-
الانتخابات التشريعية الفرنسية ترسم مشهداً سياسياً جديداً في البلاد
-
89 نائبًا لحزب التجمّع الوطني الفرنسي.. بزعامة ماري لوبان
حقق اليمين الفرنسي نجاحاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية، يوم الأحد، مما زاد عدد نوابها عشرة أضعاف تقريباً، وعزز صعود الحزب من مكانة هامشية إلى المعارضة الرئيسة.
ومنذ توليها رئاسة الحزب في عام 2011، سعت زعيمته، مارين لوبان، إلى تخليص الجبهة الوطنية -التي تسمى الآن التجمع الوطني (RN)- من الصورة المعادية للسامية التي اكتسبتها تحت قيادة والدها، والتي استمرت قرابة 40 عاماً، المظلي السابق جان ماري لوبان.
بالحصول على 42٪ في الانتخابات الرئاسية، في أبريل، كانت لوبان قد استغلت بالفعل خيبة الأمل العامة مع الرئيس إيمانويل ماكرون وتجدد الغضب في جميع أنحاء البلاد بشأن ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور العديد من المجتمعات الريفية.
اقرأ المزيد: بالدورة الثانية للانتخابات التشريعية.. حزب ماكرون يخفق بكسب الأغلبية المطلقة
خطت تلك الخطوة إلى الأمام، يوم أمس الأحد، ووفقاً للتقديرات، سيفوز حزب لوبان بما يتراوح بين 85 و90 مقعداً، وبالتالي صعد من مقعدين فقط في عام 2012، وثمانية في عام 2017، مما قد يجعله ثاني أكبر حزب في البرلمان.
وكان منظمو استطلاعات الرأي، قد قدروا، الأسبوع الماضي، ما بين 25 و50 مقعداً فقط.
وجاءت النتائج على النحو التالي:
حلّ تحالف الرئيس الفرنسي في الصدارة لكن بدون أغلبية مطلقة، وهُزم عدد من وزراء حكومة إليزابيت بورن كانوا مرشحين للانتخابات.
ولم تمنح هذه الانتخابات الأغلبية لأي حزب، وقد اتّسمت بتحقيق اليمين المتطرّف تقدماً كبيراً وبتأكيد انقسام المشهد السياسي إلى ثلاث كتل: الوسط بقيادة إيمانويل ماكرون (245 نائباً، تحالف معاً)، واليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان (89 نائباً، حزب التجمّع الوطني) وتحالف اليسار بدءاً باليسار الراديكالي وصولاً إلى الاشتراكيين (135 نائباً) بقيادة جان لوك ميلانشون (الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد).
وتعليقاً على النتائج، قالت لوبان، للصحفيين، بعد إعادة انتخابها في شمال فرنسا وتعهدت أن تكون معارضة محترمة.
وأضافت، في إشارة إلى تحالف اليسار، الذي ينبغي أن يصبح أكبر كتلة معارضة في البرلمان، ولكن من اليسار المتطرف الرئيس، من المقرر أن يفوز حزب La France Insoumise بمقاعد أقل من حزب RN.
عناوين الصحف الرئيسة
وترى صحيفة "لوفيغارو"، أن فرنسا "تقوم بقفزة نحو المجهول السياسي. زلزال في الجمعية: فرق متناحرة تثير ضجيجاً ستستقر في المجلس وتحوله إلى قدر يغلي.. إن نقاشنا الديمقراطي برمّته سيتأثر بشكل عميق".
وجاء في افتتاحية صحيفة لوفيغارو "قفزة نحو المجهول". أما مجلة "دير شبيغل" الألمانية فعنونت "فرنسا صوّتت وعاقبت ماكرون".
ونشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية: "الرئيس المنتخب مؤخراً بات يواجه الآن انعدام يقين بشأن التحالفات التي ينبغي تشكيلها لتبني إصلاحاته الرئيسة هذا الصيف".
