-
الأردن وضع حدوده الشمالية بعهدة نظام الأسد.. فكافأه بالكبتاغون
-
سيناتور أميركي: "حزب الله حوّل سوريا إلى مصانع كبتاغون"
بعد سيطرة نظام بشار الأسد على المنطقة الجنوبية في سوريا وفتح معبر نصيب مع الأردن بالتوافق بين الجانبين، أصبح الشغل الشاغل للحكومة الأردنية، هو ضبط حدودها الشمالية مع سوريا، إثر عمليات تهريب الحبوب المخدرة (كبتاغون) التي باتت تهدّد أمن وسلامة المملكة الهاشمية، بالمقابل توفر للنظام والميلشيات الحليفة له مورّداً مالياً كبيراً.
وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، قد أكد في مقابلته مع معهد هوفر، 19 أيار/ مايو الماضي، أن "بلاده أمام تصعيد محتمل مع سوريا، بعد الفراغ الذي ولده انسحاب القوات الروسية من هناك، وملأته الميليشيات الإيرانية وحزب الله"، التي تقوم بتهريب المخدرات بالشراكة مع الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري.
دعم فصائل الجنوب على الأجندة الأردنية
وفي حوار تلفزيوني، قال خبير الشؤون الأمنية الاستراتيجية الأردنية، عمر باشا الرداد، إنَّ "جنوبي سوريا بات يشكّل مصدر تهديد للأردن، وربما يكون دعم الفصائل السورية وارد ضمن استراتيجية وحسبة أردنية".
وأوضح الرداد، أنّ "جوهر الاستراتيجية هو ما يجري في الجبهة الجنوبية، درعا والسويداء، وصولاً للمثلث الحدودي، فهي مناطق في صلب الاستراتيجية الأمنية الأردنية"، مبيناً أن دعم الفصائل "لا يمكن استبعاده بالمنظور القريب أو الاستراتيجي إذا ما استمر تهديد تهريب المخدرات".
اقرأ المزيد: سوريا.. مملكة الكبتاغون بفضل الميليشيات الإيرانية
وبحسب الكاتب عريب الرنتاوي، فإن الرواية الأردنية، تقول إن "ما يجري يتخطى كونه عمليات تهريب معتادة في المناطق الحدودية، بل هي "حرب مكتملة الأركان"، يتحرك خلالها "المهربون" وحُماتهم، على صورة تشكيلات عسكرية، مدججة بالسلاح، ضمن أرتال قتالية منظمة، وتشتمل على المخدرات، "الكبتاغون" خصوصاً، إلى جانب الأسلحة، وأن وجهتها الرئيسة هي المملكة العربية السعودية ودول الخليج، في حين، يتحول الأردن يوماً إثر آخر، من دولة ممر "ترانزيت" للمخدرات، إلى دولة مقر، أو وجهة نهائية لقسم متزايد منها".
موالو النظام.. الأردن يهوّل
فيما الرواية غير الرسمية التي يطلقها ما يسمى بالخبراء الاستراتيجيين الموالين للنظام السوري، عبر الفضائيات التي تتبنى وجهة النظر الإيرانية وحلفائها في المنطقة العربية، فتقول: إن الأردن وبعض دول الخليج، تتركز كل جهودهم في "إبراز التهديد والدور المزعزع للاستقرار الذي يلعبه الحرس الثوري و"فيلق القدس" المشرف فعلياً على هذه الميليشيات، في مسعى لحثّ إدارة بايدن، والضغط عليها، من أجل إبقائه مدرجاً على لوائحها للمنظمات الإرهابية.. والهدف الثاني؛ حثّ واشنطن على إبقاء وتعزيز وجودها العسكري في سوريا، شمالاً، وفي الجنوب "قاعدة التنف"، حتى لا يُضاف إلى "الفراغ الروسي"، فراغ أمريكي"، وفقاً لمقال الرنتاوي في موقع الحرة.
