-
إثارة الفتن في السويداء.. دور حزب الله بتجنيد أفراد من عشائر البدو
لم يكن خبر مقتل أربعة من مهربي المخدرات المنتمين لبعض عشائر السويداء على يد حرس الحدود الأردني قبل أيام مفاجئاً، وكذلك مقتل عشرين من مهربي المخدرات في شباط الماضي وغالبيتهم أفراد من العشائر جنّدتهم ميليشيا "حزب الله" اللبنانية. إلى جانب، قيام جامل البلعاس، زعيم أحد عشائر البدو، بإطلاق النار على المزارعين في المنطقة بين القريا وبصرى الشام، وجامل البلعاس معروف بولائه للأمن العسكري وحزب الله.
يأتي ذلك، دون أن يكون للروس أي دور في التهدئة في منطقة تطلّ على مشارف الفيلق الثامن، ما يعني خسارة نفوذها هناك لصالح إيران، مع تزايد الدلالات التي أشرنا لها بتقرير سابق عن انسحاب روسي من المنطقة الجنوبية وتسليمها لإيران وميلشيياتها.
اقرأ أيضاً: اضطراب أمني في السويداء يرافقه تجاهل تام من النظام
فيما أتت تصريحات العاهل الأردني وقائد حرس الحدود حول خوض حرب على تجّار المخدرات المدعومين من قوى الأمن وقوات النظام السوري وحزب الله، حسب تصريحاتهم، أمراً جديداً وتطوراً لافتاً في الشأن الأردني بعد صمت لسنوات. بينما توزيع المخدرات أمام المدارس في المدينة وتحت أعين الأجهزة الأمنية، بل وحمايتها، ليس بالأمر الجديد في محافظة السويداء.
ويعجز الأهالي عن فعل أي شيء حيال ذلك. والسؤال يدور حول دور حزب الله وأجهزة الأمن في تجنيد أفراد من العشائر في الأحداث التي تجري بالمحافظة، وتأليب هؤلاء على المجتمع المحلي وتآلفه من جهة أخرى.
إثارة الفتن
خلال الفترة الماضية، كادت أن تندلع فتنة على إثر اختطاف مليشيا راجي فلحوط التابع للمخابرات العسكرية لعشرين من أبناء العشائر، واقتيادهم بطريقة مهينة بسبب سرقة سيارة، لا ذنب لهم فيها. حيث استنفرت عشائر المدينة، لتذكّر بأحداث الفتنة القديمة بين الدروز والعشائر في عام 2001 تمّ خلالها طرد العشائر من بلدة الرحى وحرق بيوتهم على إثر قتل أشخاص من البلدة على يد العشائر.
ومنذ ذلك التاريخ، حاول العقلاء من الجانبين تجنّب الفتنة في كل حادثة، واستمر الواقع الأهلي بالتآلف ونبذ المسيء من الطرفين.
من المعروف ارتباط بعض العشائر منذ تسعينيات القرن الماضي بالأمن العسكري، لا سيّما، جماعة من عشيرة الرمثان في منطقة صلخد ودور بعض أفرادها في المدارس والأسواق عبر كتابة التقارير ودسّ الفتن. لكن من جهة ثانية فإنّ عشراً من العشائر وقّعت على بيان إدانة وتضامن مع الدروز في أحداث دخول داعش إلى المحافظة وارتكابها للمجازر في عام 2018.
بالمجمل، العلاقة بين العشائر والدروز علاقة وثيقة تاريخيّاً كما يؤكد الناشطون ورجال الزعامات المحلية. لكن استغلال العشائر يأتي من أكثر من جهة. فالروس حاولوا تقديم مساعدات لهم حين لم يقبلها أهالي المنطقة، بينما تستغل الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة لحزب الله مثل جماعة السعدي في منطقة صلخد، هؤلاء الشباب لتهريب المخدرات إلى الأردن، مستغلين حاجاتهم للعمل وللمواد الأساسية.
اقرأ أيضاً: السويداء.. قطع للطرق بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على اختطاف مدنيين
وتقوم جماعة السعدي ومفرزة الأمن العسكري، بإيصال الخبز يومياً خارج ما يُعرف بالبطاقة الذكية إلى عشائر المنطقة المحاذية لتواجد داعش في المنطقة الشرقية وجلّهم من عشائر الرمثان، ويُقال أن شيخهم مرعي الرمثان مرتبط بالجهتين.
استغلال
هذا ليس بجديد على النظام وأجهزته الأمنية، افتعال الأزمات ثم استغلالها، فمن المعروف لأهالي المنطقة دور وفيق ناصر رئيس اللجنة الأمنية في المنطقة الجنوبية سابقاً، في إحداث الفتن بين أهالي درعا وأهالي السويداء، وبين أهالي السويداء والعشائر. ولليوم ما زالت العشائر تُستغلّ ويستثمر شبابهم وقوداً لمصالح النظام وحلفائه.
وأفادت الأنباء مؤخراً عن تشكيل مليشيا "حزب الله" اللبناني، مجموعات مختصه بعمليات التهريب إلى الداخل الأردني من بدو السويداء، تمثلت بالمجموعة (س. ر)، ومجموعة (العبسات) وهم أبناء عمومة من بدو السويداء يقطنون بالقرب من قرية الشعاب 10 كيلومتر عن الحدود الأردنية، يتبعون لمليشيا حزب الله. حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد المرصد بأن مجموعات المهربين يحصلون على الأسلحة والمواد المخدرة من "حزب الله" اللبناني، والمخابرات الجوية، ولهؤلاء ارتباطات وثيقه معهم.
ويبقى السؤال: مَن يضمن عدم وقوع المحظور واشتعال الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد؟ لاسيما، مع تطور حدث الليلة الماضية حين أقدمت مجموعة مسلحة وبأوامر أمنية على اقتحام مسبح في منطقة المقوس، حيث أغلبية سكانها من عشائر البدو، بحجة اعتقال مطلوبين، ما أدى إلى ردة فعل شعبية من أهالي المنطقة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ما يزيد عن خمس. واستمرت المعارك لساعات متأخرة من الليل، ولا يمكن لأحد توقع مسارها النهائي.
اقرأ أيضاً: السويداء بين الاقتتال الداخلي والتخبّط وانتظار المصير
إلى متى سوف يستمر استغلال أبناء العشائر كواجهةٍ في تجارة النظام وحزب الله؟ ومتى سيبقى العبث في النسيج المحلي مصدره فتنة الدروز والبدو؟ وهل ستنجح السلطة بإشعالها واستثمارها من جديد وسط تغوّل الأجهزة الأمنيّة، وإطلاق يد عصاباتها؟ وهل الاعتماد على عقلاء المجتمع المحلي بكل أطيافه وإثنيّاته، يغني عن وجود دولة الحق والقانون في سوريا... يبدو أنه السؤال المعقد لليوم، والأيام القادمة حبلى بالمفاجئات.
ليفانت نيوز_ خاص
إعداد: سالم المعروفي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!