-
روسيا تفتح باب التجنيد للسوريين نحو فنزويلا.. تعرّف على الأسباب!
ليفانت – سميح عبد الله – السويداء
لا أحد يعلم على وجه التحديد، من كان بيضة القبان في التواصل مع روسيا، لمنع سفر مئات من شباب السويداء للقتال في ليبيا، لكن العملية ما زالت مستمرة بسرية رغم كل الأحاديث عن توقيفها، ووسط أحاديث مؤكدة حول تغييرات في وجهة السفر والعقود، لتصل إلى "فنزويلا"، البلد الأول الذي استوطنه أهالي محافظة السويداء أيام "السفر برلك"، برواتب تصل لنحو خمسة آلاف دولار.
المعلومات الأكيدة التي حصل عليها “ليفانت” تشي بأن رحلة الموت هذه المرة شبه مؤكدة، والرواتب العالية التي اتفق عليها، ما هي سوى فخ كبير لا يمكن لأحد رفضه مع انعدام وسائل العيش، وفرص العمل والأمان، في بلد يتناهشه اللصوص والقوى العالمية الكبرى، خاصة بعد أن عادت الدفعات الأولى من ليبيا، وبحوزتها ما يقارب 8 مليون ليرة سورية في ثلاثة أشهر.
يقول الموظف “ف.ص” أنه قدّم اسمه، وسجله الزاخر بالمعارك، لأحد الوسطاء، حتى يكون من ضمن الدفعة الأولى المتوجهة إلى فنزويلا لحماية المنشآت النفطية كما قالوا له، وأنه سوف يحصل على 2500 دولار عن كل شهر يقضيه هناك، وهذا ما يعرفه فقط عن رحلته، ولا يهمه إن قالوا عنه مرتزق، أو مقاتل، أو عنصر، ولمن يتبع، خاصة وأن عمله الوظيفي وما يجنيه من عمل آخر في محل للبيع، لا يحققان له أي كرامة.
الشاب الذي تمرس بالقتال مع فصيل ما يسمى “الدفاع الوطني” في عدة محافظات، وأصيب أكثر من مرة بمعارك في ريف دمشق، يعتبرها جواز سفر نحو الخارج، قد تؤمن له حياة كريمة بعيدة عن التفكير بالجوع والمهانة أو حتى الموت.
لكن روسيا لا تبحث عن حماية للمنشآت النفطية كما تروّج لذلك، حيث أكد الناشط “شريف المقت” أن الموضوع يتعلق بالذهب، وبحروب على الحدود لا تعرف الرحمة، وتابع أن جيش “فنزويلا” قوامه مليونين مقاتل، وهو غير مشغول بأي قتال داخلي أو خارجي، ولديه القدرة على حماية المنشآت النفطية براتب لا يتجاوز مئات الدولارات، وليس بحاجة لدخلاء جدد لا عمل لهم وسط انهيار كامل للاقتصاد المحلي، وأزمة معيشية خانقة، تدفع الشباب للعمل برواتب شهرية لا تتعدى 3 دولار فقط هو كل راتبه بالعملة المحلية، وفي حال احتاجت للعمالة كما كانت تفعل سابقاً، فإنها تستعين بكولومبيا وكوبا لرخص الأيدي العاملة هناك، ولقرب البيئة واللغة والحدود، وهذا ينفي كل أمر متعلق بالنفط.
اقرأ المزيد حميميم.. قضية أبناء السويداء والحراك المجتمعي الفاعل
ويقول المغترب في فنزويلا “أحمد الصالح” أن عدداً كبيراً من أبناء محافظة السويداء تواصلوا معه لمعرفة الحقيقة، وقد انشغل لأيام كثيرة في البحث والسؤال حتى يحل هذا اللغز المستعصي على الفهم، فالناس هناك تموت جوعاً، وعلى استعداد للعمل بمائة دولار وأقل من ذلك. مؤكداً أن المنطقة التي حصرها مع المغتربين السوريين في فنزويلا، وهي منطقة نزاع خطيرة جداً، وفيها مناجم للذهب.
وعاد المقت لتفنيد قصة تجنيد الشباب السوريين في هذه الرحلة القاتلة بالقول: “العملية ليست صعبة على الروس، فاستغلال حاجة وفقر الشباب لأخذهم للعمل بالتنقيب عن الذهب، وتصوير الواقع السهل للمهمة يفتح أبواب مغارة علي بابا، لكن مخاطر هذا العمل كبيرة جداً خاصة أنها بأماكن نائية جداً، وبظروف مناخية مرهقة، وهي مناطق نزاع نفوذ بين فنزويلا وروسيا من جهة، وبين المافيا العالمية الكولومبية والفنزويلية من جهة أخرى، وبالتالي هي مناطق قتال عصابات شرسة، الهدف منها السيطرة على عروق الذهب”. ويؤكد أن الشباب السوري غريب اللغة والمنطقة ولا يعرف العدو تماماً، فلذلك سوف يكون مرتهناً تماماً للجهة التي تبنت سفره وعمله، وإذا مات هناك، لا يوجد من يطالب به أو يعرف ظروف موته.
اقرأ المزيد شباب السويداء وفخ الارتزاق الروسي
“جمال نصر” الذي استلم مهمة التجنيد الجديدة في المنطقة الجنوبية، لتجنيد الشباب لصالح روسيا، رفض بشكل قاطع التعليق على الموضوع لـ”ليفانت“، لكن مصدر مقرّب منه أفاد أن آلاف الشباب يحاولون حجز مكان لهم في المهمة الجديدة لصالح روسيا، وفي أي مكان يريدون، والأعداد تتصاعد بشكل يومي على الرغم من كل ما يقال عن تدخلات من الهيئة الروحية للطائفة التوحيدية الدرزية، لمنع التعاقد مع شباب السويداء.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!