الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تنديد دولي واسع بالهجوم التركي على إقليم كردستان.. وجملة قرارات للمواجهة

تنديد دولي واسع بالهجوم التركي على إقليم كردستان.. وجملة قرارات للمواجهة
تنديد دولي واسع بالهجوم التركي على إقليم كردستان.. وجملة قرارات للمواجهة

لاقى القصف العنيف الذي طال مصيف "برخ" في قضاء زاخو في إقليم كردستان، إدانات دولية وعربية واسعة، وشهدت عدد من المدن العراقية تظاهرات احتجاجاً على ذلك.

ظهيرة الأربعاء في 20 تموز/ يوليو الحالي، استهدف قصف مدفعي عنيف، منتجعاً سياحياً قرب قرية باراخ في زاخو بمحافظة دهوك في إقليم كردستان، ما أسفر عن مقتل 9 مواطنين وإصابة 23 آخرين.

اتهم العراق تركيا بقصف المصيف، وندّد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بارتكاب "القوات التركية مجدداً انتهاكاً صريحاً وسافراً للسيادة العراقية وحياة المواطنين العراقيين وأمنهم باستهداف أحد المصايف السياحية في محافظة دهوك".

وأضاف في تغريدة على تويتر أن "العراق يحتفظ بحقه الكامل بالرد على هذه الاعتداءات، وسيقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية شعبه وتحميل الطرف المعتدي كل تبعات التصعيد المستمر".

بدوره، أكد رئيس الجمهورية، برهم صالح، أن القصف التركي يمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي وتكراره أمر غير مقبول.

وقال صالح في تغريدة له على "تويتر" الأربعاء إن القصف التركي الذي طال دهوك، وأسفر عن مقتل وإصابة "عدد من أبنائنا، مُدان ومُستنكر ويُمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي"، مضيفاً أن "تكراره غير مقبول بالمرة بعد دعوات سابقة لوقف مثل هذه الأعمال المنافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار".

إلى ذلك أعلنت الحكومة العراقية، الأربعاء، أنها ستستدعي القائم بأعمالها لدى أنقرة "لغرض المشاورة"، إثر اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني ترأسه رئيس الوزراء، أعقب القصف.

جملة من القرارات 

وأصدر المجلس الوزاري للأمن الوطني في العراق 8 قرارات عقب اجتماعه مساء الأربعاء رداً على القصف التركي، وترأس الجلسة، رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي.

اقرأ أيضاً: العراق.. يوم حداد وطني على ضحايا القصف التركي لمحافظة دهوك

وفي مستهل الاجتماع، دان المجلس بأشد العبارات "الاعتداء التركي الغاشم"، بحسب بيان لمكتب الكاظمي.

وأكد البيان أن هذا القصف "تجاهل الجانب التركي للمطالبات العراقية المستمرة بوقف الانتهاكات ضد سيادة العراق وأمن مواطنيه، واحترام مبدأ حسن الجوار".

وأضاف البيان أنه "بعد مناقشة مستفيضة لتداعيات الحادث الإجرامي"، اتخذ المجلس الوزاري للأمن الوطني جملة من القرارات:

أولاً، وجّه المجلس وزارة الخارجية بإعداد ملف متكامل بالاعتداءات التركية المتكررة على السيادة العراقية وأمن العراقيين، وتقديم شكوى عاجلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

ثانياً، توجيه وزارة الخارجية باستدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغه الإدانة.

ثالثاً، استقدام القائم بالأعمال العراقي من أنقرة لغرض المشاورة، وإيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا.

رابعاً، توجيه قيادة العمليات المشتركة بتقديم تقرير بشأن الحالة على الحدود العراقية التركية، واتخاذ كل الخطوات اللازمة للدفاع عن النفس.

خامساً، متابعة أحوال جرحى الاعتداء وعائلات القتلى وتعويضهم. نقل ضحايا الغارة على دهوك إلى مستشفيات المنطقة.

سادساً، التنسيق مع حكومة إقليم كردستان بشأن أخذ إجراءات حاسمة لمنع الانتهاكات.

سابعاً، مطالبة تركيا بتقديم اعتذار رسمي، وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية.

ثامناً، جدد المجلس رفضه أن تكون أرض العراق منطلقاً للاعتداء على أي دولة، وأن تكون ساحة لتصفية الحسابات، ورفضه بشدة تواجد أي تنظيم إرهابي أو جماعة مسلحة على أراضيه.

بعد هجوم دهوك، أقدم محتجون، الأربعاء، على إنزال العلم التركي من مبنى سفارة أنقرة في بغداد.

وقال مصدر أمني إن "عدداً من المحتجين قاموا بإنزال العلم التركي من أعلى بناية السفارة في الوزيرية"، وفق وسائل إعلام محلية.

نفي تركي 

نفت تركيا اتهامات بغداد لها، قائلة إن الهجوم يشكل "عملاً إرهابياً".

وأصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً الأربعاء، قالت فيه إن أنقرة حزينة لسقوط ضحايا في الهجوم. وأضافت أن تركيا تولي أقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو إلحاق أضرار بالمواقع التاريخية والثقافية في عملياتها لمكافحة الإرهاب ضد حزب العمال الكردستاني المحظور وغيره.

اقرأ أيضاً: العراق يستدعي السفير التركي.. ويوقف إجراءات إرسال سفير لأنقرة

كما أردفت أن "تركيا مستعدة لاتخاذ كل الخطوات لكشف الحقيقة"، لافتة إلى أن العمليات العسكرية التركية تتسق مع القوانين الدولية.

أوضحت: "ندعو الحكومة العراقية إلى الامتناع عن الإدلاء بتصريحات متأثرة بخطاب المنظمة الإرهابية ودعايتها والتعاون لكشف مرتكبي هذا العمل الوحشي".

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الخميس إن بلاده لم تنفذ أي هجمات تستهدف المدنيين في محافظة دهوك العراقية حيث أسفرت ضربة جوية عن مقتل ثمانية وإصابة 23 يوم الأربعاء، مضيفا أن السلطات العراقية يجب ألا تسقط في هذا "الفخ".

وقال جاويش أوغلو لقناة تي.آر.تي الإخبارية الحكومية إن العمليات العسكرية التركية في العراق تستهدف دائماً حزب العمال الكردستاني المحظور، مضيفاً أن الهجوم على دهوك نفذه إرهابيون.

إدانة دولية وعربية

إثر القصف، صدرت إدانات دولية وعربية واسعة دولية، وأكدت الدول دعمها الكامل لسيادة العراق.

نددت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الأربعاء، بالقصف، وقال نيد برايس المتحدث باسم الوزارة إن "قتل المدنيين أمر غير مقبول يتعين على جميع الدول احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما يشمل حماية المدنيين".

من جانبها، أكدت السفارة الكندية، اليوم الخميس، أهمية إجراء تحقيق شامل في حادث القصف التركي على شمال العراق، مشددة على ضرورة بذل أطراف النزاع قصارى جهدهم للتمييز بين المدنيين العزل والمقاتلين.

وقال السفير الكندي في العراق غريغوري جاليجان: "أود أن أنقل التعازيّ الى كل عوائل وأصدقاء قتلى وجرحى قصف اليوم في زاخو العراق".

وقدمت مصر، اليوم الخميس، التعازي بضحايا الهجوم التركي، وأعربت عن "إدانتها بأشد العبارات لهذا الاعتداء الآثم"، مشددة على "ضرورة احترام ثوابت ومقررات القانون الدولي ذات الصلة بحماية المدنيين".

كما أعربت إيران اليوم الخميس، عن إدانتها للقصف التركي، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، في بيان وأعرب عن "تعاطفه مع أسر الضحايا وحكومة وشعب العراق"، مؤكداً على "أهمية الاستقرار و أمن العراق".

ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أبو الغيط، تأكيده الرفض الكامل للاعتداء التركي على السيادة العراقية، الذي يمثل خرقاً صريحاً للقانون الدولي، وانتهاكاً سافراً لمبادئ حسن الجوار.

وأشار المتحدث إلى أن الجامعة العربية تساند العراق في رفض وإدانة الاعتداءات التركية، وأنها تدين أي تعد أو انتهاك لسيادة أي من الدول العربية، معتبرا أن على أنقرة إعادة حساباتها والحفاظ على مبدأ حسن الجوار في علاقاتها مع دول المنطقة، والامتناع عن الإقدام على تنفيذ عمليات عسكرية داخل أراضي الدول العربية تحت أي ذريعة.

بدوره، أدان البرلمان العربي الهجوم التركي وأكد، أن "هذا الاعتداء يمثل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية، وانتهاكاً سافراً لسيادة العراق و لمبادئ وقواعد حسن الجوار".

وشدد، على "تضامنه ودعمه الكامل لجمهورية العراق في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية مواطنيها وأراضيها والدفاع عن سيادتها"، مطالباً تركيا بـ"التوقف عن هذه الأعمال العدائية واحترام سيادة جمهورية العراق على كامل أراضيها والالتزام بمبدأ حسن الجوار".

وأعرب البرلمان العربي، عن "خالص التعازي لذوي الضحايا الأبرياء والتمنيات بالشفاء العاجل لكافة المُصابين".

وتشن تركيا بصورة معتادة ضربات جوية في شمال العراق وأرسلت قوات خاصة لدعم هجماتها في إطار حملة طويلة الأمد في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية. وتعتبر أنقرة الجماعتين منظمتين إرهابيتين.

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة التركية في عام 1984. ولقي أكثر من 40 ألف شخص مصرعهم في الصراع الذي كان في الماضي يتركز بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا.

ليفانت نيوز_ خاص

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!