الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
السويداء: القطاع الصحي الحكومي.. عجز مطلق
السويداء: القطاع الصحي الحكومي.. عجز مطلق \ تعبيرية
بالرغم من وجود 4 مستشفيات حكومية في المحافظة إلا أن واقع القطاع الصحي والمنظومة الصحية، بشكل عام، أصيبت بما يشبه العجز المطلق لناحية تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمواطنين، ولهذا العجز أسبابه الكثيرة، ولكن قد يكون أهمها هو هجرة الكوادر الطبية من المحافظة بحثاً عن حياة كريمة تلبي حاجاتهم الأولية في أي مكان بعيداً عن هذا الجحيم وحضنه الدافئ.

فالخدمات الطبية المقدمة في مستشفى السويداء الوطني تعتمد حالياً على الكوادر من الأطباء المقيمين وممرضين وممرضات لم تسنح لهم فرصة السفر بعد. بالإضافة إلى أطباء اختصاصيين متعاقدين مع المستشفى تنخفض أعدادهم يوماً بعد يوم بسبب الهجرة.

أما المستشفيات الحكومية الأخرى الموجودة في شهبا وصلخد ومستشفى بلدة سالي في شرق المحافظة، فلا تختلف خدماتها الطبية المقدمة للمرضى عما يقدمه أي مستوصف لاقتصار الطاقم في هذه المستشفيات على طبيب واحد أو اثنين يعملون لعدة مناوبات، هذا ناهيك عن العوز الموجود داخل تلك المشافي واضطرار الطواقم الطبية للاعتماد على نفسها في تأمين غذائها وتنقلاتها وحتى اضطرار مرافقي مرضى (الحالات الإسعافية) والتوجه إلى الصيدليات ومستودعات الأدوية لإحضار ما يطلبه الطبيب لإكمال عمل حالة الإسعاف.

السويداء

هذا النقص والعوز يشير إلى حالات الفساد الممنهجة التي يقوم بها موظفون وإداريون في هذه المشافي، وفي مستودعات مديرية الصحة، إذ اختفت الكثير من التجهيزات والمساعدات الدولية المقدمة الطواقم الطبية، كالأقنعة الواقية وبدلات العزل والكمامات. والنقص الكبير بالتوريدات الطبية وذلك بعد قرار وزارة صحة النظام بحصر التوريد بها وليس الشراء المباشر من قبل مديرية الصحة بالمحافظة.

اقرأ المزيد: السويداء.. تواطؤ متعدّد الجهات على مزارعي التفاح

وهنا يتضح أن إهمال السلطات المختصة معالجة ملفات الفساد التي تنتشر في المشافي ومستودعات مديرية الصحة ما هو إلا دليل على اشتراك كبار الموظفين المسؤولين عن هذا القطاع بهذه العمليات الممنهجة على حساب صحة المواطن وسلامته، مما يدفع بالكثيرين إلى التوجه إلى المشافي الخاصة، ولكن هل الكل قادر على تحمل التكاليف الخيالية للعلاج في تلك المشافي؟ بدون شك الوضع كارثي ولولا تحمل بعض الجمعيات والجهات الأهلية جزءاً من النفقات الكبيرة لبعض الحالات التي تحتاج لعمليات مستعجلة في المشافي الخاصة لتفاقم الوضع أكثر مما نحن فيه بكثير، خاصة وأن الغالبية العظمى من الأهالي لا يستطيعون العلاج والطبابة في هذه المشافي.

اقرأ المزيد: السويداء.. حركة رجال الكرامة هل تحسم الوضع؟

صحيح أن الفساد المستشري في هذا القطاع هو سبب رئيس في سوء خدماته المقدمة للمواطنين، ولكن تبقى مشكلة هجرة الكوادر الطبية والأطباء الاختصاصيين هي الكارثة الحقيقية التي تصيب هذا القطاع، والتي تنعكس آثارها سلباً على مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى وسلامتهم، وعلى واقع المنظومة الصحية في المحافظة بالمجمل.

ليفانت - سلامة خليل

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!