ويضيف الرنتاوي، أن الرواية الروسية تتلخص، بأن "عمليات التهريب العابرة للحدود، تفترض وجود شبكات عابرة للحدود كذلك، لضمان "سلاسل التوريد"، وأن الكشف عن عناصر هذه الشبكة في دول المنبع: سوريا ولبنان، لا يغني عن كشف أعوانهم ووكلائهم في دول المصب: الأردن والخليج، وأن ثمة القليل الذي يجري الكشف عنه في هذا المجال، وهذا يعقد المشكلة والمعالجة".
وكانت آخر عملية أحبطتها الجمارك الأردنية، في 18 نيسان الماضي، مع صنف عالٍ، يعدّ الأخطر، إذ بلغت الشحنة 21 كيلو من الهيرويين و2 كيلو من الكريستال، تبعها إعلان الجيش الأردني، الأحد 22 أيار، تنفيذ عملية نوعية على الحدود السورية الأردنية، أدّت إلى مقتل 4 مهربين.
وفي تصريح سابق، رأى الخبير الاستراتيجي الأردني واللواء المتقاعد، مأمون أبو نوار، أن "عمليات تهريب المواد المخدرة لم تكن موجودة عندما كانت الفصائل الثورية تسيطر على الشريط الحدودي مع الأردن".
وحمل أبو نوار "المسؤولية للنظام السوري والميليشيات الإيرانية، عن عمليات التهريب في الجنوب السوري، أنه بمثابة حرب ممنهجة على الجار الأردن".
قوة فصل عربية
يرى مراقبون أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر، بالإضافة إلى الأردن، ودعم دولة الإمارات، يجب أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي، أمام هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ شكلاً إجرامياً يغزو المنطقة العربية، عبر البوابة الأردنية، وعلى الدول المذكورة أن تشكل قوة لمواجهة إرهاب الكبتاغون والمواد المخدرات التي هدفها يصب في السعودية، خاصة، ودول الخليج العربي عامة.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية أصدرت بياناً قالت فيه، إنه "خلال نشاط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في البحث والتحري عن مروجي ومهربي المخدرات، دلت التحريات على أن هناك محاولة تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية إلى البلاد، مخبأة في 3 حاويات تحتوي على مواد غذائية من إحدى الدول الآسيوية".
اقرأ أيضاً: ضبط 7 ملايين حبة مُخدّرة.. وصلت الكويت من سوريا
وبيّنت الوزارة، أنه "بعد عمل التحريات اللازمة والتأكد من صحة المعلومات واستصدار الإذن القانوني من النيابة العامة، تم تفتيش الحاويات بالتعاون مع الإدارة العامة للجمارك، وعثر بداخلها على حوالي 5 ملايين حبة كبتاغون تقدر قيمتها بحوالي 8 ملايين دينار كويتي".
الكونغرس الأمريكي
وفي نفس الصدّد، قال السيناتور الديمقراطي في الكونغرس الأميركي، بوب مينينديز، أن "حزب الله حوّل سوريا إلى مصانع كبتاغون".
وأشار مينيديز، خلال عقد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جلسة استماع حول السياسة الأميركية تجاه سوريا، إلى أنّه "يجب إنهاء تهديد حزب الله والأسلحة الإيرانية في سوريا".
فيما أكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرة ليف، أن "الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يهددان المنطقة واستقرارها"، مشددة على أنّ "الإدارة الأميركية ملتزمة بترويج العدالة بوجه نظام الأسد".
وإلى ذلك الحين، هل ينفد صبر الدول العربية من النظام السوري وحلفائه، حزب الله والميليشيات الحليفة له، ويقومون بردعه والتضييق عليه، بمنع تمرير أي حبة كبتاغون باتجاه بلادهم، أم يكتفون بمصادرتها داخل بلدانهم؟ فهناك من يقول إنه بين كل 10 عمليات تهريب، يتم ضبط واحدة منها فقط، الأمر الذي يهدد سلامة المنطقة ودول الخليج، على وجه الخصوص. بل ويغذي اقتصاد الحرس الثوري الإيراني وكل ما يقف إلى جانبه من ميليشيات حليفة، في اليمن وسوريا ولبنان.
ليفانت - خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!