-
رياض درار لليفانت: الاعتراف المتبادل بين النظام والإدارة الذاتية أساس التفاوض الحقيقي
قال رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، إن الاعتراف المتبادل (ما بين النظام والإدارة الذاتية) هو أساس البدء بتفاوض حقيقي، مشيراً إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" تستحق أن "تكون جزءً من قوات الحماية لنظام سوريا المستقبل، عبر إيجاد أسلوب إداري يجعلها تبقى في مناطقها وتدافع عنها، ضمن تسوية إدارية يتم الاتفاق عليها".
مؤكداً أن سوريا يمكن أن تكون مجموعة من الادارات الذاتية على أرضيّة مفهوم اللامركزية، وأن النظام اللامركزي هو النظام المنقذ لحالة التشرذم والتشتت والتقاتل في سوريا، والتخلص من حالة الاستبداد التي مرت بها سوريا خلال الخمسين عاماً الماضية.
اقرأ أيضاً: صحيفة تركية.. 35 ألف عسكري سيشاركون في العملية المرتقبة شمال سوريا
جاء ذلك خلال تصريح خاص لصحيفة ليفانت نيوز، حول المفاوضات التي يُتداول أن "الإدارة الذاتية" تعقدها مع النظام السوري برعاية روسية، لمنع غزو تركيا لمناطق شمال وشرق سوريا، قائلاً: "نحن بالفعل نسعى للوصول إلى تسوية سياسية تساهم في حل المسألة السورية والعودة بها إلى وضع أمن لجميع المواطنين في كل المناطق، وبالتالي نحن نعتمد أسلوب التفاوض".
الاعتراف المتبادل أساس التفاوض الحقيقي
وأردف درار: "هذا الأسلوب بدأناه منذ العام ٢٠١٨، وجرت عدة لقاءات مع ممثلي الحكومة السورية في دمشق، وفي القامشلي لأكثر من مرة طبعاً، وبكل الأحوال لم نصل إلى نتائج، وكنا دائماً نطالب بأن يكون هناك انفتاح حقيقي على الشعب وممثلي الشعب والاعتراف بوجود المعارضة السياسيّة ونحن منها".
متابعاً: "وبالتالي فإن الاعتراف المتبادل هو أساس البدء بتفاوض حقيقي يصل إلى نتائج ايجابية لصالح وحدة وأمان البلاد، ووقف الاقتتال والبدء بمسار سياسي جديد يؤمن مستقبل الأجيال السورية، بدلاً من هذه الفوضى العارمة التي جعلت سوريا دولة هشة لا قيمة لها بين الدول ويتلاعب بها الجميع".
اقرأ أيضاً: الصين تتهم تركيا بـاحتلال مناطق في شمال سوريا
واستطرد درار لليفانت نيوز: "عندما تحدثنا عن أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يمكن أن تكون جزء من الجيش السوري بعد التسوية، هذا الأمر ليس بجديد نحن بالفعل جزء من الشعب السوري بمكوناته العديدة، وقوات سوريا الديمقراطية قامت بالدور الذي يقم يه الجيش السوري عندما انسحب من المناطق أمام هجمة داعش وترك الأرض خالية من كل قوة تدافع عنها إلا ممثلي الشعب، الذين قاموا بدورهم ويستحقون أن يكونوا جزء من قوات الحماية لنظام سوريا المستقبل، هذه القوة يمكن أن نجد لها أسلوباً إدارياً يجعلها تبقى في مناطقها وتدافع عنها، ضمن تسوية إدارية يتم الاتفاق عليها".
وأشار درار بالنسبة لـ"طبيعة التفاوض، هي فعلاً مع حكومة دمشق والحكومة في دمشق لها رأس ولها موظفون ولها أعمال في مناطقها وقوة تدافع عن مشاريعها وجيش يقوم بمهامه القتالية والأمنية، وبالتالي هذه الحكومة نحن نفاوضها بحكم الوضع الذي وصلنا إليه بعد الانقسام الحاصل بين المناطق السورية".
