-
شاعر سوري يكشف حقائق غزوة عائشة أم المؤمنين لقرى علوية وشيخ معراج أورال يهدده بالقضاء
تصف الجلسات الخاصة في مدينة اللاذقية هذه الأيام السرد الذي يكتبه شاعر سوري يدعى "طلال سليم" بالجريء ،ويتفاعل معه الشارع والمتابعون بشكل كبير، حيث ينشر الأخير بشكل متسلسل وقائع الهجوم الذي شنته قوات جهادية ـ بحسب وصفه ـ في 4 أغسطس/آب عام 2013 على 13 قرية يقطنها سكان من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي.
وكان "سليم" المتواجد في دمشق يوم الهجوم على قريته "بلوطة" قد فقد ثلاثة أشقاء ،ووالده ،وزوجته "عواطف معروف" وابنته "لجين" وأقرباء من العائلة ،حين قتلهم المهاجمون قبل أن يخطفوا اطفاله الثلاثة "وجد وجوى وحنين" مع 136 مدني من تلك القرى أغلبهم من النساء والأطفال، ليعتبر المتابعون سرده للأحداث وانتقاده لإعلام وحكومة النظام يحمل كمية كبيرة من المصداقية للمجريات بعد الخسائر التي مني بها شخصياً .
عمران الزعبي وعمار الأسد والتعتيم الإعلامي
ويؤكد "سليم " بأن عشرة فصائل هاجمت القرى تاركة خلفها كتابات تدل على انتمائها (لداعش وجبهة النصرة وجبهة تحرير الشام وصقور العز)، ويكمل روايته التي يتداولها أبناء اللاذقية ويطالعونها عبر صفحته الشخصية، بتواصل جرى بينه وبين أشخاص من القوات المهاجمة حيث ورده اتصال من سيدة قالت له: (نساء القرى بخير، وهي تداوي المصابات ومنهن ابنته حنين).
واتصالات أخرى وردته من المهاجمين قالوا له نحن ننتقم منكم بسبب النظام وبأن لكم كعلويون مزايا كثيرة أولها أنكم تقبضون بالدولار من بشار الأسد.
ويتابع "سليم" سرده ليتحدث عن لقاء أهالي المقتولين والمختطفين مع وزير الإعلام في حينها "عمران الزعبي" باللاذقية حيث قال له شخصياً والحديث لسليم: (لو كنا قططاً تعرضت لهذا الإعتداء لكان اهتمام وزارة الإعلام أكثر من ذلك، ولذكرت ما تعرضنا له لماذا هذا التعتيم الإعلامي؟) وكان رد الزعبي (لا أستطيع أن أبوح علناً بما أفكر به سراً)، ليخرج المدعو "عمار الأسد" وهو عضو مجلس شعب على بث راديو داعم للنظام ويقول بأنه لا وجود لقتلى وإن وجد لا يتجاوز عددهم أصابع اليد .
النظام : لن نضحي بقادة شيشان مقابل عائلاتكم
وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" حينها بأنها جمعت قائمة أسماء 190 شخص قد تم قتلهم بينهم 57 سيدة ومالايقل عن 18 طفل و14 رجل مسن، وأكدت المنظمة نفسها بأن هذه العدد قد قضى في اليوم الأول من الهجوم وهناك أخرون ما زالوا في عداد المفقودين منهم من تم دفنه بمدافن جماعية من قبل القوات المهاجمة التي تشير أدلة جمعتها المنظمة نفسها بأن القوات المهاجمة يوم 4 أغسطس آب عام 2013 تشكلت من قبل (أحرار الشام والدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وصقور العز) .
ولكشف ملابسات ما جرى والتي يتابعها جمهوري المعارضة والموالاة باهتمام كبير في اللاذقية يقول "سليم" عن محاولته والأهالي لقاء رئيس فرع الأمن العسكري ثلاث أيام متواصلة دون نتيجة ليرده اتصال من أحد المهاجمين يقول به بأنه يريد التحدث مع رئيس الفرع للتفاوض وطلب الإفراج عن 3 قادة شيشان وكان الجواب من الفرع بأن رئيسه غير موجود، والرد المؤلم من مساعد بالفرع كان حسب "سليم" هل تقبلون على أنفسكم هذه المهزلة أن نضحي بثلاثة قادة شيشانيون مقابل أطفالكم ونساءكم ..!!!
