الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مطالب صعبة ورد صارم.. مسودة المعاهدة الأمنية التي قدمتها روسيا إلى الولايات المتحدة بشأن "الناتو"

مطالب صعبة ورد صارم.. مسودة المعاهدة الأمنية التي قدمتها روسيا إلى الولايات المتحدة بشأن
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر مراسم الترحيب حيث يتفقد سفينة حربية الأدميرال كولاكوف المضادة للغواصات في نوفوروسيسك.

وائل سليمان

  تقرير إخباري

  • روسيا تقدم وثيقة النقاط الثمانية من مطالبها الأمنية لحلف شمال الأطلسي
  • عدم توسع الناتو وأوكرانيا خارج الحلف.. عدم مس الأمن حوار وتعاون
  • المعاهدة تتطرق للأسلحة النووية 
  • بوتين يخطط لغزو أوكرانيا.. الناتو يتجهّز

نشرت وزارة الخارجية الروسية أمسِ الجمعة مسودة اتفاقية بشأن ضمانات الأمن بين روسيا والولايات المتحدة. وتتضمن الوثيقة ثماني مواد تغطي الجوانب الرئيسية للضمانات الأمنية المتبادلة بين موسكو وواشنطن.

تحدّد الوثيقة مبادئ الأمن غير القابل للتجزئة والمتساوي، وعدم تهديد أمن الطرف الآخر. إلى هذا الحد، تتضمن الوثيقة النِّقَاط التالية: رفض الإجراءات والأحداث التي تمس أمن الطرف الآخر، وعدم المشاركة في مثل هذه الأحداث والامتناع عن دعمها. إلى جانب ذلك، تشير مسودة الاتفاقية إلى رفض الإجراءات الأمنية -سواء كانت فردية أو داخل المنظمة أو التحالف العسكري أو التحالف- التي يمكن أن تقوّض المصالح الأمنية الأساسية للطرف الآخر.


تنص المعاهدة على أن "الولايات المتحدة الأمريكية سوف تتخذ إجراءات لمنع المزيد من التوسع نحو الشرق لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ورفض انضمام جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة إلى الحلف".

المقترحات التي قُدمت إلى الولايات المتحدة وحلفائها، في وقت سابق من هذا الأسبوع، تدعو أيضاً إلى حظر إرسال السفن الحربية والطائرات الأمريكية والروسية إلى مناطق يمكن من خلالها ضرب وتهديد أراضي روسية، إلى جانب وقف التدريبات العسكرية للناتو بالقرب من روسيا.

ورفض الغرب فعلاً طلب ضمان مكتوب بعدم منح أوكرانيا العضوية، وقال إن موسكو ليس لها رأي في توسيع الناتو. من جانبه، فالأمين العام للناتو أكّد يوم الجمعة، أن أي محادثات أمنية مع موسكو يجب أن تأخذ في الاعتبار مخاوف الناتو وإشراك أوكرانيا وشركاء آخرين. وبالمثل قال البيت الأبيض إنه يناقش المقترحات مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أن جميع الدول لها الحق في تقرير مستقبلها دون تدخل خارجي.

إلى جانب ذلك، تنص المُسَوَّدَة الروسية على التزام الولايات المتحدة بعدم إنشاء قواعد عسكرية في دول الاتحاد السوفيتي السابق غير الأعضاء في الناتو، وعدم استخدام بنيتها التحتية للقيام بأي نشاط عسكري، وعدم تطوير التعاون العسكري الثنائي معها.

وفقاً للوثيقة، سيمتنع الطرفان عن استخدام أراضي الدول الأخرى من أجل التحضير أو تنفيذ هجوم مسلح ضد بعضهما البعض أو أي أعمال أخرى تؤثر على المصالح الأمنية الأساسية للطرف الآخر.

