الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • "الحوثيون" قراصنة إيران في البحر الأحمر.. تهديد للملاحة الدولية

سفينة روابي المختطفة/ العين

عمدت مليشيا "الحوثي" في الفترة الأخيرة إلى تغيير أسلوبها في تهديد الملاحة البحرية بالبحر الأحمر، حيث انتقلت للقرصنة المباشرة للسفن التي تعبر باب المندب، بعد أن كانت تكتفي باستهدافها بالزوارق المفخخة وتعطيلها، وزرع الألغام البحرية.

وتسعى إيران عبر مليشيات "الحوثي" لتحدي الدول الأخرى، عن طريق دعم الحوثيين في عمليات القرصنة تجاه السفن التجارية المارة بباب المندب.

وتتزايد المخاطر والتهديدات التي تهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر، مع استمرار سيطرة مليشيات الحوثيين على شريط طويل من الساحل الغربي للبلاد، بالإضافة لموانئ الحديدة، التي يتخذون منها منطلقا لأعمال عدائية ضد سفن الشحن والناقلات المختلفة. وسبق أن نفذوا هجمات بواسطة زوارق بحرية مفخخة ضد ناقلات مختلفة، كما زرعوا ألغاماً بحرية على امتداد الشريط الساحلي الغربي الواقع تحت سيطرتهم لتهديد الملاحة الدولية.

وفي إطار سعي إيران لتقويض الأمن المائي في مضيق باب المندب، قامت مليشيا "الحوثي" بقرصنة سفينة "روابي" الإماراتية في البحر الأحمر. مما يترك الباب مفتوحاً على تحليل هذا التصرف العدائي إن كان بوضعه في خانة إن العملية كانت مجرد سلوك انتقامي لخسائرها المتتالية على الأرض، أم أنها استراتيجية جديدة للتعامل مع المياه المجاورة لمناطق سيطرتها الغربية.

اقرأ أيضاً: التحالف: ميلشيا "الحوثي" تختطف سفينة الشحن "روابي" قبالة سواحل الحديدة 

ما يعيد للأذهان، سيناريوهات الاختطاف الذي قامت بها إيران في مضيق هرمز، عندما اختطفت سفن تجارية بعد تضيق الخناق عليها وفرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة، في محاولة منها لفرض حلول على المجتمع الدَّوْليّ لتجنب العقوبات.

"روابي".. قرصنة إيرانية بأذرع حوثية

أعلنت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي، يوم الاثنين الماضي، عن عملية قرصنة واختطاف بالسطو المسلّح لسفينة الشحن "روابي" من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية مقابل محافظة الحديدة.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد تركي المالكي، بأن: "سفينة الشحن ذات النداء "روابي" التي تحمل علم دولة الإمارات تعرض للقرصنة والاختطاف عند الساعة (٢٣:٥٧) من مساء يوم أمسِ الأحد، في أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة".

وأضاف العميد المالكي أن سفينة الشحن "روابي" كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى إلى ميناء (جازان). موضحاً بأن السفينة تحمل على متنها كامل المُعَدَّات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة.

ولم تنكر جماعة الحوثي التهمة، إذ أكد يحيى سريع، القيادي في الجماعة التابعة لإيران ومتحدثها العسكري، نجاحهم في السيطرة على سفينة إماراتية في البحر الأحمر.

ولاحقاً، أشار الناطق باسم التحالف العربي العميد تركي المالكي خلال مؤتمر صحافي في الرياض، إلى أن "الهجوم الأخير على السفينة روابي التي كانت تحمل مستشفى ميدانياً كان عبارة عن عملية قرصنة خطط لها الحوثيون، انطلقت من ميناء الحديدة، وهو يُشكل اعتداء على الممرات التجارية البحرية". وشدد على أن السفينة "كانت تقدم خدمات إنسانية لسكان جزيرة سقطرى اليمنية".

ونشر التحالف خلال المؤتمر الصحافي قائمة بأسماء المجموعة التي شاركت في خطف السفينة روابي وعددهم عشرة أشخاص: "بقيادة شخص يدعى منصور السعدي موضوع على قائمة العقوبات الأميركية".

اقرأ أيضاً: الإمارات تطالب بالإفراج فوراً عن سفينة روابي المختطفة لدى الحوثي

لافتاً إلى أن: "جميع السفن التي هاجمها الحوثيون تفضح خطط الحرس الثوري الإيراني الذي تمت تلك الهجمات تحت إشرافه". وقال إن "الحوثيين يستخدمون أسلحة إيرانية في عمليات الخطف والقرصنة".

والسفن الإيرانية الموجودة في البحر الأحمر ابتداءً من تباندا مروراً بسافيز حتى بهشاد الموجودة كسفينة عسكرية بديلة عن سافيز، سفن عسكرية. وأشار المالكي، إلى أن هذه السفن مسجلة في الأمم المتحدة بأرقام تجارية، مع أنها تحتوي على كافة القدرات العسكرية.

والموانئ اليمنية الواقعة على البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثي، تستخدم في تلغيم البحر الأحمر بالمتفجرات وتهريب السلاح والمخدرات، وتستخدم في إطلاق الزوارق المفخخة التي تستهدف السفن في الممرات الملاحية للبحر الأحمر.