خبز ولحم ووحدة مفتي اللاذقية الوطنية
وتابع سليم: "جميع المسؤولين كانوا يطالبوننا بالصمت بالوقت الذي كنت أرى صور الضحايا على صفحات القوات المهاجمة ومنهم أشقائي، لينصحنا أحد قادة المهاجمين باتصال أن نذهب إلى مفتي اللاذقية الشيخ زكريا سلواية الذي وعد بأنه سيتواصل مع القوات المهاجمة، وبعد زيارات متكررة قال المفتي سلواية بأنه تواصل معهم وقال لقادة غزوة عائشة أم المؤمنين، بأنه في حال الإساءة لأي امرأة سيفتح أهالي القرى أبواب الجحيم على كل نساء اللاذقية" وذكر سليم ما قاله له المفتي سلواية حرفياً، لقد قلت لهم والحديث لسلواية: "تقتلون منهم سيقتلون منا تذبحون سيذبحون تغتصبون سيغتصبون وهكذا لن تجنوا شيئاً يذكر، الأفضل أن تعيدوا المخطوفات" ،وليتابع سليم بأن سلواية كان يتحدث عن الوحدة الوطنية وكره الطائفية، وأن العلوية والسنة أخوة في الإنسانية، وبأنه كبر دون أن يعلم بأن جدته علوية دون أن ينسى خلال الحديث أن يطلب من سائقه شراء الخبز وكيلو من اللحم وإيصال الأغراض لمنزله.
ناشطون سيكشفون الحقائق
وأكد عدة ناشطين معارضين من مدينة اللاذقية لصحيفة ليفانت بأن الكثير من الوثائق والأسرار والمعلومات التي تم توثيقها عن ذلك الهجوم سيتم نشرها وإرسالها لوسائل إعلام في حال تعرض الأمن السوري للمدعو "طلال سليم" الذي يكشف تباعاً رحلته مع تبعات ذلك الهجوم الذي يصفه بأنه كان: (صفقة تمت ب 120 مليون ليرة سورية بحسب تسريبات انتشرت عقب الهجوم دون أن يذكر أطراف الصفقة) ، ليسائل سليم نفسه حول ما جرى: "لماذا لم يسلّح الدفاع الوطني تلك القرى بالسلاح..!! حيث تم توزيع 45 بندقية فقط على عشرات القرى بذخيرة لا تتجاوز التسعون طلقة للبندقية الواحدة ،ولماذا لم يأخذ النظام تحذيرات المدعو وائل الأطرش الهارب من القوى المهاجمة والذي تحدث عن خططهم باقتحام القرى في ليلة القدر؟، وحذّر حينها الأطرش بأن سعيد طريبوش أحد قادة الهجوم أقسم على شرب المتة في مدينة الحفة لكن لم يؤخذ كلام الأطرش على محمل الجد.
ويعود سليم لينشر بسرده على صفحته الشخصية متحدياً الطوق الأمني المفروض من قبل النظام على أي تسريب يخص ما جرى في ذلك الهجوم، ومؤكداً إلى وجود صفقة ما (هناك في جبل فوق قريتي والذي لا يبعد عن قريتي أكثر من 200 متر كخط نظر كتيبة عسكرية فيها حوالي مئة عسكري، تم تخديرهم ـ قبل الهجوم ليلاً ـ وتم قتل أكثر من 35 جندياً واستولى على تلك النقطة المسلحين، وتم تفريغ تلك النقطة مع خمس دبابات وسحبها باتجاه سلمى)، تاركاً بهذا الشرح الكثير من إشارات الإستفهام حول حصول صفقة بالفعل تم من خلالها تسليم القرى دون مقاومة تذكر، وفسرتها منذ ذلك الوقت أغلب الأصوات العلوية المعارضة بأن خطة النظام كانت تهدف لترك الشارع أمام خيارات محدودة النظام أو معارضته المسلحة.
وخلال رواية الشاعر السوري ذكر بأنه قصد مع الأهالي مكتب الشيخ غزال غزال وهو من عائلة تعتبر نفسها تحمل أرث التمثيل الديني للطائفة العلوية في المنطقة، خاصة مع وجود شخصيات معروفة أبرزهم العلامة وهيب غزال، وابنه غزال وهيب غزال، الذي كُلّف في وقت سابق كمفتي للسادة الجعفرية في مدينة اللاذقية، كذلك شقيقه بدر وهيب غزال الذي عُيّن كمفتي للسادة الجعفرية عام 2013 قبل أن تقوم الفصائل التي هاجمت قرى شمال اللاذقية باختطافه من قريته "الملا" في 5 أغسطس/ آب 2013، ومن ثم أعلنت جبهة النصرة في بيان حمل رقم 375 القيام بتصفية الشيخ بدر، وظهرت العديد من الصور تُظهر الشيخ مقتولاً.
شيخ معراج أورال والتهديد بالقضاء
وبالعودة إلى لقاء سليم والشيخ غزال غزال حيث أكد "غزال" للأهالي و لـ"طلال سليم" بأنه سوف يقوم باتصالات تهدف للإفراج عن المختطفين، وطلب عدم عرض الموضوع على أي شيخ أخر من عائلته وحصر الموضوع به وإلا سيتوقف عن لعب أي دور في القضية.
