الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
قضية أسدي.. زجاج لا يعاد له سبك
نظام مير محمدي

منذ افتضاح أمر المخطط الإرهابي المشبوه الذي کان يقوده الدبلوماسي الإرهابي، أسد الله أسدي، السکرتير الثالث السابق في السفارة الإيرانية في النمسا، ولذلك من أجل تفجير التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2018، لا يکلّ القادة والمسٶولون في النظام الإيراني ولا يملون من بذل المساعي الحثيثة من أجل استعادة أسدي الذي وبعد إدانته يقضي حکماً بالسجن 20 عاماً، الى طهران، لکن الذي يحرج النظام الإيراني ويضعه في موقف لا يحسد عليه هو أن هذه المساعي تصطدم بمساعٍ مضادة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والتي وعن طريق طرح المبررات والمسوغات القانونية والاعتبارية تسعى للطعن بهذه المساعي وإحباطها.

قضية أسدي بعد افتضاحها واعتقاله مع المجموعة التي کان يقودها، فإنها وبعد الضجة والانعکاسات الواسعة التي أحدثتها، وخصوصاً بعد محاکمة أسدي ومجموعته وإدانتهم، صارت أکبر بحيث جعلت ممارسة النظام للإرهاب تحت الأضواء وهي تهمة طالما أکد قادة النظام الإيراني على نفيها والزعم بأن النظام الإيراني هو ضحية للإرهاب، وحتى يمکن القول بأن اعتقال أسدي وإدانته قد أصبح بحد ذاته تاريخاً بخصوص علاقة النظام الإيراني بالإرهاب، ولکن لا يبدو أن النظام الإيراني ما يزال يصرّ على رفض الحقائق والسعي من أجل حجب شعاع الشمس بغربال، وبهذا الصدد فقد كشف مساعد مدير حقوق الإنسان والشؤون الدولية بوزارة العدل الإيرانية، عسكر جلاليان، خلال مقابلة مع وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية، عن أمله في عودة أسدي المدان بالإرهاب ومحاولة تفجير مقر المعارضة في باريس، إلى إيران قريباً بناء على اتفاقية تسليم المجرمين المعقودة مع بلجيكا.

استمرار النظام الإيراني في مساعيه من أجل استرداد أسدي، وإصراره على ذلك يدل ويثبت مدى أهمية هذه القضية بالنسبة له ومدى تأثره بها، ولأنها کانت واحدة من الفضائح الکبرى غير المسبوقة للنظام على الصعيد الدولي، فإنه يريد لملتها بأية طريقة کانت عن طريق إعادة رمز الفضيحة أسدي الى إيران، معتقداً بأن مجرد إعادة أسدي لإيران ستجعل هذه القضية طي النسيان ويتم إسدال الستار عليها، متناسياً بأن الفضائح غير العادية التي تحدث للأنظمة الدکتاتورية من المستحيل التغطية عليها ولملمتها لأنها وببساطة تخرج عن دائرة سيطرة هذه الأنظمة.

أکثر ما يفضح النظام الإيراني ويضعه في دائرة الاتهام، هو أن عملية أسدي کانت تستهدف اجتماعاً سنوياً للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2018، وقد قدر عدد الحضور فيه بـ100 ألف، إلى جانب المئات من الشخصيات السياسية الدولية، وهو کان يهدف إلى جانب ما کان سينجم عنه من مجزرة الى التشکيك في المقاومة الإيرانية وجعلها في دائرة المسائلة، ولکن جرت الرياح بما لا تشتهي سفن النظام وعادت البضاعة الرديئة إلى أهلها.

ليفانت - نظام مير محمدي

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!