الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
لا نيَّة للسعودية أن تعيد علاقاتها مع النظام السوري
الأسد - بن سلمان (ليفانت)
تداولت حسابات تعود لمغردين مغمورين في منصّة تويتر، معلومات تفيد بإعادة المملكة العربية السعودية علاقاتها مع النظام في سوريا عمَّا قريب، وأتت هذه التغريدات على ذكر صمود النظام في مواجهة المؤامرة على سوريا، وتصدّي الجيش السوري لكل المحاولات التي حاولت النيل من وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
واعتبر آخرون أن بقاء سوريا في حضن النظام الإيراني لن يجدي نفعاً، وعلى الحكومات العربية الانفتاح على الأسد لإبعاده عن الإيرانيين ما أمكن لذلك سبيلا.

حسابات مزورة

وبعد متابعة الحسابات الداعية إلى إعادة العلاقات بين البلدين، اتضح أنها تعود إلى أشخاص لديهم صلات مع مخابرات النظام السوري وأنصار حزب الله اللبناني، وهما الطرفان المدعومان من الحرس الثوري الإيراني، واللذان يرسلان حبوب الكبتاغون المخدرة إلى دول الخليج العربي عبر الأردن.

عداء حزب الله ونظام بشار الأسد لدول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي دعمت الشعب السوري وطالبت بتنفيذ القرار الدولي 2254 الذي ينص على الانتقال السياسي في سوريا وإيجاد بيئة لعودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم؛ الأمر الذي يعارضه نظام بشار الأسد، ما يؤدي بقواته الأمنية لاعتقال كل من يعود إلى سوريا، حتى وإن كان لديهم أقارب من الدرجة الرابعة مناهضون للنظام وحلفائه.

وزير الخارجية السعودي ينفي

بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، يوم الأحد 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لقناة “CNBC” الأمريكية، أنه لا توجد نية للتعامل مع بشار الأسد، وأنَّ هناك حاجة لعملية سياسية في سوريا، وأضاف: “يجب أن نفهم أيضاً أن الوضع الحالي (بقاء الأسد في السلطة) ليس مستداماً، لذلك أعتقد أنَّ بعض الدول تبنّت نهجاً مختلفاً على أمل المضي بالعملية السياسية".
ورداً على سؤال عمَّا إذا كانت الرياض ستعود للتعامل مع النظام في دمشق، أجاب بن فرحان: "حالياً لا نفكر بذلك".
سياسيون وأكاديميون سعوديون يرفضون التطبيع مع الأسد

وفي حديث للسياسي السعودي الأمير «تركي الفيصل» لقناة “CNBC” الأمريكية، بتاريخ 11سبتمبر/ أيلول الماضي، قال: "سيتوجب التصدّي لملف الدول الفاشلة، ومن بينها الأمور المتعلقة بسوريا، وعلى سبيل المثال؛ فقد كانت سوريا ساحة لأول تراجع نشهده للولايات المتحدة أي الخط الأحمر الذي تراجع عنه أوباما بعد الهجوم الكيماوي على المواطنين السوريين وسيحمل أوباما عبء ذلك طوال حياته، كما حملناه نحن في المنطقة".

الأكاديمي السعودي المختصّ بالشؤون السياسية، إياد الرفاعي، استنكر في حسابه على تويتر أي خطوة من شأنها إعادة التطبيع مع النظام السوري، قائلاً: "للتذكير فقط؛ إن الهرولة نحو نظام الأسد القاتل للشعب السوري غير مفهومة سياسياً وغير محترمة إنسانياً".
وأعقبها بتغريدة أخرى قال فيها: "إعادة تسليع سفاح المزة ليست ممكنة سياسياً ولن تكون مفيدة لمستقبل المنطقة والتنمية، دع عنك نتانة الفكرة في الأساس وانحطاط مآلاتها الأخلاقية".

وفي حديثه لـ ليفانت نيوز، قال الكاتب السعودي المهتم بالشأن السياسي ماهر البواردي، إنّ المواقف السياسية للحكومة السعودية كانت دائماً واضحة، فعلى سبيل المثال؛ في الملف اللبناني كان لسحب السفراء، وهو بروتوكول سياسي معمول به ومعني بالحكومات فقط، أما بالنسبة للشعب اللبناني، فهو ليس طرفاً، سواء أكان المقيم في السعودية أو في لبنان. وينطبق الأمر نفسه على الملف السوري بالنسبة للمملكة، حيث ما تزال السعودية تستضيف قرابة 700 ألف سوري بالإضافة إلى الوافدين في السابق، ولا تأخذهم الحكومة السعودية بجريرة أنظمتهم.

اقرأ المزيد:داعش يعاود الظهور في تونس.. ما علاقة الإخوان؟



وأضاف البواردي، إنَّ هناك بعض الحسابات الوهمية في منصة تويتر (لا يوجد لها أسماء صريحة أو صور حقيقية) تروّج لتوجهات السعودية لإعادة العلاقات مع النظام السوري، وهذا غير صحيح، بحسب تصريحات سمو وزير الخارجية الأخيرة؛ وقد يكون لها أهداف لمحاولة إضفاء الشرعية على نظام الأسد الذي دمر سوريا وباع أراضيها للروس والنظام الإيراني والأمريكيين والأتراك.

وتجنح العلاقة إلى مزيد من التدهور بين المملكة السعودية والنظام السوري كلما تمسك الأخير بخيار البقاء في حضن النظام الإيراني الذي يدعم ميليشيات خارجة عن الدول التي تنتمي إليها وتركز جهودها في ضرب مصالح السعودية كلما سنحت لها الفرصة، الأمر الذي يقود المملكة لتشكيل تحالفٍ أمني يردع كل هذه القوى، بما في ذلك الداعم الأكبر لها في طهران.

اقرأ المزيد:سنتان عصفت بإيران… انتحار جماعي وتظاهرات ورهان النظام على جائحة كورونا

والجدير بالذكر أنَّ سفارة بشار الأسد مغلقة في الرياض إلى يومنا هذا، بالإضافة للسفارة الإيرانية، ومؤخراً السفارة اللبنانية.

ليفانت - خاص

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!