وأكدت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، أن "فشل إيمانويل ماكرون يبشّر بتشكيلة تصادمية جداً في الجمعية الوطنية".
وعنونت صحيفة "لاكروا" الكاثوليكية في افتتاحيّتها ما شهده يوم الأحد "بعد أقلّ من شهرين من إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون، يحرم تصويت الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية رئيس الجمهورية من التحكم بالجمعية الوطنية".
مشهد سياسي جديد
أنهت نتيجة يوم الأحد ما يسمى بـ "الجبهة الجمهورية" من الناخبين من جميع الأطياف الذين احتشدوا وراء مرشح التيار الرئيس لمنع تقدم اليمين المتطرف.
كما أثبتت صحة استراتيجية لوبان لإعادة تشكيل صورة الحزب، بينما رفضت أيضاً الانضمام إلى السياسي الناقد الذي تحول إلى قومي، إريك زمور، بعد الانتخابات الرئاسية.
ومن حيث المقاعد، سيكون حزب لوبان وراء التجمع اليساري، إلا أنه سيمكن حزب RN من الحصول على وزن أكبر في البرلمان. على سبيل المثال، سيكون قادراً على طرح تصويت بحجب الثقة عن الحكومة، وإرسال مشروع قانون إلى أعلى المحاكم الدستورية في فرنسا، وقيادة اللجان البرلمانية، ويكون له وقت أطول في التحدث في الجمعية الوطنية.
اقرأ أيضاً: وسط امتناع غير مسبوق.. حزبا ميلنشون وماكرون يتصدران الانتخابات التشريعية
وقال وزير المالية، برونو لو مير، لتلفزيون فرانس 2: "نحن نواجه صدمة ديمقراطية بسبب اختراق قوي للغاية من قبل التجمع الوطني".
وفي اليوم التالي للانتخابات، الاثنين، قال تحالف اليسار في فرنسا إنه يعتزم طرح تصويت من أجل سحب الثقة من حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، في الخامس من يوليو تموز.
وصرّحت إليزابيث بورن، مساء الأحد، "سنعمل اعتباراً من الغد (الاثنين) على بناء غالبيّة قادرة على العمل"، معتبرةً أنه ليس هناك "بديل لهذا التجمع لضمان الاستقرار". وأضافت أنه يجب التوصل إلى "التسويات الصحيحة".
وتبدأ رسمياً ولاية النواب الجدد، التي تستمرّ خمس سنوات، الأربعاء.
خيارات ماكرون
بالنسبة للرئيس وأوساطه، ينبغي النجاح في تعزيز قوة سياسية برلمانية للتمكن من تمرير تشريعاتهم بحدّ أدنى من الهدوء.
لكن الخيارات لم تعدم أمام تحالف ماكرون، فيمكنه إما أن يبرم اتفاقاً مع أحزاب أخرى على غرار الاتفاقات الحكومية في ألمانيا، أو أن يتفاوض على كلّ نصّ يريد تمريره. لكن كلّما كان عدد النواب غير كاف لبلوغ الأغلبية، كلّما واجه صعوبة وتعقيداً في تمرير ما يخدم استراتيجيته.
وكان قد صرّحَ زعيم الحزب الجمهوري، كريستيان جاكوب، أنه سيظل "في المعارضة"، ولكن رئيس بلدية مو جان فرانسوا كوبيه دعا، الأحد، إلى "اتفاق حكومي" مع إيمانويل ماكرون، قائلاً إنه "ينتمي إلى النهج الجمهوري الصحيح لإنقاذ البلاد".
وبيّن كوبيه أن "اتفاقاً حكومياً بين ماكرون والجمهوريين سيكون حيوياً في مواجهة صعود المتطرّفين". ومن شأن تكتّل مؤلّف من نوّاب تحالف "معاً!" وحزب "الجمهوريون" بلوغ الأغلبية المطلقة.
ليفانت - رصد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!