-
ميلشيات الحوثي الإرهابيّة والانقسام المتصاعد
منذ الخروج من جبال صعدة والاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء ظلت حالة الانقسام داخل ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتعززت هذه الحالة الانقسامية عندما قررت الميلشيات الحوثية الخروج إلى المرحلة السياسية ومحاولة بناء كيان سياسي أطلق عليه المجلس السياسي الأعلى، في يوليو 2016، وهو هيئة سياسية تنفيذية عليا شُكلت بالتحالف ما بين أنصار الله الحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي العام لحكم اليمن.
الكيان السياسي الذي شكلته الميلشيات الحوثية بالتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي كان كياناً هشّاً يراد به جسراً لإحكام السيطرة على اليمن، من جهة وجد حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، بأن ميلشيات الحوثي الإرهابية المتعطشة للتمدد في اليمن بأنها فرصة ليعمل على توظيفها لمصلحة استعادة حكمه لليمن، ومن جهة أخرى وجدت ميليشيات الحوثي في التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام فرصة لإيجاد مظلة سياسية تسعى لتوظيفها في سبيل تدعيم لمشروعها التوسعي في الأراضي اليمنية.
لكن هذا التحالف الهش لم يكن تحالفاً بالمسمى الحقيقي، وإنما كان محاولة من كل طرف لتوظيف الطرف الآخر في خدمة مشروعه، وبالتالي كان من السهولة أن يدخل هذا التحالف في مرحلة الانهيار التي أدّت إلى تفكيك التحالف بين الطرفين بمقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبالتالي انفردت ميلشيات الحوثي الإرهابية بالسيطرة المطلقة على المجلس السياسي الأعلى، وهنا كانت بداية مرحلة الانقسامات داخل صفوف الميلشيات، مقتل صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي، حيث لم يعلن التحالف العربي عن قتل أو استهداف صالح الصماد، ما يؤكد ذلك أن استهدافه كان عبر سياسة التصفية الداخلية من قبل القيادات الحوثية، حقيقة الصراع داخل الجماعة الحوثية لا يتوقف فقط عند حدود منصب رئيس المجلس السياسي الأعلى، حيث تعيش الجماعة صراع الأجنحة بين "جناح صعدة الذي يقوده محمد علي الحوثي"، و"جناح صعدة بقيادة مهدي المشاط"، ليدخل الكيان السياسي للميليشيات الحوثية مرحلة من يقوض سلطة الآخر بين أقطاب المجلس السياسي الأعلى.
مرحلة من يقوّض سلطة الآخر لا تتوقف عند حدود الصراع بين جناحي صعدة وصنعاء، فعندما ننظر إلى "جناح صعود" نجده يعيش حالة من الانقسام ومرحلة يشتدّ فيها الصراع بين محمد علي الحوثي، "والقيادي أحمد حامد"، وهو الذي يعدّ المقرب من زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، ما يعني ذلك أن حدود الصراع لم يعد سياسياً تنحصر تحركاته في العاصمة المحتلة صنعاء، وإنما تخطى ذلك إلى هرم الجماعة والكيان الرئيس لجماعة أنصار الله الحوثية القابع في جبال صعدة.
سلسلة الانفجارات التي طالت مقرّ معسكر الفرقة الأولى مدرع في العاصمة اليمنية صنعاء، والتي أكد التحالف العربي بأنه لم ينفذ أي هجمات في محيط صنعاء أو منطقة أخرى في إطار سياق محاولات التحالف العربي لخلق أرضية خصبة لتحقيق التسوية السياسية، نجد أن هذه الانفجارات لا يمكن النظر لها بعيداً عن الحالة الانقسامية المتصاعدة التي تعيشها الجماعة، وبالتالي يمكن القول إن حدود الصراع داخل ميلشيات الحوثي والكيان السياسي في صنعاء وصلت إلى حدود استخدام القوة الصلبة، ما يعكس ذلك بأن الصراع الذي كان في حدود السيطرة ولا يتخطى الصراع على المناصب، بات يعيش مرحلة جديدة وأصبح خارج حدود السيطرة، يبدو أن ما يلوح في الأفق بشأن مستقبل الصراع داخل ميلشيات الحوثي وجناح صعدة وصنعاء، يحمل معه عودة سيناريوهات نهاية التحالف بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي والذي انتهى بمقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!