الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الموت بفيروس كورونا..المآل الأخير الذي ينتظر السوريين

الموت بفيروس كورونا..المآل الأخير الذي ينتظر السوريين
منظمة العفو

مع انتشار جائحة الفيروس التاجي (كورونا) في جميع أنحاء العالم ، بات من الواجب  اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ أرواح أعداد لا متناهية من السوريين المعرّضين للخطر. على الأقل أولئك الذين لا يزالون محتجزين في ظروف مزرية في مراكز الاعتقال التي يديرها نظام الطاغية بشار الأسد. السوريين


فعلى الصعيد الرسمي ما تزال دمشق تنكر وجود إصابات، وتصرّح بأنّه "لم يتم تسجيل إصابات بالفيروس التاجي في سوريا". لكن هذه التصريحات صادرة عن نظام سيء السمعة بسبب كذبه. إن لم يكن هناك أسباب آخرى، فقد علمتنا تسع سنوات من الأزمات والقمع في سوريا أن السلطات - إلى جانب روسيا وقوات الحلفاء الأخرى - قد تعمّدت وبشكلٍ اعتيادي تضليل العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة ،بما يتعلّق بالوضع الإنساني في البلاد.


ومن هذا المنطلق، كان لا بدّ من التشكيك بأي ادعاءات تشير إلى أنّ بسوريا  خالية من الفيروسات التاجية (الكورونا).


حيث أنّ قدرة النظام على اكتشاف الحالات في جميع أنحاء البلاد ، وإدارتها ، محدودة للغاية بالنظر إلى النقص الشديد الذي تعانيه سوريا من حيثالكوادر المدرّبة والمعدّات اللازمة.


وبحسب تصريحات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانيةفإنّ ما يصل إلى 70٪ من القوى العاملة في الشأن الصحي قد غادرت البلاد، وأن 64٪ فقط من المستشفيات و 52٪ من مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء سوريا، كانت قادرة على العمل بكامل طاقتها في نهاية العام الماضي. لقد كان الوضع كارثياً في جميع الأوقات، ولكنه الأسوأ على الإطلاق في هذه الأيام.


فبعد سنوات من أشكال الصراع المتعدّدة، ومن بينها الاستهداف الوحشي للمستشفيات والعيادات من قبل النظام السوري والقوات الروسية - أصبحت البلاد الآن معرضة بشدة لتفشي الفيروس التاجي (الكورونا) على نحو فتّاك، وينبغي أن نكون مستعدّين لأسوأ. السوريين


اقرأ المزيد: أول اجتماع مرتقب من أجل ملف المعتقلين والمخطوفين في سوريا




لنضع هذه المعطيات في سياقها الإنساني، إذا نظرنا إلى سوريا على أنها فرد واحد، فإن هذا الشخص موجود ضمن  الفئة الأكثر حساسية، وأكثر عرضةً للإصابة بالفيروس التاجي (الكورونا). فسوريا كبلد ، إذا جاز التعبير ، أصبح "عجوزاً" بسبب النزاع، ولديه القابلية لاستقطاب كافة العوامل الكامنة التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. فعلى سبيل المثال، في حال ظهرت الفيروسات التاجية في المخيمات المكتظة وغير الصحية في شمال غرب سوريا ،ستكون النتائج كارثية.


فسجون الأسد سيئة السمعة بطبيعة الحال، نظراً لظروفها غير الإنسانية - مع ظروف الاكتظاظ والقذارة الشديدة، ونقص الغذاء والعلاج الطبي. ففي سجن صيدنايا ، أبلغ معتقلون سابقون باحثي منظمة العفو الدولية عن "ظروف لا إنسانية" حيث يمكن أن يكون هناك أكثر من 50 شخصاً في زنزانة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار مربعة.


وقد أدّت عوامل التعذيب وسوء المعاملة والإهمال إلى إضعاف بنية المعتقلين الجسدية، ما أثار مخاوف بشأن مصيرهم. إن تفشي الفيروس التاجي سيكون كارثة كاملة. فثمة مخاوف كبيرة من أن السجناء في سوريا سيُتركون فعليًا للإصابة بالمرض ويموتون.


الوضع طارئ، وهناك العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والمحامين والأطباء وعمال الإغاثة يقبعون في سجون النظام السوري ، وينبغي على الأمم المتحدة المطالبة بإخراج أي شخص معرض لخطر الإصابة بالفيروس التاجي في السجون السورية من السجن فورًا ، مع ضمان ترك هؤلاء الممعتقلين السلميين يعبّرون عن آرائهم بحرّية، والإغراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط.


يجب إحراج النظام وإجباره على الخروج بسرعة من وضعية البروباغاندا (الدعاية)، والتي يعطي الأولوية لصورة الأسد وتظهرها أنها معصومة من الخطأ، وإعطاء الأولوية لصحة جميع السوريين على الفور، أي إجراء سوى ذلك هو إجراء غير مسؤول وخطير بشكل كارثي.


لا يمكن تأكيد هذه المعلومات بشكل جازم - فالتوقيت ليس مناسباً لحكومة النظام السوري لإظهار افتقارها المعتاد للشفافية، وقسوتها وعدم كفاءتها. لقد ارتكب النظام السوري خطأً فادحًا قبل تسع سنوات عندما أمر قواته بفتح النار على المتظاهرين السلميين - لا يجب السماح لهم بأن يرتكبوا خطأ آخر في تعاملهم مع الفيروس التاجي (الكورونا).


اقرأ المزيد: الأسد يخفف عقوبات شبيحته مرتكبي الجرائم الشائنة..ويستثني معتقلي الرأي


لقد دمّرت حياة ملايين السوريين بشكل فعلي، خلال سنوات من القصف بالبراميل المتفجرة والهجمات بالأسلحة الكيميائية والسجن والتعذيب والقتل.


يجب ألا نسمح بأن يكون الموت الفيروس التاجي هو المصير المحتوم لأولئك الذين يرزحون في مخيمات سوريا المتسخة، أو سجون الأسد النتنة.


إيمنستي "منظمة العفو الدولية"

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!