-
طلحت حمدي.. فنان سلك كل الطرق نحو النجومية
-
سخر أعماله لمحاربة الفساد في بلد غارق بالمحسوبية وتمجيد السلطة
في حوار له مع مجلة دار الخليج قال "التمثيل والكتابة هما الأقرب لي لأن التمثيل هي مهنتي الرئيسة والقلم هو الصديق الوحيد لي في العزلة التي اخترتها لنفسي طالما أن الأفكار موجودة".
يعتبر من الأصلاء في مسلسلات البيئة الشامية والدراما الاجتماعية، طرق أبواب التمثيل التلفزيوني من جميع أبوابه، فمن التمثيل للإخراج فالكتابة والإنتاج.
كان الفنان الراحل طلحت حمدي كاكا، أحد الذين نهضوا بالدراما السورية كغيره من أبناء جيله الذين نقلوا تجربة المسرح إلى التلفزيون، وفي آذار/ مارس عام 1968 انضم حمدي إلى نقابة الفنانين السوريين، وعمل في التلفزيون لفترة طويلة، وانضوى منذ مطلع شبابه في أجواء العمل المسرحي الخاص، الذي ازدهر في دمشق والمحافظات السورية عبر الفرق والأندية الأهلية ما بين ثلاثينيات القرن العشرين ونهاية الخمسينيات، حين تم تأسيس الفرق المسرحية الرسمية كالمسرح القومي والمسرح العسكري وغيرهما.
اقرأ المزيد: الاعتقال في الدراما السورية للموسم 2022
أولى مشاركاته كانت في فرقة "النادي الشرقي" التي أسسها نهاد قلعي عام 1958 وقدمت مسرحيتها الشهيرة "ثمن الحرية" في دمشق والقاهرة زمن الوحدة.
الشهرة من التلفزيون
لمع نجم الفنان السوري طلحت حمدي، من خلال شاشة التلفزيون السوري في سبعينيات القرن الماضي، فقد كانت باكورة أعماله "طبيب القرية" مع المخرج غسان جبري عام 1970 و"دولاب" مع ذات المخرج عام 1971، قبل أن يسطع نجمه في مسلسلات المخرج علاء الدين كوكش الذي اتخذه بطلاً للعديد من مسلسلاته في السبعينيات والثمانينيات، منها "ساري" عام 1977 و"التغريبة الهلالية" عام 1978 و"الاختيار" عام 1978 و"وضاح اليمن" عام 1980 و"تجارب عائلية" عام 1981، وفي أثناء ذلك كان لطلحت حمدي تجارب مسرحية أبرزها "مسرح القهوة" و"المسرح الطليعي" في السبعينيات مع الكاتب أحمد قبلاوي، كما شارك الممثل محمود جبر بعض مسرحياته تمثيلاً أو إخراجاً.
نشأته وأعماله
ولد الفنان السوري طلحت حمدي في بلدة الزبداني في 3 سبتمبر 1941، قبل أن ينتقل للعيش في حي ركن الدين ذات الغالبية الكردية التي ينتمي لها ولسوريته، تزوج من الممثلة الراحلة سلوى سعيد، التي توفيت عام 2000.
وكانت زواجه الثاني من السيدة إيمان هاشم، ولديه أربعة أبناء، هافال، هيفين، أحمد، هيف.
وسلك ابنه هافال طريق والده من خلال دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وامتهانه التمثيل، كان آخر أعماله وأبرزها، مسلسل الكندوش، وشاري الهم.
سيرة الفنان الراحل طلحت حمدي لا تشير إلى تفوقه في عالم الإخراج والكتابة الروائية، إلا أنه أبدع في أعماله الدرامية، وذلك من خلال أعماله الشيقة سواء في مسلسل "حمام القيشاني" بأجزائه الخمسة، والذي بدأ التلفزيون السوري بإنتاجه منذ عام 1994 عن نص لدياب عيد وإخراج هاني الروماني أو مسلسلات البيئة الشامية، كما في الجزء الثاني من "بيت جدي" أو "الشام العدية".
