الوضع المظلم
الأحد ١٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
هل يخسر ترامب الرئاسة بسبب حديثه عن النساء؟
هل يخسر ترامب الرئاسة بسبب حديثه عن النساء؟

مع توجه عدد من النساء لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل أمام دونالد ترامب، يُتوقع أن تكون لغة الرئيس في وصف خصومه محل اهتمام كبير. فهل تختلف لغته الهجومية حسب جنس الخصم؟


ففي أحد الحوارات الصحفية، أشار ترامب إلى سفيرة بلاده السابقة في أوكرانيا، ماري يوفانوفيتش، بوصف "هذه المرأة"، وليس باسمها، وهي التي كانت احد الشهود التي أقالها ترامب في مايو/أيار الماضي، في جلسة مسائلة ترامب في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقالت للمشرّعين إنها أُقيلت بسبب حملة شعواء شنها أشخاص "مشكوك في نواياتهم".


ودافع ترامب عن قراره بإقالة يوفانوفيتش في حوار على قناة فوكس الأمريكية يوم الجمعة الماضي بأنه سمع "أشياء سيئة عن هذه المرأة"، قائلاً "هي لم تكن ملاكاً، هذه المرأة. وفعلت الكثير من الأشياء التي لم أحبها"،مضيفاً أن فريقه شعر بأنه يجب أن يكون رحيماً "لأنها امرأة. يجب أن نكون لطيفين".


وتشير البروفيسورة ماريان لا فرانس، أستاذة علم النفس بجامعة ييل، إن هذه التصريحات مثال على اللغة التي تفرق على أساس الجنس، "فهذه الإشارات تنفي كونها شخصاً أو صفتها المهنية، فهي بالأساس امرأة"، وأضافت إنه من المثير للاهتمام أن "النساء عادة ما تكون لهن إشارة خاصة في اللغة"، فكلمة "شخص" تعني بالضرورة "ذكر".


متابعةً: "لكننا عادة ما نحتاج إلى إضافة لغوية للتعريف بالمرأة، فهي امرأة أولاً وأخيراً. هي ليست شخصاً سياسياً، هي امرأة سياسية. لكنك عادة لا تقول رجلاً سياسياً"، وبمجرد استخدام إضافة لغوية لوصف أحدهم "تلتصق به العديد من الأفكار الشائعة المغلوطة" في اللاوعي.


مردفةً: "لذا، عندما نقول امرأة سياسية، قبل أن نقول أي شيء عن أفكارها أو مؤهلاتها أو مكانتها العملية، نكون قد رسمنا بالفعل صورة ذهنية بعينها"، فيما يحفل تاريخ ترامب بالكثير من التعليقات المثيرة للجدل بشأن النساء، حتى قبل أن يصل إلى الرئاسة. لعل أشهرها ما تصدر الصحف عام 2016 عن تفاخره بالتحرش الجسدي بالنساء في تسجيل لمسابقة في هوليوود عام 2005 حيث قال حرفياً: "مسك النساء من الفروج".


وتوضح ديبي والش، رئيسة مركز النساء الأمريكيات والسياسة في جامعة روتغير، إن التعليقات الأخيرة امتداد لنهج ترامب في الحديث عن النساء، "فما قاله عن هيلاري كلينتون، وكارلي فيورينا، وإليزابيث وارين، وهايدي كروز، وغيرهن الكثيرات، يشي بنهجه في الحديث عن النساء القويات والمميزات بطريقة مهينة، يتعمد فيها أن يحط من قدرهن".


ويبدو أنه حتى النساء اللاتي يدعمنه لم يسلمن من اللغة والنقد القائمين على التمييز، فضمن الحوار الذي أُذيع يوم الجمعة، وصف ترامب مستشارته كيليان كونواي بأنها رائعة، "لكن كان يجب أن تؤثر على زوجها"، وهو من أكبر معارضي ترامب ويُدعى جورج كونواي، مضيفاً: "كان يتوجب عليها القيام بأشياء سيئة بحقه لأن هذا الرجل مجنون".


فيما أشارت والش إلى أن النساء المقربات من ترامب "لديهن سمة المبالغة في إظهار أنوثتهن"، فإيفانكا ترامب، على سبيل المثال، سيدة أعمال ناجحة، لكن تنطبق عليها الصورة النمطية للمرأة "التي تتعلق بذراع رجل قوي".


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!