-
بانتظار إيران حرة ديمقراطية
ما يزال النظام الإيراني کدأبه يراهن على سياسة کسب الوقت واستغلاله من أجل الوصول إلى غاياته السوداء، ومن أجل ذلك يبذل کل ما بوسعه في سبيل خداع المجتمع الدولي والتغطية على الجرائم والانتهاکات اليومية التي يقوم بارتکابها ضد المنتفضين بوجهه وهو يحاول الإيحاء بسيطرته على الأوضاع وأن کل شيء قد بات في مجراه الطبيعي وهو في ظل ذلك يواصل ارتکاب أفظع الجرائم وأکثرها دموية، لا سيما أن العالم کله قد اطلع على مقاطع الفيديوهات التي تبين فظاعة وقسوة الأساليب البربرية التي تقوم القوات القمعية للنظام باستخدامها ضد المتظاهرين.
النظام الإيراني الذي يحاول اليوم من خلال فرض أحد قادته من أولئك الذين تمرسوا في قمع واظطهاد الشعب الإيراني، ونقصد بذلك إبراهيم رئيسي، التمويه على العالم وخداعه مجدداً من أجل تبييض ماضيه الإجرامي الأسود وتصوره بإمکانية أن ينسى العالم ذلك ويتجاوزه، وهو بذلك يتصور بأن مجازره وجرائمه وحملات إعدامه الجماعية، قد صارت في طي النسيان وأن الذاکرة الإنسانية قد نستها تماماً، لکن تلك المجزرة المروعة التي اقترفها خميني في آب عام 1988، عندما أفتى بإعدام 30 ألفاً من أعضاء منظمة مجاهدي خلق من دون أن يرف له جفن أو أن يأبه لمواقف متحفظة تم الإعراب من جانب عدد من رجالات النظام، من الملفت للنظر أن يجري في ظل نفس هذا الرجل الذي کان عضواً في لجنة الموت الرباعية عام 1988، ارتکاب الجرائم والانتهاکات بحق المتظاهرين ضد النظام في الانتفاضة المندلعة منذ 16 أکتوبر2022.
اليوم، وبعد أن صارت سمعة النظام بسبب من جراء سياساته العدوانية واللاإنسانية في الحضيض، وبعد أن بات هذا النظام على مفترق طرق قد يؤدي إلى اشتعال نار حرب کبيرة، وبعد أن ضاق الشعب ذرعاً بالظلم والاستبداد المستمر لهذا النظام، فإن الانتفاضة الشعبية المندلعة ضد النظام قد جاءت لکي تضع الأمور في نصابها وتحسم الموقف مع هذا النظام کما حسمته من قبل مع نظام شاه، لکن وإزاء ذلك يبذل النظام جهوداً عبثية من أجل السيطرة على الأوضاع في سبيل تغيير مسار الأحداث وإنقاذ النظام من السقوط الحتمي الذي ينتظره.
إن السلام والأمن والاستقرار الحقيقي في إيران والمنطقة يتحقق بذهاب هذا النظام وجعل إيران حرة ديمقراطية، کما أکد ويؤکد مراراً المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ويصر عليه باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء کافة التبعات والتداعيات السيئة لهذا النظام المعادي للشعب الإيراني والمنطقة والعالم، وإن الانتفاضة الجاريـة حالياً في إيران تسعى بکل جهدها من أجل تحقيق هذا الهدف ذلك أن بقاء واستمرار هذا النظام يعني بقاء واستمرار الأوضاع السلبية في إيران والمنطقة والعالم على ما هي عليه.
ليفانت - فريد ماهوتشي
