الوضع المظلم
السبت ٢٨ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • محاكمة رسلان..تأكيدات على ضلوع فرع الخطيب بحملات الاعتقال

محاكمة رسلان..تأكيدات على ضلوع فرع الخطيب بحملات الاعتقال
محاكمة كوبلنز

 ليفانت- لونا وطفة 


استمرت محاكمة المتهمين أنور رسلان وإياد الغريب بجلستيها السادسة والسابعة عشرة حيث تم استدعاء صف ضابط منشق، ويدعى (م. ا) والذي التحق بخدمته الإلزامية بشهر أيار عام 2010، وانشق بتاريخ 05.08.2012، وهو أيضاً مساعد مهندس مدني. خضع لدورة تدريبية في فرع مكافحة الإرهاب لمدة ستة أشهر، ومن ثم تم نقله في شهر تشرين الثاني 2010 إلى فرع الخطيب ليكون مسؤولاً عن دورية حرس خارج الفرع. محاكمة رسلان


وعن أسباب انشقاقه أخبر القضاة بأن الظلم الذي لحق بالمتعتقلين كان كبيراً جداً وأن شعوره وأصدقاءه بالعجز أمام مايحدث وعدم قدرتهم على مساعدتهم، جعلتهم يتفقون على الهرب من الفرع والسفر خارج سوريا.


 


وعن هذا الظلم تحدث الشاهد،  فبحكم عمله لم يكن باستطاعته زيارة السجون داخل فرع الخطيب لذلك لم يستطع تحديد أعداد المعتقلين أو مايحدث معهم من تعذيب، ولكنه أخبر القضاة بسماعهم -كحرس-لأصوات التعذيب المستمرة أثناء نوبات حراستهم، برغم أنهم خارج بناء الفرع، كما أخبرهم عن إحدى المرات، التي رأى بها عملية نقل لشخص اشتبه أنه ميّت لأنه لم يكن يؤتي بأي حركة. محاكمة رسلان


 


أكثر ما تحدث عنه الشاهد، هو ما رآه بعينه من عمليات إحضار للمتظاهرين بعد اعتقالهم، بالغالب من قبل فرع الأربعين، وضربهم وهم داخل الباصات، وكيف يتم أيضاً ضربهم في الفرع 251، بعد إنزالهم من الباصات (أي حفلات الاستقبال التي تحدث عنها شهود سابقون في هذه القضية)، وكيف أن من كان يقوم بالضرب هم عادة العساكر المتطوعون للخدمة الإلزامية. وأن ضربهم كان يستمر ما بين الربع ساعة و الأربع ساعات بعصي كهربائية وأخرى عادية.


بيد أنه تحدث أيضاً عن موقفٍ حدثَ أمامه، حيث كانت عملية ضرب المعتقلين قد بدأت في ساحة الفرع بعد إنزالهم من الباصات، فجاء المتهم أنور رسلان وأمرهم بأن يتوقفوا عن الضرب وقال لهم: “لماذا تضربونهم؟ بعد قليل سنجري معهم تحقيق ونعلم من منهم يستحق ذلك ومن لا”. فتوقف العناصر بحسب الشاهد عن ضرب الموقوفين، وتم اقتيادهم إلى سجن الفرع.


حدد الشاهد أيضاً ضباط الأقسام في فرع الخطيب وهم: رئيس الفرع توفيق يونس، رئيس قسم الأديان المقدم أحمد كمال، رئيس قسم الاقتصاد المقدم أحمد، رئيس قسم الأحزاب العميد محمد، رئيس قسم الإعلام والجامعات المقدم باسل حبيب، ورئيس قسم الاتصالات العقيد أحمد. وبالطبع تعرف على رسلان كرئيس سابق لقسم التحقيق ومعاونه كان عبد المنعم النعسان. تحدث أيضاً الشاهد عن أن رسلان كان الوحيد من بين الضباط الذي يلقي التحية عليهم كحرس، لأن باقي الضباط كانوا يترفعون عن ذلك، ولكنه أكد أنه لا يعلم شيئاً عن معاملته للموقوفين داخل السجن.


وحين وجه له سؤال من أحد القضاة عن إمكانية عدم معرفة رئيس قسم التحقيق بما يحدث في قسمه، من عمليات تعذيب أو قتل، أجاب الشاهد بالنفي لأن رئيس قسمٍ ما، لا يمكن ألا يعرف ماذا يحدث في قسمه، ولكنه أضاف أيضاً: ” أعتقد وأنا لا أجزم أن أوامر التعذيب كانت تأتي من رئيس الفرع توفيق يونس، لأنه كان ضابطاً شديد القسوة وسيء المعاملة”.


