-
ماذا حلّ بوعد النظام السوري منذ أعوام بإعادة إعمار "حي التضامن"؟
وسط حيٍّ مدمر وفي مشهد مختلف عما كان عليه في سابق عهده، تشهد أبنيته ومساجده المدمرة توقيع المجرم "بشار الأسد"، وذلك بعد حرب طالت أكثر من سبع سنوات.
وما يزال "حي التضامن"، في دمشق العاصمة، يعاني من منازل غير صالحة للسكن وخدمات شبه معدومة، ولا خطط لإعادة الإعمار، وتبقى وعود النظام شفهية لقاطنيه، فيما تتلاشى أحلام الأهالي بالعودة إلى حيّهم حيث إن 10 في المئة من المنازل فقط قابلة للسكن، كما منع نظام الأسد الأهالي من العودة ولو كان ذلك يعني العيش تحت ركام منازلهم.
وفوق كل تلك المصاعب، يمارس نظام الأسد عادته في التضيق على الأهالي عبر شنّ حملات اعتقال تطول المدنيين بتهم مختلفة، وإرسال بعضهم للتجنيد الإجباري.
حي التضامن الدمشقي
ويضم حي التضامن نحو 25 ألف منزل فيما يقسم إلى ثلاثة مناطق، ويرجح أن تكون معظم منازل المنطقة الثالثة غير قابلة للسكن، لأنّها كانت منطقة للاشتباكات فيما تقوم اللجنة بترقيم المنازل وتختم الصالحة منها بالشمع الأحمر على أن يتسلمها أصحابها مع إثبات ملكية.
ومع استياء الأهالي أصدر النظام السوري قراراً منذ سنوات يقضي بمنع أهالي حي التضامن في جنوب دمشق من العودة إلى بيوتهم، وذلك بحجة عدم صلاحيتها للسكن، وزعم النظام قائلاً، وبحسب القانون رقم عشرة، والذي يقضي بإعادة تأهيل المناطق التي سيطر عليها النظام، وتنظيمها بشكل أفضل مما كانت عليه، وبالطبع فإنّ شيئاً من ذلك لم يحدث إلا حالات معدودة ممن حصلوا على موافقات أمنية، إلى المناطق الصالحة للسكن، وكان ذلك على دفعات.
إعادة الإعمار
وإلى يومنا هذا، وبعد وعد النظام منذ ثلاث سنوات بإعادة إعمار الحي ما يزال السكان في انتظار تنفيذ هذا الوعد، وعلى ما يبدو بأن الانتظار سيطول إلى أمد بعيد، حيث إن بعض المسؤولين ليس لديهم الرغبة بإعادة الأهالي إلى منازلهم خوفاً من اكتشاف أمرهم، وعلى رأسهم محافظ مدينة دمشق "عادل العلبي" .
وقام بشار الأسد بإصدر مرسوم يقضي بتعيين عادل أنور العلبي محافظاً لدمشق خلفاً لـ بشر الصبان، وشغل العلبي منصب رئيس مجلس محافظة دمشق، منذ إحداث المنصب لأول مرة في عام 2012، وفق قانون الإدارة المحلية الجديد.
وبعكس ما توضح عدسات الكاميرات أمام العالم بأن حي التضامن تحت إعادة الإعمار وأنّ عشرات الأشخاص من سكّان الحي عادوا بعد شوق عظيم إلى حيّهم بفضل جهود نظام الأسد وتداعيات ليتم التصفيق لـ"عادل العلبي" وأشباهه من الفاسدين، كـعضو قيادة فرع دمشق لحزب البعث "فادي صقر "، وهو سبب آخر وكبير في تأخير عودة الأهالي، حيث كان يعمل سابقاً في منصب قائد مركز دمشق للدفاع الوطني، وأشرف على تفريغ و"تعفيش" بيوت المواطنين بالحي على أيدي عناصر الدفاع الوطني بتوجيه منه.
ولم يكتفِ "فادي صقر" بذلك، بل قام بتأجير بيوت الحي لعائلات بعشرات الآلاف بعد تهديد أصحابها بإحداث مشاكل لهم في حال أرادوا أو فكروا بالعودة.
ويعرف فادي صقر بأنه وقبل اندلاع الثورة السورية لم يملك من ثروته الحالية أي شيء، حيث إنه وبعد الثورة السورية ظهر مع مئات الملايين، بالإضافة إلى منزله في "أوتوستراد المزّة" الذي يقدّر بنحو 500 مليون ليرة، بالإضافة إلى "المول" المحدّث في حي الميدان من قبل التاجر "بلال نعال"، ويملك فادي صقر الحصّة الأكبر من هذا المول التجاري، كما أنّ رَجُل فادي المدعو "أبو منتجب" المسؤول عن أعمال النهب والسرقة في الحي حتى إنهم عملوا على هدم المنازل لسحب قضبان الحديد وبيعها للمعامل.
اقرأ المزيد: “الحمزات” تطرد عائلة كردية من منزلها بريف عفرين
العقوبات الأمريكية
ويذكر بأنّ الخزانة الأمريكية أعلنت، فرض عقوبات على شخصيات ومسؤولين داعمين للنظام السوري، ومنهم قائد الدفاع الوطني، فادي صقر، وذلك تخليداً لذكرى ضحايا الهجوم الكيماوي الذي شنّه النظام السوري على الغوطة بريف دمشق قبل سبع سنوات، وأسفر عن مقتل أكثر من 1400 سوري.
اقرأ المزيد: إصابة ثلاثة أشخاص بتفجير في الرقة
وبالتزامن مع ما يجري من ظلم ونهب في حي التضامن، تنطفئ شمعة الأمل التي لطالما أنار بها سكان الحي أحلامهم بالعودة إلى منازلهم ويطوي النظام السوري صفحة أخرى من جرائمهِ فخوراً بأفعاله دون أن يلتفت أحد لمحاسبته.
ليفانت - خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!