الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
نظام الملالي في إيران.. قمع وإعدامات لا تنتهي
خالص مسور

بدون شك بالإمكان توصيف نظام الملالي في إيران بتوءم داعش في الإجرام وباستمرار إحكام الإعدامات التي تطال المواطنين الإيرانيين المدنيين الأبرياء والمشاركين بالمظاهرات السلمية، في سبيل الحرية ولقمة الخبز والعيش الكريم.


هذا الشعب الذي ابتلي بكوابيس الملالي، الذين استطاعوا باستغلال الدين والطائفية الاستحواذ على الحكم في ليلة ظلماء من تاريخ الشعب الإيراني العريق، فحسب إحصائيات الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية، تشكّل إيران الدولة الثانية في العالم بعد الصين في تنفيذ أحكام الإعدام بدون أسباب وجيهة وبمحاكمات صورية لا تتوافر فيها أدنى شؤون العدالة، وليصبح بذلك نظام الملالي حكام الدولة الأولى الراعية للرعب والإرهاب في الشرق الأوسط والعالم كله.


 


ويعطي الملالي لأنفسهم حق الإعدامات بدون رادع أو حياء، فلنسمع هذا الملا الجلاد، غلام رضىا شريعتي، محافظ خوزستان، في تصريحه التبريري المشين في معرض حديثه عن المظاهرات الشعبية فيقول: (نظراً لتعرّض مدينة ماهشهر التي تتمتع بإمكانات اقتصادية وتجارية، لمثل هذه الظروف، فهذا يدل على أنّ هذه الإجراءات منظمة ومدروسة ومخطط لها مقدماً، ولها هدف معين). وبموجب هذا التصريح وتخرصات أمثاله من المسؤولين الإيرانيين الكبار تم إعدام كوكبة من المشاركين بالمظاهرات من خيرة الشعب الإيراني، بجميع طوائفه ومكوناته، لكن لنسأل، فتحت أي ظرف قام الملالي بانقلابهم ضد الشاه محمد رضا بهلوي ليطلقوا العنان لولاية الفقيه ويتحكموا بها برقاب البلاد والعباد؟.


 


فمنذ استلام الخميني الحكم وحتى اليوم، لم ينقطع العنف في البلاد، إذ تجري إعدامات واسعة النطاق ضد جميع المكونات الإيرانية، وخاصة الكرد والعرب والبلوش وغيرهم، نساء ورجال، بحجج واهية قد لا تنطلي على أحد.


 


وأشهر من أعدمهم الملالي، المتّخذون من سلاح الدين والطائفية ستاراً لجرائمهم، هو قتل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، عبد الرحمن قاسملو، وأعوانه في مدينة فيينا، بأقذر أنواع الخيانة والغدر وهم في حالة مفاوضات مع الملالي عام 1989، ومنهم الشاب الكردي إحسان فتاحيان، الذي تعرّض لتعذيب وحشي مثير قبل إعدامه، فحكم بالسجن عشر سنوات من قبل محكمة سنندج، ولكن عندما حاول الاستئناف، فحكمت المحكمة الأعلى في مدينة سنة عليه بالإعدام، ونفذ فيه الحكم بعد ذلك شنقاً حتى الموت، كما نفذ الحكم في الإيرانية، ريحانة جباري، البالغة من العمر 26 عاماً، بتهمة قتل أحد رجال الأمن الذي اعتدى عليها جنسياً، فأوصت جباري التبرع بعضائها للمرضى الفقراء، فكانت أحلم وأكثر إنسانية من طغمة الملالي الحاكمة. ومؤخراً، إعدام المصارع الإيراني، نويد أفكاري، والذي اتّهم بالمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للنظام السيء الصيت، مما أدّى إلى ارتكاب الفظائع بحق المتظاهرين، وآخر من أعدم قبل أيام هو مدير قناة آمد، السيد روح الله زام، بتهمة مثيرة للجدل.