ولم يمر ذكر آل غزال مرور الكرام في سردية سليم، حيث استفز الأمر فرد من العائلة وهو المدعو موفق غزال أو شيخ المقاومة كما يحب أن يسمي نفسه حيث يعتبر كُثر الأخير بأنه قد دنس قدسية عائلة غزال بتورطه بالعمل المسلح، ضمن ما يسمى المقاومة السورية في لواء اسكندرون وهو فصيل مدعوم من قبل النظام السوري يقوده المدعو علي كيالي المشهور بلقب "معراج أورال"، والمتهم الأول بتصفية طائفية بمجزرة قرية البيضا ـ التي يقطنها سكان من الطائفة السنية ـ التابعة لمدينة بانياس، في الثاني والثالث من شهر مايو عام 2013 التي راح ضحيتها 250 شخص ما بين رجال ونساء وأطفال بحسب تقرير "هيومن رايتس ووتش".
وجاء الرد فيسبوكياً من غزال وعبر عدة أشخاص بأن سليم يكذب بروايته للأحداث وبأنه هو من أخبر القصر الجمهوري بأن هناك مختطفين، وبأن ضباط من القصر أخبروه بأنهم لم يكونوا يعلمون شيء عن الأمر..!! وتفاخر غزال بأن القيادة السورية العسكرية التابعة للنظام تشهد حضوره بعد أقل من ساعة على الهجوم على رأس قوة من مئتي وخمسين مقاتل من كوادر المقاومة السورية، أرسل منهم مئة وخمسين إلى قرى "اوبين وأبو مكة" ، ومئة لقرية "تلا" لوقف زحف المهاجمين، ومشاركته مع قوات "سهيل الحسن ـ النمر" لتحرير الجبل.
وتابع غزال: " لقد استعرضت وثائق وصور في بيروت أمام سبع عشر وفداً غربياً حول الهجوم على نفقتي الخاصة وماذا فعل طلال سليم إلا البكاء على الأطلال" .
وقال شيخ معراج أورال: "أنا الشيخ موفق غزال سليل العلم والمجد والكرامة، وتابع بأن ضباط القصر الجمهوري حسام سكر وسالم العلي يشهدون بدوري بالدفاع عن المخطوفين وكذلك مفتي الجمهورية أحمد بدر الدين حسون ووزير المصالحة علي حيدر ورؤساء الأفرع الأمنية ومحافظ اللاذقية وكذلك الدكتور عماد خميس"، وبالنهاية اتهم "سليم" بالكذب وهدده غزال بسحب الافتراءات بما يخص قضية الهجوم والمختطفين والتطاول على شخصيات وطنية خلال سبعة أيام وإلا سيلاحقه قضائياً.
نظام المراوغة والدم
بعد ست سنوات من "غزوة أم المؤمنين عائشة" التي استثمرها النظام وسهّل لها كما يشير سير الأحداث، فكمم الأفواه التي أرادت التحدث بها أو المطالبة بالمختطفين خرج المختطفون بثلاث دفعات أولها في 7 أيار/ مايو 2014 ، والأخيرة عام 2017 بعملية تبادل تحت ضغط كبير من الشارع العلوي ومطالبات واعتصامات متكررة، ومقارنة الأهالي أوضاع عائلاتهم بأحد عشر شيعي تم خطفهم في سوريا في 22 أيار/ مايو 2012 من قبل فصيل مسلح تحت اسم "ثوار سوريا ـ ريف حلب"، فأقام "حزب الله" الدنيا من أجلهم ولم يقعدها حتى تم الإفراج عنهم، وفي عملية تبادل تم الإفراج عن 54 امرأة مع عدد من الأطفال مقابل إفراج النظام عن 55 امرأة من المعارضة، ذلك التبادل تحول إلى استعراض إعلامي مكثّف فغطاها إعلام النظام بشكل واسع عكس تعتيمه السابق، فظهر رأس النظام بشار الأسد كمنقذ وبطل مع نساء وفتيات مفرج عنهن ومتشحات برداء ديني أسود في رسالة تحمل من الخبث ما يجعل الأسد خياراً أقل سوءاً من طرف صراع مسلح بالرصاص وبإيديولوجيا، لم يعتدها أبناء الجبال الذين دفعوا ثمن وجودهم في موقع جغرافي أراد النظام استثماره واستخدامه ورقة ضغط على الشارع العلوي وإقناعه بأنه الحامي والمنقذ، كتلك الورقة التي رماها في قريبة البيضا بمجزرة بانياس ليرعب بها من يفكر بمعارضته وفي سبيل ذلك يستخدم المراوغة حيناً والدم حيناً أخر.
شاعر سوري يكشف حقائق غزوة عائشة أم المؤمنين لقرى علوية وشيخ معراج أورال يهدده بالقضاء شاعر سوري يكشف حقائق غزوة عائشة أم المؤمنين لقرى علوية وشيخ معراج أورال يهدده بالقضاء
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!