مجموعة من الإدارات الذاتية
متابعاً: "ونحن أيضًا حققنا انجازاً من أجل الشكل السياسيّ والاداري لسوريا المستقبل، وهذا الأمر يتطلب مناقشة ومفاوضات للوصول إلى تسوية حقيقية، ونحن بالمناسبة حين نفاوض حكومة دمشق نفاوض عبر الاعتراف المتبادل، الذي يجب أن يتم حتى يكون هناك عوامل للثقة بأننا ذاهبون إلى تفاهمات، وهذا الأمر يتم أيضاً مع قوى المعارضة في جنيف، أو في أي مكان أخر سواء كانت في مفاوضات جنيف الأولى أو في هيئة التفاوض أو في اللجنة الدستورية".
واستكمل درار: "لا اعتقد أن الذين يلتقون بممثلي النظام لا يعرفون بأن هؤلاء يمثلون الحكومة السورية، ويمثلون كل التراتبية الموجودة فيها، وبالتالي بأن الاعتراف المتبادل بوجود حكومة ومعارضة هو أساس التفاهمات، لذلك على الجميع أن يتفهم بأننا لا نفاوض أشباحاً، وهم أيضاً يفاوضون قوى قادرة على حمل المسؤوليات، وعلى الوصول إلى قواعد مشتركة من أجل نصل بسوريا إلى بر الأمان".
اقرأ أيضاً: البنتاغون يلمح لإمكانية التصادم العسكري مع تركيا.. بشمال سوريا
ويلفت درار إلى شكل الحل المقترح فيقول: "بالنسبة للتسوية التي يمكن أن نصل إليها، أو المشروع الذي نحمله، فهو من خلال التجربة التي قامت عليها الإدارة الذاتية، بمعنى أن سوريا يمكن أن تكون مجموعة من الإدارات الذاتية على أرضيّة مفهوم اللامركزية، ومن خلال إشاعة مبادئ الديمقراطية".
اللامركزية خلاص من الاستبداد
مستدركاً: "عندها فقط نستطيع أن نتخلص من توغل الدولة المركزي في مفاصل حياة الشعب والحكم الإداريّ، ويمكن للمناطق أن ترسم سياساتها وتقسم إداراتها وتدافع عن حقوقها في التنمية، وبهذه الحالة يكون النظام اللامركزي هو النظام المنقذ لحالة التشرذم والتشتت والتقاتل في سوريا، والتخلص من حالة الاستبداد التي مرت بها سوريا خلال الخمسين عاماً الماضية، وبذلك يمكننا أن نصل إلى تأمين حقوق المكونات التي عاشت إقصاءً وإبعاداً وتهميشاً، لتصبح قادرة على إدارة مناطقها بفاعلية والحصول على حقوقها من ثروات البلد وإدارة نفسها بنفسها".
هذا وكان قد كشف عضو الهيئة الرئاسية المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا آلدار خليل، بداية نوفمبر الجاري، عن شروط التقارب بين النظام و"الإدارة الذاتية"، لاسيما في ظل التهديد التركي بغزو عسكري يكرر مأساة التهجير القسري لأكثر من مليون سوري من مناطق "عفرين ورأس العين وتل أبيض"، (غالبيتهم من المكون الكردي).
اقرأ أيضاً: واشنطن لا تظهر انزعاجاً من الطائرات الروسية شمال سوريا
واعتبر خليل أن فرضية التوغل التركي في الشريط الحدودي لا زالت قائمة، مرجعاً السبب إلى "عدم حسم الطرفين الأمريكي والروسي موقفهما من العملية التركية"، معتبراً أنهما قد لا يعارضان تماماً، وإنما يرفضان "التوغل لمسافات كبيرة أو الهجوم على مساحات كبيرة أو إدخال الجيش التركي بالكامل".
وبخصوص شروط الإدارة الذاتية للمصالحة مع النظام السوري، ذكر خليل خلال مقابلة على قناة "روسيا اليوم"، نطالب "بقبول مبدأ الحواء من قبل دمشق، ونطالب بأن تكون سوريا ديمقراطية لا مركزية، ونطالب بمبدأ يمكن جميع المناطق في سوريا بأن تدير نفسها بنفسها بشكل ديمقراطي اعتماداً على إراداتها وإدارتها الذاتية، للمجتمعات التي تقطن هذه المناطق والابتعاد عن الحالة المركزية".
إعداد: مكتب ليفانت في القامشلي
تحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!