تعرض موسكو على واشنطن الامتناع عن نشر قواتها المسلحة وأسلحتها، بما في ذلك داخل المنظمات الدولية والتحالفات والائتلافات العسكرية، في المناطق، حيث يمكن اعتبار هذا الانتشار تهديداً لأمن الطرف الآخر، باستثناء الانتشار على الأراضي الوطنية.

"تمتنع الأطراف عن تحليق القاذفات الثقيلة المجهزة للأسلحة النووية أو غير النووية أو نشر السفن الحربية السطحية من أي نوع، بما في ذلك في إطار المنظمات الدولية أو التحالفات أو التحالفات العسكرية، في المناطق الواقعة خارج المجال الجوي الوطني والمياه الإقليمية الوطنية على التوالي، من حيث يمكنهم مهاجمة أهداف في أراضي الطرف الآخر"، جاء في الوثيقة.

تقترح روسيا أيضاً الحفاظ على الحوار والتعاون بشأن تحسين آليات منع الحوادث في المجالين المائي والجوي الدُّوَليّ، بما في ذلك التفاوض على مسافة الاقتراب القصوى بين السفن والطائرات العسكرية.

يأتي نشر المطالب -الواردة في معاهدة أمنية روسية أمريكية مقترحة واتفاقية أمنية بين موسكو وحلف شمال الأطلسي- وَسْط توترات متصاعدة بشأن زيادة القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، مما أثار مخاوف من غزو. ونفت موسكو أن لديها خططاً لمهاجمة جارتها لكنها تريد ضمانات قانونية تحول دون توسع الناتو ونشر أسلحة هناك.

وعلّق نائب وزير الخارجية، سيرجي ريابكوف، أن علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اقتربت من "نقطة خطرة"، مشيراً إلى أن عمليات نشر الحلفاء والتدريبات بالقرب من روسيا أثارت تهديدات "غير مقبولة" لأمنها.

من جهته، أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف تلقى الوثائق الروسية، وأشار إلى أن أي حوار مع موسكو "سيحتاج أيضاً إلى معالجة مخاوف الناتو بشأن تصرفات روسيا، ويستند إلى المبادئ والوثائق الأساسية للأمن الأوروبي، ويتم إجراؤه بالتشاور مع شركاء الناتو الأوروبيين، مثل أوكرانيا".

لحظت المُسَوَّدَة، مادة منفصلة مخصصة للصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى: "يتعهد الطرفان بعدم نشر الصواريخ الأرضية متوسطة المدى والقصيرة المدى التي يتم إطلاقها من الأرض خارج أراضيها الوطنية، وكذلك في مناطق أراضيها الوطنية التي تنطلق منها يمكن لهذه الأسلحة أن تهاجم أهدافًا في الأراضي الوطنية للطرف الآخر".

وأعرب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، عن استعداد الإدارة إلى مناقشة مخاوف موسكو بشأن الناتو في محادثات مع المسؤولين الروس، لكنه أكد أن واشنطن ملتزمة بـ"مبدأ عدم وجودك بدونك" في تشكيل السياسة التي تؤثر على الحلفاء الأوروبيين.

المعاهدة تتطرق أيضاً إلى مسائل الأسلحة النووية

أشارت المُسَوَّدَة، إلى بند متعلق بالأسلحة النووية، في إشارة وضحت أن على الأطراف أن تمتنع "عن نشر أسلحة نووية خارج أراضيها الوطنية وإعادة تلك الأسلحة التي سبق نشرها خارج أراضيها الوطنية وقت بَدْء نفاذ المعاهدة إلى أراضيها الوطنية. وستقوم الأطراف بإزالة جميع الهياكل الأساسية القائمة لنشر الأسلحة النووية. أسلحة خارج أراضيها الوطنية"، تقول مسودة المعاهدة. إلى جانب ذلك، تشير الوثيقة أيضاً إلى تدريب الطاقم العسكري للقوى غير النووية على استخدام الأسلحة النووية.

