-
على خط تبادل الرسائل مع حماس .. لقاء حسون - هبّاش في محاولة لرأب الصدع
دعا مفتي النظام السوري أحمد بدر الدين حسون حركة حماس إلى "الانضواء تحت الراية الوطنية الفلسطينية ونبذ الفرقة والاختلاف من أجل حماية الحقوق الوطنية". كما أثنى على "موقف القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في رفض كل المحاولات الرامية إلى تكريس الاحتلال".
وجاءت التصريحات خلال لقاء حسون مع قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود هباش، يوم أمس الأحد، في العاصمة السورية دمشق، والذي قد يندرج ضمن فتح قنوات لنقل الرسائل لحماس بشكل شبه مباشر رغم وجود وسيط كحزب الله و إيران.
حماس التي تلقت ضربة موجعة بعد إغلاق أنفاق رفح و سقوط نظام الإخوان في مصر والتضييق على قياداتها، أُرغمت على العودة لتشبيك علاقاتها مجدداً مع حلفاء تقليديين كانت قد ابتعدت عنهم ونقصد هنا النظام السوري،, و حزب الله، بينما بقيت القنوات مفتوحة مع إيران ولكن باردة نسبياً.
وجاء هذا لقاء الحسون/هباش بعد زيارة لوفد حماس إلى طهران الأسبوع الماضي استكمالاً للمشهد العام، ما ينبئ بعودة العلاقات مع حركة حماس والنظام في المستقبل المنظور، ولاسيما بعد وساطات من حزب الله بدأت من منذ سنتين، بعد تواصل صالح الاروري نائب رئيس الحركة والمقيم في لبنان مع الحزب لأجل الوساطة الذي دخل على خط الصلح إلا أن النظام رفض.
ويمكن قراءة الإشادة المبكّرة منذ عام 2014 لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالرئيس الأسد أثناء لقائه مع مساعد وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان الذي جرى بالدوحة في سياق توطئة لرأب الصدع وتصحيح الخطأ، وقوله صراحة "إن حماس لا يمكن أن تنسى دعم الرئيس الأسد وشعبه للمقاومة والقضية الفلسطينية".
و كرّر حسون الخطاب المعتاد للنظام السوري "فلا صوت يعلو صوت المعركة" والقضية المحورية لسوريا تبقى فلسطين وقال " إن استهداف (سوريا) جاء لثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية الثابتة. والقضايا الثانوية التي تمر بها المنطقة لا يمكن أن تحل محل قضية القدس وفلسطين التي تسكن في وجدان كل عربي ومسلم".
من جانبه، أكد الهباش "عمق العلاقة المتميزة بين الشعبين الفلسطيني والسوري على مدى سنوات التاريخ"، مشدداً على "حرص القيادة الفلسطينية على أمن واستقرار ووحدة أراضي سوريا، و أكد رفض السلطة الفلسطينية صفقة القرن.
وكان موقع "ألمونيتور" الإلكتروني البريطاني قد نقل عن مسؤول إيراني، في وقت سابق، أن طهران تتوسط بين نظام الأسد وحركة حماس، منذ مطلع عام 2017، مشيراً إلى أن عديداً من الاجتماعات جمعت قادة إيران وحماس، لتحقيق ذلك الهدف، بحسب قوله.
الآن ومع تثبيت الدعم الإيراني للحركة من خلال مشهد الزيارة الأخير، تبدو أن الأمور ستذهب باتجاه إعادة ضخ الدماء نحو وفاق بين الحركة والنظام بضغط إيراني.
فيما تُقرأ الفترة التي امتدت فيها المساعي منذ سنتين حتى الآن و دخول وساطة الحزب الذي يشكل مقبولية بين جمهور النظام و دخول إيران على الخط خطوة ضرورية لكسر الجليد عند حاضنة النظام بالدرجة الأولى لجهة خيار سياسي يعيد العلاقات مع الحركة، وهو ما سيشكل حالة صدمة وارباك لجمهور النظام بسبب مواقف حركة حماس ضد النظام وتورطها في الأعمال القتالية في سوريا فيما لو حدث فجأة. بينما يرى مراقبون أن خيارات النظام السياسية لا تلحظ بشكل جدي رأي حاضنته طالما أن لديه الثقة ببقاءه وبدعم حلفاءه.
وفي المقلب، الآخر خرجت تصريحات، قيادية حمساوية تنفي أي نية بعودة العلاقات مع النظام السوري، فقد أكد القيادي في حركة حماس في الضفة الغربية، نايف الرجوب لموقع الخليج أون لاين الشهر الماضي، أن علاقات الحركة مع النظام السوري لن تعود إلى ما كانت عليه في الماضي، نافيا تقارير تناقلتها وسائل إعلام عربية ودولية بإعادة حماس فتح ملف علاقاتها مع نظام بشار الأسد.
موقع "ديبكا" الإلكتروني الاسرائيلي ، اعتبر أن السبب الحقيقي وراء زيارة وفد حركة حماس لإيران، بقيادة صالح العاروري، هو طلب الحركة تزويدهم بمنصات إطلاق الصواريخ من طراز BM-21 Grad، بينما يرجح مراقبون أن ملف إعادة العلاقات سياسياً ولوجستياً بين سوريا النظام وحماس كان مطروحًا في اللقاءات.
من غير المستبعد أن تعود العلاقات بين حماس والنظام السوري للتحسن ضمن عدة شروط كممارسة نشاطها السياسي دون العسكري، وذلك على خلفية عودة العلاقات من جديد بين حماس وإيران التي شهدت نوعاً من الفتور، منذ أواخر 2011. وتأكيد مسؤولين في حماس في 2017، إن العلاقات مع إيران عادت إلى سابق عهدها.
جدير بالذكر، أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، تبنى موقف الدولة السورية وحلفائها من المعارضة والمجموعات المسلحة في سوريا، في حوار له مع وكالة “سبوتنيك” الروسية أواخر شهر أيار الفائت.
على خط تبادل الرسائل مع حماس .. لقاء حسون - هبّاش في محاولة لرأب الصدع
على خط تبادل الرسائل مع حماس .. لقاء حسون - هبّاش في محاولة لرأب الصدع
سلام عمران
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!