ومن أعماله أيضاً "تجارب عائلية" عام 1981 و"نساء بلا أجنحة" عام 1987 و و"دائرة النار" عام 1988 و"غضب الصحراء" عام 1989 و"خلف الجدران" عام 1995 و"جواد الليل" و"نساء صغيرات" عام 1999 و"حارة الجوري" و"اللوحة السوداء" عام 2001 و"أنشودة المطر" عام 2003" و"حكايا وخفايا" و"قرن الماعز" و"نزار قباني" عام 2005 و"ابن قزمان" و"صراع على الرمال" عام 2008 و"كليوباترا" و"أسعد الوراق" و"أنا القدس" عام 2010 و"الحسن والحسين" و"كشف الأقنعة" عام 2011 و"زمن البرغوت" و"الشبيهة" و"الانفجار" عام 2012.
أما على صعيد السينما، فقد برز في أفلام عديدة منها "واحد + واحد" عام 1971 و"الدولاب" عام 1972 و"الحب الحرام" عام 1976 و"أحلام المدينة" عام 1984 و"غير مخصص للبيع" عام 2001 و"حكاية أم" عام 2003 و"القربان" و"حسيبة" عام 2008.
الإنتاج ومزاحمة الكبار
الطفرة التي شهدتها الدراما السوريّة في منتصف التسعينيات ونهاية العقد الأول من الألفية الثانية، رافقها أجور كبيرة ومعدات للحفاظ على هذه الطفرة، لذا كان يحتاج قطاع الإنتاج لرؤوس أموال يمكنهم من دخول السوق بقوة. لهذا السبب لم تدم تجربة الراحل طلحت حمدي طويلاً في هذا المجال. حيث اقتصرت على مسلسل "طرابيش" الذي طرح فيه قضية محاربة الفساد، ومسلسل "المكافأة" طرح من خلاله قضايا لنصرة المعلم، ثارت ضده نقابة المعلمين، ورُفعت دعوى ضده، لكنه لم يتمكن من منافسة الشركات الكبيرة صاحبة رؤوس الأموال الضخمة.
وخلال لقاء صحفي عبر حمدي عن رأيه في هذا المجال، قائلاً: "في الإنتاج سبق لي أن قدمت أكثر من عمل قبل مجيء شركات الإنتاج بأموالها الضخمة التي سحقت كل ما سبقها من شركات ذات رؤوس أموال عادية كالتي كنت أملكها".
وأما عن تجربته في الإخراج، قال "وصلت إلى مرحلة وجدت فيها أن المخرجين زاد عددهم أضعاف مضاعفة ففضلت التريث والترقب ودراسة الواقع للوصول إلى نتيجة تفيد بأنه علي الابتعاد عن الكاميرا كمخرج".
اقرأ أيضاً: الدراما الاجتماعيّة.. ضعف الحضور الطبقي والاجتماعي
وبناء على ما ذكر، يمكن تصنيف الراحل طلحت حمدي، بالفنان الشامل، إذ طرق كل أبواب الفن في سوريا وعايش أجيال من زمن الأبيض والأسود، وصولاً إلى الانتعاش الذي مرّ على الفن السوري، خلال الفترة التي سبقت الثورة التي اجتاحت البلاد في آذار/ مارس 2011.
ومع كل المنغصات التي شهدتها سوريا خلال العقد المنصرم، إلا أن طلحت حمدي لم يغادر معشوقته دمشق، لكن النوبة القلبية التي أصابته بعد وصوله بساعات إلى عمان لتصوير أحد الأعمال الفنية، غيبته إلى الأبد عن عالمنا لتبقى ذكراه حاضرة في ذهن كل سوري أحب أدواره التي اختارها لمحاربة الفساد في زمن طغت فيه السيئات على كل شيء جميل.
وبعد إعلان وفاته في 4 كانون الأول/ ديسمبر 2012 عن عمر ناهز الـ71 عاماً، أعادت أسرته جثمانه إلى دمشق ليدفن فيها، كما عاش حياته كلها بين حارتها وجدران بيوتها.
ليفانت – خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!