وجاء في الوثيقة: "لا يجوز للطرفين تدريب الأفراد العسكريين والمدنيين من الدول غير النووية على استخدام الأسلحة النووية. ولا يجوز للأطراف إجراء تدريبات أو تدريب للقوات ذات الأغراض العامة، بما في ذلك سيناريوهات تتعلق باستخدام الأسلحة النووية".

بينما قررت المخابرات الأمريكية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وضع خططاً لغزو إضافي محتمل لأوكرانيا في أوائل عام 2022، قال سوليفان إن الولايات المتحدة ما زالت لا تعرف ما إذا كان قد قرر المضي قدما.

يوضّح مسؤول أمريكي كبير بأن بعض المقترحات الروسية هي جزء من جدول أعمال للحد من التسلح بين موسكو وواشنطن، في حين أن بعض القضايا الأخرى، مثل الشفافية وعدم التضارب، تهم جميع الدول الأعضاء الـ 57 في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بما في ذلك أوكرانيا و جورجيا.

يضيف المسؤول، الذي أطلع المراسلين بشرط عدم الكشف عن هويته من أجل التحدث عن المقترحات، إن الولايات المتحدة تدرس كيفية إشراك كل دولة تتأثر مصالحها في المحادثات المرتقبة بشأن قضايا الأمن الأوروبي وسترد على موسكو في وقت ما الأسبوع المقبل. مقترحات ملموسة بعد التشاور مع الحلفاء.

اقرأ المزيد: شرطة الاتحاد الأوروبي تحطم حلقة تهريب مخدرات بين المغرب وأوروبا

لقد أثار الرئيس فلاديمير بوتين مطلب الضمانات الأمنية في مكالمة فيديو، الأسبوع الماضي، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. خلال المحادثة، أعرب بايدن عن قلقه بشأن حشد القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا وحذره من أن روسيا ستواجه "عواقب وخيمة" إذا هاجمت موسكو جارتها.

يرى ماثيو روجانسكي، مدير معهد كينان التابع لمركز ويلسون بواشنطن، لصحيفة The Moscow Times، أن السعي إلى فرض قيود على عمليات نشر وتدريبات الناتو على أراضي الدول الأعضاء في الناتو من المرجح ألا يكون بداية في واشنطن. في إشارة إلى مفاوضات صعبة قادمة، وهو ما تراه سامنثا بيركهيد، الصحفية المتخصصة في موسكو تايمز.

يذهب للقول: "لا يمكن للكرملين أن يكون لديه توقع واقعي بأنه سيحصل على تعهدات ملزمة قانوناً من هذا النوع من الناتو، ولكن قد لا يكون هذا هو الهدف، بل قد يكون تشكيل المفاوضات في ظل تهديد عسكري يلوح في الأفق لأوكرانيا، وبذلك، إلى أوروبا".

وأشار روجانسكي إلى أن الرسالة التي بعثها الغرب إلى روسيا كانت واضحة أيضاً، وهي أن أي "عدوان آخر ضد أوكرانيا أو أي دولة أخرى لن يتم التسامح معه، وسيُقابل برد غير مسبوق". وشكك الخبراء المقيمون في روسيا أيضاً في أن الغرب سيقبل على الأرجح المطالب الأخيرة.

ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وبعد مدّة وجيزة قدمت دعمها وراء تمرد انفصالي في شرق البلاد. وأودى القتال المستمر منذ أكثر من سبع سنوات بحياة أكثر من 14 ألف شخص ودمر قلب أوكرانيا الصناعي المعروف باسم دونباس.

مطالب الكرملين المقترحة في المُسَوَّدَة ستلزم واشنطن وحلفاءها بالتعهد بوقف توسع الناتو باتجاه الشرق ليشمل جمهوريات سوفيتية سابقة أخرى وإلغاء وعد عام 2008 بعضوية أوكرانيا وجورجيا. وهو ما رفضه التحالف بشدة.

 

ليفانت نيوز _ TASS_  ABC _ themoscowtimes

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!