الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • هل أبقى أردوغان رصيداً احتياطيّاً في خزانةِ تركيّا لمواجهةِ كورونا؟

هل أبقى أردوغان رصيداً احتياطيّاً في خزانةِ تركيّا لمواجهةِ كورونا؟
هل أَبقى أردوغان رصيداً احتياطيّاً في خزانةِ تركيّا لمواجهةِ كورونا؟

إعداد وتحرير: أحمد قطمة


كما كان متوقّعاً، بدأت تتوسع دائرة انتشار فيروس كورونا في الداخل التركي بشكل مضطرد، وعزّز ذلك تصريح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أمس الثلاثاء، عندما قال، إنهم سجلوا 46 وفاة جديدة بعدوى فيروس كورونا "COVID-19" في تركيا خلال 24 ساعة سابقة، موضحاً في إحصائية نشرها عبر "تويتر"، إنّ حصيلة الوفيّات المسجلة في تركيا خلال اليوم السابق، ارتفعت من 168 إلى 214 حالة، بزيادة يومية قياسية لعدد المتوفين، إلى جانب ارتفاع الحصيلة العامة للمصابين بشكل غير مسبوق بـواقع 2704 إصابة جديدة، ليصل العدد العام للمصابين إلى 13531. رصيداً احتياطيّاً 


ورغم أنّ بداية حكم حزب العدالة والتنمية قد جلبت للأتراك بعض الرّخاء والاستقرار الاقتصادي، لكنه ما لبث أن تبخّر، مع لجوء تركيا إلى محاولة استغلال الحركات الاحتجاجيّة في البلاد العربية سواء سوريا أو مصر وآخرها ليبيا وحتى ربما اليمن التي تحدّثت تقارير عن مساعي تركيّة لاختراقها هي الأخرى عبر أدوات محلية كما هو الحال في سوريا وليبيا.


ورغم أنّ التكلفة البشرية لعمليات التدخل التركي قد لا تكون ظاهرة بشكل جليّ باستنثاء ما حصل في سوريا نهاية فبراير الماضي، عندما لقي 36 جندي تركي مصرعهم في ضربة واحدة في إدلب السورية، فإن الجانب التركي لم يعترف بأي خسائر بشرية أخرى من ذلك القبيل، رغم الإعلانات المتتالية للجيش الوطني الليبي عن قتل جنود للجيش التركي وتدمير طائرات مسيرة والقضاء على مرتزقة يتبعون بشكل رئيس للجانب التركي في ليبيا، إلا أن الخسائر الاقتصادية قد تكون الأقرب للشعور بها من جانب عموم الأتراك، فالعملة التركية التي كانت تعادل في العام 2013 قرابة 2.5 ليرة لكل دولار، أضحت مستقرّة تقريباً عند 6 ليرات مقابل الدولار الواحد خلال العام الأخير، وهو ما يمثّل انهياراً كبيراً، أثقل كاهل الشعب التركي وأرهقه. 


الحكومة تلجأ للشعب بدل تقديم المساعدات


وبدلاً من أن تتوجّه الحكومة التركية إلى دعم شعبها، خاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة منه، يبدو أن العكس ما سيحصل، إذ قالت وسائل إعلام تركية، إن شركة خطوط أنابيب البترول التركية (BOTAŞ) تجمع تبرّعات إجبارية من موظفيها من أجل حملة التضامن الوطني التي أطلقها مؤخراً الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تحت شعار: "نحن نكفي أنفسنا يا تركيا"، حيث أرسلت الشركة رسائل نصية إلى موظفيها أبلغتهم خلالها بخصم 400 ليرة من راتب شهر أبريل/ نيسان الجاري لبعضهم، وخصم 200 ليرة من آخرين، وهو ما دفع البرلمانية عن حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول، ثراء كاديجيل، لانتقاد الخطوة عبر تغريدة على تويتر، عقب منع بلديتَي إسطنبول وأنقرة من جمع تبرّعات بينما فعل أردوغان ذلك، قائلة إنّ السلطات تضع عراقيل غير منطقية وغير قانونية أمام الأشخاص الذين يتبرّعون طواعيّة للبلديات، بينما تجبر العمال على التبرع كراهية، مردفةً: "يطالبونهم بإبلاغهم في حال عدم رغبتهم في المشاركة في التبرّعات التي تُخصم من رواتبهم كي يقوموا بفصلهم". رصيداً احتياطيّاً 


وجاء إطلاق أردوغان حملة تبرعات لمواجهة تداعيات كورونا، بعد حديثه في خطابات سابقة عن أن الأمور في تركيا تحت السيطرة، وإعلانه إطلاق حزمة اقتصادية لمواجهة كورونا تحت اسم "درع الاستقرار الاقتصادي"، بقيمة 100 مليار ليرة (قرابة 15.5 مليار دولار).