 


ويظهر بوضوح أهداف الملالي الاستعمارية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فتحت يافطة الدين والطائفية يظهرون العداء المزيف لإسرائيل، للتلاعب بنفسية الفلسطينيين والعرب لتحقيق مصالح دولتهم القائمة على الظلم والإرهاب، وبهذا يتم استخدام البعد الآيديولوجي‏‏‏ الذي يرتكز إلى أسس دينية ومذهبية وقومية، يريدونها مدخلاً لامتداد نفوذهم إلى عدة دول عربية، للهيمنة عليها وإعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، والتدخل في شؤون العراق وسورية ولبنان واليمن معاً، ومن ثم التحكم بالموقع الاستراتيجي لهذه الدول على ساحة الشرق الأوسط، والاستئثار بخيراتها العميمة، عن طريق ممارسة الاغتيالات وإنشاء أحزاب الله، كأذرع إرهابية عسكرية لها ممتدة إلى الساحات الساخنة في الشرق الأوسط، والتحكّم بها في سباق محموم، وتطوير أسلحة فتاكة وخاصة الصواريخ بعيدة المدى، وليس آخرها السعي للحصول على السلاح النووي لتهديد أي من تسوّل له نفسه الوقوف أمام أطماع أصحاب اللحى الخادعة، ولكن ما يخدعون إلا أنفسهم وبسطاء الناس، ولنشر التشيّع في سورية واليمن والعراق، عبر التدخل على المستوى الإقليمي والعالمي، لتتبوّأ دولتهم المكانة التي تستحقها تحت الشمس، وحتى محاولات الملالي التحكّم بالحجّ، والعمل على تصدير ما يسمى بالثورة والتي هي طائفية وقومية أصلاً.


 


وكان من نتائج تصدير ما يسمونها بالثورة، قيام الحرب العراقية الإيرانية، ومحاولات الملالي مدّ نفوذها على الدول المجاورة، وحتى أبعد من المجاورة، كاليمن مثلاً، عن طريق الميليشيات الحوثية، لتعزيز موقف دولتهم في تعاملها مع الدول الأخرى، على مختلف الصعد التجارية والعسكرية والاقتصادية، وإحياء إيران الكبرى.


 


نظام الملالي وحالة عدم استقرار المنطقة


 


لاشك أنّ نظام الملالي في طهران أصبح عامل عدم الاستقرار في المنطقة والعالم، عن طريق أذرعه الإرهابيّة المختلفة، كميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وباقي الأذرع المختفية، ومحاولة إضعاف السعودية، وتقوية مراكز السكان الشيعة هناك، وحتى محاولة الاستفراد بالحجّ الإسلامي -كما قلنا- والمواجهة مع السعودية، خاصة في المجال الطائفي والعسكري، ولذلك نرى هناك في اليمن حرباً غير معلنة بين السعودية وإيران، وذلك لإضعاف الدولة السعودية وزعزعة استقرارها، حتى يتسنّى لها إبعاد هذا العائق أمامهم وإزاحته جانباً، كقوة إقليمية سلمية يعتدّ بها.


 


لذا يجب مواجهة هذا الإرهاب المستفحل بالجهود الإقليمية والدولية، وبالفعل فأعضاء خلية إرهابيّة إيرانية يحاكمون الآن في بلجيكا بتهمة تفجير مكان اجتماع المعارضة الإيرانية، ولهذا كما نرى فإنّ نظام الملالي يعيشون اليوم ذروة اصطدامهم مع الدول الإقليمية والعالم، وكادت أن تصل الأمور في بعض الأحيان الى حافة الحرب، وكانت أخطر مواجهة بين إيران والغرب، في حادثة مقتل القيادي ورمز الإرهاب وإشعال الحروب المدعو “قاسم سليماني”، الذي لم تستطع إيران الانتقام له رغم تهديداتها النارية.


 


أما اليوم وكآخر احتكاك خطير بين نظام الملالي والغرب، تجلّى في حادثة اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، مؤخراً، وقد احتفظت إيران لنفسها بحق الرد والانتقام، ولابد أنّ سيناريوهات الانتقام إن جرت ستكون على شكل اغتيال شخصيات إسرائيلية في الخارج، أو صواريخ توجّه إلى الجولان، أو باستخدام الأذرع المختلفة، كحزب الله اللبناني وغيره، وهذه مجرد تكهنات. فهذا هو نظام الملالي في طهران الذين احمرّت لحاهم من دماء إعدامات الأبرياء والمناضلين في سبيل الحرية والديمقراطية.




ليفانت_ خالص مسور

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!