قبل الثورة كانت أعداد العناصر في فرع الخطيب لا تتجاوز المئة، بحسب أقوال الشاهد، أما بعد الثورة فقد تم زيادة العدد للضعف، وقال أنه وقبل بداية الثورة كان من النادر رؤية معتقلين، أما بعد الثورة فأصبح إحضار المعتقلين أمرٌ يتكرر كل يومين تقريباً، والأعداد تختلف بحسب اليوم والوقت، ولكن أكبر عمليات الاعتقال كانت تتم يوم الجمعة بعد التظاهرات، وقال أن معظم معتقلي تلك الفترة كانوا من مدينة دوما.


 


تحدث الشاهد أيضاً عن إدارة المخابرات العامة والأفرع التابعة لها وهي: فرع التحقيق، فرع المداهمة، فرع الاتصالات، فرع الاستشعار عن بعد، وفرع المعلومات. وكأفرع إضافية تابعة لها فرعين أيضاً: الفرع الخارجي، والفرع الداخلي (وهو فرع الخطيب) وهو فرعٌ مسؤولٌ عن أمن سوريا الداخلي، وعن سؤال القضاة له ماذا يعني هذا؟ قال الشاهد: “أي شخص ضد الدولة هو اختصاص هذا الفرع” ولذلك كان دور فرع الخطيب خلال الثورة السورية من أهم أدوار الأفرع الأمنية. كما قام بتحديد موقع فرع الخطيب على الخريطة التي تم عرضها على شاشة العرض في القاعة.


في نهاية الجلسة السادسة عشر، استمر التحقيق بعد الاستراحة مع محقق الشرطة الجنائية الذي أجرى التحقيق مع الشاهد وموظفة المكتب الاتحادي، وفي الجلسة التي تليها جاء الشاهد وحده ليجيب على أسئلة المدعي العام والادعاء ومحاميي الدفاع.


عُقب نهاية الجلسة الثانية، تمام الساعة الحادية عشر والربع، قام أحد محامي الإدعاء وهو السيد حبيب علي محمد، وهو المحامي الشخصي للمدعي، والشاهد فراس فياض بتقديم طلب التماس للمحكمة بالسماح بإحضار شاهد سوري “وهو إمام مسجد سابق في مدينة دوما” من تركيا، ولهذا الشاهد قصة مهمة تتعلق بدور رسلان في الفرع 251، وأنه لم يكن البتة دوراً ثانوياً أو مجمّداً كما ادّعى رسلان في دفاعه. وستنظر المحكمة في الالتماس، بيد أن محامي دفاع رسلان قدم اعتراضاً فورياً عليه. حيث حدّدت الجلسة القادمة بتاريخ السادس من شهر تموز، وستكون أيضاً مع شاهدٍ سوري.


بالتوازي مع وجودنا داخل قاعة المحكمة للاستماع لشهادة صف الضابط المنشق، وقف خارج أبواب المحكمة الكثير من السوريون، متضامنين مع مجموعة عائلات من أجل الحرية، التي حضرت بعدة عائلات منها حاملين صور أفراد عائلاتهم المعتقلين، كما عرضت هذه المرة 121 صورة لمعتقلين ومعتقلات مغيبين ومختفين قسرياً في سجون الأسد.


تزامنت وقفتهم التضامنية، والتي قاموا خلالها بالشرح حول مجرياتها، باللغات العربية والإنجليزية والألمانية لكل المارِّين من أمام المحكمة، أو المتواجدين فيها على حد سواء، مع العمل الفني للفنان خالد بركة “المظاهرة الصامتة”، والذي استمر على مدى يومين بمجسماته التسعة والأربعين، الواقفة قُبالة نوافذ القاعةِ التي تجري فيها المحاكمة، بأيدٍ ممدودةٍ للأعلى ورؤوسٍ غائبةٍ، إلا مما يشبه الأفواه الكبيرة بحجم الرؤوس والتي تعبر عن صرخاتها الصامتة.


من مجموعة عائلات من أجل الحرية كان لليفانت نيوز فرصة الحديث مع نساءٍ فقدنَ أعزاء على قلوبهنَّ في سجون الأسد، وأغلبهنَّ لايعرفنَ عن مصير أحبابهنَّ شيئاً، الناشطة والمعتقلة السياسية السابقة السيدة فدوى محمود، والناشطة الشابة وفا مصطفى، والناشطة الشابة لميس الخطيب.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!