المعارضة تنتقد الحملة


ورغم أنّ أنصار الرئيس التركي حاولوا تصويره بصورة المضحّي المعطاء، بالإعلان عن أن أردوغان قد تبرّع بسبعة من رواتبه لصالح حملة التبرعات لمواجهة كورونا، إلا أن ذلك ليس كافياً بالتأكيد، مقارنة مع المكاسب التي صنعها الرئيس التركي لنفسه والامتيازات التي منحها لعائلته، وإنطلاقاً من ذلك، دعت رئيسة حزب الخير المعارض في تركيا، ميرال أكشنار، الرئيس رجب أردوغان، إلى التبرّع بالطائرة الرئاسية الفخمة التي حصل عليها من قطر ضمن حملة "التضامن الوطني" التي أطلقها لمواجهة فيروس كورونا.


وقالت أكشنار: "السيد أردوغان قدّم لنا أرقام الحسابات المصرفية الدولية في الوقت الذي كنا ننتظر منه القيام بتقديم العون للمواطنين المحتاجين، ليتبرّع السيد أردوغان بطائرة الرئاسة المقدمة إليه من قطر، نحن والمواطنون العاديون نقدم العون للمحتاجين في صمت دون ضجة مثله"، وتابعت أكشنار: "تبرّعت بمعاش ثلاثة أشهر لبلدية أنقرة ومعاشات ثلاثة أشهر أخرى إلى بلدية إسطنبول، أمتلك إيصالات هذه التبرعات، وأدعو جميع الزملاء إلى تقديم العون في هذا الأمر بقدر الإمكان". رصيداً احتياطيّاً 


وانتقدت زعيمة حزب الخير أيضاً دعوات ملازمة المنزل دون حظر تجوال، قائلة: "كنت قد أوصيت بتشكيل لجان صحيّة برئاسة الولاة في كل مدينة وهو ما تمّ، شكراً لهم، المواطن يريد أن يرى مساندة الدولة له، بعض الأمور كانت لتتحسن لو تمّ إعلان حظر التجوال لمدة ثلاثة أسابيع والحجر الصحي الإلزامي"، مضيفةً: "البعض يتحدّث عن أنهم يتخوفون من إعلان حظر التجوال كي لا ينزل الجيش إلى الشوارع، أنا لا أصدق هذا، بالإمكان الاستعانة بجهاز الشرطة، لا يعلنون حظر التجوال لأنهم لا يملكون موارد لمنح المواطن مستحقاته إن جلس في المنزل"، وتابعت: "إن البنك المركزي كان يمتلك رصيداً احتياطياً لمواجهة الأوضاع الطارئة، غير أن التصريحات المتداولة تشير إلى نفاذ هذا الرصيد". رصيداً احتياطيّاً 


ويبدو أنّ الرئيس التركي يخشى من تأثّر الاقتصاد بفعل حظر التجوال، حيث قال إن الإنتاج يجب أن يستمر رغم انتشار كورونا، كما أن فرض حجر صحي إلزامي سيدفع الشعب التركي بلا شك، إلى مطالبة حكومته بتأمين الإمدادات الرئيسية كالماء والكهرباء، اللتان تعتبران باهظتي الثمن على كاهل الشعب التركي، إلى جانب توفير مساعدات غذائية لتساهم في سدّ رمق الفقراء، وهو ما يبدو أن للحكومة التركية لا تملك المقدرة عليه، عقب سنوات من تخصيص المبالغ الطائلة للعمليات العسكرية التي شنّتها في سوريا وليبيا، إلى جانب تغذية النزاعات في مجموعة من البلاد، عبر رفد بعض التنظيمات كالإخوان المسلمين بالمال والسلاح والعدّة والعتاد، على حساب الشعب التركي، فيما كان ينتقد أردوغان المعارضين لسياساته التوسعيّة بالقول إن هؤلاء لا يدركون شيئاً من التاريخ العثماني. ليفانت


ليفانت

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!