الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الدبلوماسية السورية-التركية: بين الرغبة في التقارب والتحديات الإقليمية

  • المفاوضات بين تركيا وسوريا تحمل في طياتها إمكانية تغيير الخريطة السياسية للمنطقة، ولكنها تظل محفوفة بالمخاطر والتعقيدات
الدبلوماسية السورية-التركية: بين الرغبة في التقارب والتحديات الإقليمية
أردوغان والأسد

تتالت مؤخراً التصريحات من رجب طيب أردوغان وبشار الأسد، تعكس تطلعات الدولتين لإحياء وتعزيز الروابط الثنائية في المستقبل القريب، وقد تناول محللون من كلا البلدين لشبكة CNN بالعربية، الأبعاد والتحديات المرتبطة بهذه الخطوة.

في حديثه مع CNN بالعربية يوم الثلاثاء، أوضح الكاتب والمحلل السياسي التركي فائق بولوت أن مساعي أردوغان للتقريب بين أنقرة ودمشق لا تنبع من مبادرة تركية ذاتية، بل تأتي بدفع من روسيا وإيران، حيث تسعى تركيا لتنسيق مصالحها في العراق مع السياسات الإيرانية.

من ناحيته، صرح الكاتب والباحث السوري شورش درويش في مقابلة هاتفية مع CNN بالعربية، أن أردوغان يحرص على بيان قدرة العلاقات التركية-الروسية على التقدم والتطور.

اقرأ أيضاً: مخاوف من إعادة السوريين إثر مبادرة أردوغان للحوار مع الأسد

وأشار درويش إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وعد بدعم تركيا في طموحها للانضمام إلى رابطة البريكس خلال زيارة الوزير التركي الأخيرة، معتبراً سوريا ميداناً مثالياً للتعاون بين موسكو وأنقرة.

وفيما يتعلق بتأثيرات التقارب التركي-السوري على الأوضاع الداخلية التركية، خصوصاً بعد انخفاض شعبية حزب العدالة والتنمية، أفاد بولوت أن هذه العلاقات ستؤثر على المناطق الحدودية التركية مثل عنتاب وأورفة، وأن الفصائل والجماعات السورية تحت الحماية التركية تعارض خطوات التقارب والتطبيع.

وأضاف بولوت أن التقارب قد يسهم إيجابياً في العلاقات التجارية والاجتماعية بالمنطقة، لكنه قد يظل معقداً سياسياً، مشيراً إلى أن احتمالية لقاء بين أردوغان والأسد تبدو ضئيلة بسبب التعقيدات السياسية.

وتطرق درويش إلى الانقسام داخل تركيا حول قضية اللاجئين، مؤكداً أن عودة اللاجئين تشكل خطراً على تركيا وقد تؤدي إلى تدفق جديد للاجئين نحو مناطق سيطرة المعارضة المسلحة.

وفيما يخص استجابة النظام السوري لدعوة أردوغان للتقارب، ذكر درويش أن القبول يعتمد على استعادة السيادة السورية الكاملة على المناطق المحتلة من قبل تركيا ووقف الدعم التركي للميليشيات الموالية.

وأكد درويش أن دمشق تخشى من تعاون تركي معها دون التخلي عن احتلال الأراضي السورية، وهو ما تسعى دمشق لتجنبه.

وأوضح بولوت أنه من غير المتوقع أن تنسحب تركيا من الأراضي السورية، مشيراً إلى أن الظروف الداخلية والخارجية تدفع أردوغان للسعي وراء تطبيع العلاقات، وأن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى عملية عسكرية تركية جديدة ضد المناطق الكردية.

وبخصوص تأثير التقارب على موقف الولايات المتحدة في المنطقة، أفاد درويش أن الدبلوماسية الأمريكية ستعارض أي تطبيع لا يأخذ في الاعتبار الوجود الأمريكي لمكافحة داعش والإرهاب، مؤكداً أن هذا التأثير يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات الأمريكية وطبيعة الإدارة المقبلة.

وأشار بولوت إلى أنه إذا كانت للولايات المتحدة خطة شاملة تتعلق بالمستقبل السوري والعراقي والإيراني، فقد يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا على صيغة معينة للتطبيع مع سوريا، وأن كل هذا مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وفيما يتعلق بمكان اجتماع الرئيسين السوري والتركي في حال موافقة حكومة النظام السوري على التسوية، ذكر درويش أن هناك تكهنات بأن اللقاء قد يعقد في أبوظبي، وأن موسكو قد تكون متحيزة لدمشق، وأن بغداد تعتبر موقعًا وسطًا ومقربة لإيران.

وفي تصريحات نشرتها وكالة "الأناضول"، أعلن أردوغان عن نيته دعوة الأسد لزيارة تركيا، معرباً عن أمله في استعادة العلاقات الثنائية كما كانت في الماضي، ورد الأسد بالتأكيد على سعيه لنتائج إيجابية تخدم مصلحة البلدين.

ليفانت-CNN

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!