجز والقهر وعدم القدرة على سماع أي شكوى تتعلق بالمعيشة في ظل العجز التام أمام تلبية أدنى متطلبات الحياة البسيطة حياة الكفاف، ولو أن لسلطة الظلام الحاكمة في إيران ذرة من الحياء والشعور بالمسؤولية لنظرت بإنصاف ورشد وحكمة إلى القضايا العالقة بالمحاكم والكم الهائل من السجناء لوجدت أن أغلب القضايا تتعلق بسلطتهم الباغية التي لم تمس حرية الشعب فحسب بل مست بكرامته وشرفه ولقمة عيشه، وبالتالي يمكنها حل المشاكل والأزمات من جذورها لطالما لديها القدرة على وضع هكذا ميزانيات عظيمة.. لكن كيف لمن اعتاد على ممارسة الطغيان والقتل والسرقة والنهب أن يشعر بمعاناة الناس وهو مسؤول عنهم؛ أما بالنسبة لنظام الملالي فالأمر لا يعينه ويقف موقف المتعاطف البليد الذي لا شيم ولا مروءة فيه فمن المتعاطفين من يقيم الدنيا ويقعدها لأجل الغير لكن هؤلاء لا مروءة ولا حياء ولا شعور، ويحمدوا ربهم أن رأس المال غير الحكومي هو من يدير الحياة في إيران منذ البدء، ورغم جشعه إلا أنه يُحسب في عداد الضارة النافعة بل والنافعة جدا إذ يقوم مقام راعي الرعية الجاهل الضرير المستبد.
أسئلة مهمة لابد من طرحها:
هل رصد نظام الملالي زيادة الميزانية هذه لمواجهة من كشفوا سترهم ونكلوا بشرفهم أم سيستخدمونها في مكافأة جواسيسهم وتعزيز قدراتهم وإعلاء شأنهم في قواميس وسجلات الخيانة...؟
هل ستنتهي معاناة الشعب الإيراني بزيادة ميزانية الأمن والدفاع بمقدار 200% يذهب معظمها لحرس الملالي والباقي للأجهزة القمعية لتعزيز قدراتهم وكفاءتهم القمعية بتقنيات يتم استيرادها من الغرب ذي الوجهين...؟
لماذا لم يرفعوا ميزانية التنمية والرعاية الاجتماعية بهذا المقدار علهم يحدون من تسارع تنامي معدلات الفقر والجوع والبطالة وسوء الخدمات أو على الأقل ينتظمون بدفع رواتب ومستحقات العاملين في كافة قطاعات العمل والإنتاج كالتعليم والصحة والتعدين أو يخفضوا من قيمة أسعار المحروقات والضرائب العبثية المفروضة على الشعب...؟ بمعنى أنهم فرضوا على الشعب الموت والبغي والفساد والفقر والجوع والبطالة خففوا الضرائب وأسعار المحروقات.
صور ومآسي غريبة وعجيبة ومهينة تراها للإنسان في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن وكل النسخ السياسية لولاية الفقيه بالمنطقة.. لكن أكثر الصور بؤسا تلك التي نراها في إيران في ظل نظام تأصل البؤس على يديه وتمدد أفقياً ورأسياً، ولم يكن في الخيال أن تمتهن النساء والأطفال من كلا الجنسين حِرفاً شاقة وصعبة ومضنية لأجل العيش، لم يكن في الخيال وقد حدث وأصبح أمراً طبيعيا وُجِد من خلال اشتداد الحاجة وعدم التزام السلطة برعاية مواطنها، ومن هؤلاء النساء نساء كردستان إيران اللائي يعملن بالحمالة (مفردها حمال) أو ما يسميها البعض بالعتالة (مفردها عتال) مهنة فيها مغامرة بالموت أو السجن لكن الدافع من أجل الحياة والكرامة يهون بلاء الموت والسجن.
مهزلة نواب رئاسة ومحافظين من الأقليات
كل الذين عملوا من أبناء الأقليات في خدمة نظام الملالي هم خونة لشعوبهم وللقيم الإنسانية، وعندما تحاور الكثيرين منهم تجدهم مخلوقات مفلسة لا نفع فيها ولا رجاء وليست سوى أدوات بيد النظام يلهو ويناور بها ليس إلا..، ومن هؤلاء الأكراد أو العرب أو البلوش الذين يعينهم نظام الملالي نواباً بالمجلس أو بالرئاسة أو محافظين أو مسؤولين كبار؟ هل هم فعلا من المنتمين لهذه الفئة من الشعب أم أنهم من رجال النظام المخلصين ولا ولاء لهم لما تمتد إليه جذورهم بدلا من تعيين نائب لـ رئيس جمهورية الملالي من الأكراد أو البلوش أو العرب أو حتى رئيس من الآذريين احترموا وارحموا مواطنيهم واعتنوا بهم.. ماذا يفعل نائب أو رئيس ينفذ ما تُملى عليه من سياسات وأوامر ولا يملك من أمره شيء، وماذا يفعل نائب كردي لرئيس جمهورية الملالي عندما تكون صلاحيات وأوامر وتعليمات مدير عام بديوان الرئاسة أهم منه وتسري عليه رغم أنفه.. وبالنهاية سيستمر هذا النوع من النواب أو المحافظين في خيانتهم لمواطنيهم وفي إخلاصهم بخدمة النظام مكتفين بامتيازاتهم ورغد عيشهم.. هذه المسرحية الهزلية ليست بجديدة لكنها لم تصل إلى مستوى نائب في رئاسة الجمهورية إلا هذه المرة.. ورقة جديدة في سيناريو ولعبة جديدة يغازلون بها الغرب المهادن لكنها ستحترق كسابقاتها من الأوراق التي حرقتها الأيام.
ميزانية بزيادة 200% وإعدامات تضاهي الزيادة
كم هو متناغم هذا النظام مع عمامته وعباءته ولحاه وشعاراته.. في نِسبه وتناسبه.. في نسبة السجناء والمشردين.. في نسبة الجهل مع المتعلمين.. في نسبة الموتى الأحياء مع الموتى ممن أتاهم الأجل، في تناغم الزيادة في الميزانية مع طموح وتوجه اللصوص والمجرمين، واليوم يتناغم حجم القتل الحكومي تحت مسمى الإعدام مع زيادة الـ 200% في الميزانية فقد أثبت الطبيب الرئيس مسعود بزشكيان أنه أهل لها للمسؤولية وأعدم مئات الأشخاص في المئة يوم الأولى له في المسلخ مبررا ذلك أنه من صيانة الأمن في البلاد.
في كل الأحوال لن تكون الزيادة في الموازنة لأي مواجهة يدعونها بعد مشروع الجواسيس المتطور.. لكنها ستكون فعليا لقمع الشعب الإيراني وزيادة بؤس شعوب المنطقة وتهديد دولها.
أيها الطغاة الجهلة هل تحكمون بشراً من حجارة لا حياة ولا عقل فيها ولا ردة فعل لها.. هل إعدام أهل الرأي والفقراء صيانة للأمن.. هل إعدام من أجبرتموه على الجريمة صيانة للأمن.. تعدمونهم صيانة للأمن فماذا عن كبار لصوصكم.. وكبار جواسيسكم الذين باعوا قادة حماس وحزب الله هل ستتحلون بالشجاعة وتعدمونهم أيضاً أم ستدفنون رؤوسكم في الوحل كعادتكم وترفعون عوراتكم لترفرف عالية بفخر.
ليفانت: د. محمد الموسوي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!