أردوغان يؤسّس كياناً سريّاً للسيطرة على القضاء

عرضت قناة دويتشه فيله التلفزيونيّة الألمانيّة تقريراً مفصّلاً عما يسمّى في تركيا بـ"مجموعة البجع" التي بدأ الرأي العام يتحدّث عنها مجدداً بعد الضغوطات الممارسة على موقع "أودا تي في" الإخباري الإلكتروني عقب أن صنعت لنفسها اسماً بإقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو في عام 2016. كياناً سريّاً

واستفسرت القناة الألمانية في تقريرها ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى للسيطرة على جهاز القضاء في تركيا عن طريق مجموعة سرية، في إشارة منها إلى مجموعة البجع أو "بليكان" كما ينطق باللغة التركية.

وذكرت القناة إنّ أردوغان بيّن قوّته مرة أخرى أثناء عودته من أذربيجان قبل أسبوعين لدى ذكر أحد الصحفيين إنّ موقع "أودا تي في" لم يتعرّض بعد لأيّ تحقيقات ومحاكمات بسبب موقفه السلبي مما أسماه محاولة الانقلاب على الحكومة عام 2013، لافتاً بذلك إلى احتجاجات "غيزي بارك" التي اندلعت في مدينة إسطنبول.

واستحضرت القناة للأذهان أنّ الرئيس أردوغان قدّم شكره الجزيل إلى الصحفي، متعهّداً بأّنه سوف يهتمّ بهذه القضيّة، ثم تابع بالقول: "الآن باتت الكرة في ملعب السلطات القضائية".

القناة شدّدت على أنّ جهاز القضاء تحرّك بعد أسبوع واحد من هذه التصريحات ليبدأ تحقيقاً حول مجموعة من الصحفيين يعملون ضمن موقع "أودا تي في" الإخباري المعروف بقربه من تنظيم أرغنكون "الأوراسي"، مسفراً عن احتجاز رئيس تحرير الموقع باريش بهليفان، ومدير الأخبار باريش تَرْكوغلو والمحرّرة هوليا كيلينتش، إلى جانب حظر الوصول إلى الموقع، وذلك بتهمة إعداد أخبار عن ضابط استخباراتي تركي قتل خلال اشتباكات في ليبيا والكشف عن معلومات ووثائق تتعلق بأنشطة تركيا الاستخباراتية.

إقرأ أيضاً: رئيسة حزب ألماني تدعو الأوروبيين للحدّ من ابتزاز أردوغان

ونوّهت القناة الألمانية إلى أنّ القرار الخاص بالموقع الإخباري المذكور صدر من السلطات القضائية، رغم أنّ الحزب الصالح القومي هو الذي كشف للرأي العام عن المعلومات الخاصة بمقتل الاستخباراتي التركي في ليبيا خلال مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق، مذكرةً بأنّ المحكمة الدستورية قضت في عام 2016 بزوال سريّة المعلومات إذ كانت معروفة للجمهور سابقاً.

وأكّدت القناة أنّ هذا القرار القضائي السريع اعتبره كثير من المراقبين ورواد الإعلام الاجتماعي دليلاً جديداً على تسلّل كيان سري قريب من أردوغان إلى جهاز القضاء تحت مسمّى "مجموعة البجع"، ثم تابعت بقولها: "هذه المبادرة الأخيرة زادت الشبهات التي تدور حول عمل هذه المجموعة مثل دولة داخل الدولة". كياناً سريّاً

وأوردت القناة الألمانية عن الصحفي التركي فرات أريز الذي كان من بين أعضاء مؤسّسة "بوسفور غلوبال" الفكريّة قوله: "مجموعة البجع تجتمع بكثرة مع أردوغان وتزاول أنشطتها في قصر عثماني فاخر قرب مضيق إسطنبول، بتمويلٍ من مستشفى خاص يديره صديق أردوغان وطبيبه الشخصي ووزير الصحة فخر الدين قوجة، والمجموعة تشكّل لجان أردوغان الإلكترونية التي تمارس القتل المعنوي على المعارضين من خلال نشر أخبار ومعلومات مضلّلة عنهم عبر مواقع الإعلام الاجتماعي".

وأنهت قناة دويتشه فيله الألمانية تقريرها بالتأكيد على أنّ أنشطة مجموعة البجع في المجال الإعلامي والسلك القضائي تحدث هزّة عميقة في ثقة شريحة كبيرة من الشعب بالدولة التركية وصنّاع القرار في أنقرة.

ليفانت-وكالات