-
أيمن الداهش ابن كفرنبل.. صوت حر في وجه النظام و"هيئة تحرير الشام" معتقل في تركيا
ما يزال حساب أيمن الداهش مجمّداً منذ 10 حَزِيران عندما كتب آخر بوست منتقداً ومتحدياً "هيئة تحرير الشام" "جبهة النصرة سابقاً، أن ترد على قصف النظام بريف إدلب واصفاً إياها بهيئة تخريب الشام.
لكن أيمن لم يختفِ في أحد سجونها، بل في أحد مراكز الاحتجاز في تركيا. يُهدَّد الناشط السوري أيمن الداهش ابن مدينة كفر نبل، والمحتجز لدى السلطات التركية في أحد مراكز الترحيل بمدينة أنطاكيا بالترحيل إلى الشمال السوري وتسليمه لجبهة النصرة، ما يهدد حياته بشكل مباشر لاحتمال إعادة حكمه بالإعدام الذي حكم به منذ 2015 من قبل محاكم جبهة النصرة الجائرة.
لقد كان آخر منشور لأيمن على قدر كبير من التحدي والجرأة لجبهة النصرة، كما أغلب منشوراته التي انتقدت "هيئة تحرير الشام" الاسم الجديد للتنظيم المصنف إرهابياً على اللوائح الدولية وعلى رأسه أبو محمد الجولاني زعيم التنظيم الذي لم يسلم من انتقادات الداهش.
منذ بداية العام الحالي ازدادت الضغوطات التي يتعرض لها الداهش من قبل الأمن العسكري التركي بشكل متكرر عبر استدعائات عدة للمراجعة والتحقيق على خلفية نشاطه ومنشوراته بحق "جبهة النصرة".
كان آخر هذه الاستدعاءات قبل شهر من اعتقاله الأخير في فرع أنطاكيَة (هاتاي). استدعي الداهش من قبل الأمن التركي وطُلب منه الوقوف في مكان محدد بمدخل ولاية أنطاكيَة التركية. وظنّ الداهش أن السيارة ستذهب به إلى مركز أمني بيد أنّه فوجئ بانطلاقها نحو المناطق الجبلية خارج أنطاكيَة.
كانت الرحلة جولة من الأسئلة وجهها ثلاثة عناصر من المخابرات ومترجم بداخل سيارة غولف سوداء تتعلق بمناحي عدة بحياته ومعيشته، وعلاقاته، ما لبثت أن تحولت إلى وعيد وتهديد بترحيله إلى معبر كسب قبل أن يتم تركه في منطقة جبلية.
الداهش يدفع ثمن كلمته وحريته في ثلاث معتقلات آخرها في تركيا
لدى الداهش تجرِبة اعتقال صعبة في معتقلات النظام قبل بَدْء الثورة السورية آذار 2011، اعتُقل لمدة 6 أشهر وتعرّض للتعذيب القاسي لمعارضته نظام الأسد وانتقاده.
مع اشتعال الثورة في البلاد، انخرط في الحراك الثوري منذ البدايات، وعمل على تنظيم التظاهرات، واشتغل بالإعلام وشارك بالظهور على المحطات الفضائية ونقل أخبار الحراك الثوري، وعمل في المنظمات الثورية الإغاثية والمدنية والإعلامية.
بوصلة الداهش كانت واحدة لم تتغير وجهتها مصلحة الشعب ومطلب الحرية والعمل ضد الاستبداد أياً يكن، ومع سيطرة جبهة النصرة على إدلب انخرط أيمن في النضال ضد ما سمي"جيش الفتح" و"جبهة النصرة" " هيئة تحرير الشام حالياً، وجرائمها المرتكبة بحق الأهالي في إدلب.
هذا النشاط الواضح ما كان ليمر بسلام حتى داهمت عناصر "جبهة النصرة" منزله واعتقلته وأودعته السجن في منتصف 2015 وحكمت عليه "المحكمة الشرعية للجبهة" بالإعدام.
الهروب من المقصلة بمساعدة الأعداء!... فرجٌ مغمّسٌ بالدم والأشلاء
كان يُحصي الداهش دقائقه قبل الإعدام يتذكر عائلته وأهله، لقد سلّم بالأمر فلا مكان للهرب أو بارقة أمل، ينتظر موعد حكم الإعدام الظالم بحقه، إلى أن قصفت الطائرات الجوية الروسية سجن "جبهة النصرة" في معرة النعمان في يناير 2016، حيث احتُجز الداهش.
قُتل في الغارة 39 شخصاً بين سجين وعنصر من النصرة ومدنيين حيث كان السجن بالقرب من سوق شعبي في المدينة ما أدى إلى إصابة أيمن بجروح خطرة لكنّه تمكّن من الهرب ليكمل عدّ الدقائق والساعات والأيام في الاستشفاء والعودة للعمل الإغاثي.
لقد استطاع أيمن أن يجد مخبأً في المنطقة وتوارى عن الأنظار إلى أن شُفي من الإصابة، وهرب إلى تركيا واستقر في الريحانية في ولاية أنطاكيَة (هاتاي).
اقرأ المزيد: نهلة عثمان الجانب المشرق للحرب… محامية سورية تحصل على وسام روبرت نويديك الألماني
استقر الداهش في الريحانية، وعمل مع المنظمات الإنسانية بشكل متقطع، بيد أن الأمن التركي لم يتوقف عن استدعائه والتحقيق معه وتهديده، وخصوصاً بعد أي نشاط معارض يقوم به أو كتابة بوست ينتقد فيه جبهة النصرة أو النظام السوري.
منذ منتصف مايو من العام الحالي حصل الداهش بواسطة من بعض المنظمات على تصريح لزيارة عائلته في جنديرس في شمال سوريا. لقد زار عائلته فعلاً لبضعة أيام، وعاد إلى الريحانية، وعند محاولته الدخول مرة أخرى قبل نهاية مهلة التصريح المحددة بشهر، اعتقلته المخابرات التركية في 19 يونيو على معبر الحمام العسكري، دون توجيه أي تهمة له.
الداهش محتَجز حالياً في سجن "اليابانجي" شعبة سي في أنطاكيَة، ووُضع إشارة أمنية على قيد هويته تدلل على تقرير أمني بحقه ينتظر فرجاً آخر.
وائل سليمان
ليفانت نيوز _ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!