استراتيجيات جديدة بعد الهزائم 

يعتقد العديد من السياسيين والخبراء، بأن التغير في السلوك الأخير للمليشيات يأتي بعد تكثيف الضربات العسكرية من قبل التحالف العربي في الآونة الأخيرة في كل من شبوة ومأرب، كحل أخير للفت نظر المجتمع الدَّوْليّ إلى أنها تستطيع أن تهدد الملاحة البحرية، كما فعلت إيران في السابق عندما لجأت للتوجه نفسه بعد تضييق الولايات المتحدة الأميركية الخناق عليها وفرض العقوبات.

ويتبين ذلك من خلال تغيير استراتيجية مليشيا "الحوثي" من استهداف السفن عبر الزوارق المفخخة والصواريخ الباليستية إلى القرصنة المباشرة. الأمر الذي يوحي بيأس إيران ومليشياتها في اليمن من إمكانية تغيير الواقع، من تراجع سيطرتها على الأرض مع تمكن قوات الجيش اليمني وبمساندة من قوات التحالف العربي من دحرها من العديد من المواقع التي احتلتها سابقاً، ولعدم توفر الأسلحة الكافية من صواريخ ومسيّرات.

وعملية الاختطاف التي قامت بها مليشيات الحوثي مشابهة للسلوك الإيراني في مضيق هرمز، وجميعها تهدف إلى تهديد أمن الملاحة البحرية. خصوصاً أن البحر الأحمر يُعد من أهم الممرات التجارية التي يتنقل من خلالها إمدادات الطاقة.

اقرأ أيضاً: التحالف يتلقى نداء استغاثة من ناقلة نفط قبالة ميناء الحديدة في اليمن

ويسعى الحوثيون في الوقت الراهن للرد على ضربات التحالف العربي التي أرهقته في الفترة الأخيرة، ولا سيما أنها كانت مختلفة عما سبقها. وذلك بهدف أن تكون عملية الاختطاف كورقة ضغط يستخدمها الحوثي لتخفيف الضربات على مدينة شبوة اليمنية.

ويشهد الواقع الميداني اليوم تقدماً كبيراً لقوات  التحالف في ساحة المعارك في شبوة، وهو أمر أثار غضب الحوثي، فقرر الرد من خلال اختطاف سفينة إماراتية بهدف توجيه رسائل لدول التحالف، والمجتمع الدولي، الذي لم يتدخل في الآونة الأخيرة كما فعل بعد معركة الحديدة.

ردود فعل دولية لتهديد الملاحة

أدانت الولايات المتحدة، احتجاز "الحوثيين" سفينة تجارية ترفع علم دولة الإمارات، قبالة ساحل الحديدة في اليمن منذ الأحد، واعتبرت أن ما حدث يتعارض مع حرية الملاحة في البحر الأحمر ويهدد التجارة الدولية والأمن الإقليمي.

وذكر بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن ما تقوم به جماعة الحوثي يأتي في وقت يجب على كل الأطراف خفض التصعيد والعودة لمحادثات سياسية بناءة.

ودعت واشنطن "الحوثيين" إلى إطلاق سراح السفينة وطاقمها دون أضرار، والتوقف عن العنف الذي يعرقل العملية السياسية لإنهاء الحرب في اليمن.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن إن "احتجاز السفينة الإماراتية روابي من قبل (الحوثيون) قبالة ساحل الحديدة أمر يبعث على القلق البالغ". وأضافت أن "ذلك يزيد من مخاطر التصعيد بشكل أكبر ويقوض الجهود الجارية لإنهاء الاقتتال والحل السياسي للأزمة".

ودعت البعثة: "إلى الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها وضبط النفس لتلافي المزيد من التوترات".

بدورها، قالت السفارة البريطانية لدى اليمن: "يعد الاستيلاء على سفينة قبالة الساحل اليمني تصعيداً مقلقا في وقت يحتاج فيه اليمنيون بشدة إلى خطوات تؤدي إلى السلام".

فيما صرحت السفارة الفرنسية باليمن، بأن: "احتجاز الحوثيين لبارجة إماراتية في عرض البحر تطور مقلق يؤدي إلى التصعيد". ودعت "جميع الأطراف المعنية إلى التوصل لحل يسمح بالإفراج عن البارجة وطاقمها".

اقرأ أيضاً: تدريب بحري بين مصر وأمريكا لمواجهة تهديدات البحر الأحمر

كما أكدت: "التزام فرنسا بحرية الملاحة وأمن المنطقة وسلامتها والعمل المستمر للوقف المباشر للأعمال العدائية في جميع أنحاء اليمن ولاستئناف المحادثات للوصول إلى اتفاق سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة".

إن قيام مليشيا "الحوثي" وبأوامر إيرانية، بالقرصنة المستمرة على السفن العابرة لباب المندب، ستضطر بموجبه الدول إلى إرسال سفن عسكرية لحماية سفنها التجارية، ما سيقلل من إمكانية التهريب لمليشيا "الحوثي"، كما أنه سيثبت للعالم أن هذه المليشيات لا تحترم القوانين الدولية، مع عدم رغبتها بالسلام.

ليفانت نيوز_ خاص

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!