-
لبنان مهدد بالعطش.. ملايين اللبنانيين في مواجهة انقطاع إمدادات المياه
تقرير إخباري _ ليفانت
لا يواجه اللبنانيون فقط أزمةً اقتصاديةً ووضعاً معيشياً كارثياً وحكومة عتيدة في لبنان تأبى الولادة بسبب الكباش السياسي، بل وصلنا في هذه الأيام من شهر آب "اللهاب" مع انقطاع شبه دائم في الكهرباء الوطنية ونقص المحروقات إلى أزمةٍ فعليةٍ متعلقةٍ بنقص إمدادات المياه وخصوصاً مياه الشرب، نقصٌ حاد سيطال 4 مليون لبناني كما حذّرت منظمات دولية.
إنّ الوصول إلى مياه نظيفةٍ للشرب أصبح يعتبر أمراً مكلفاً للأسر الفقيرة في لبنان أو مصروفاً يفترض أن لا يندرج في قائمة المصروفات للعائلة محدودة الدخل في بلد متعثر اقتصادياً كلبنان. الأزمة الاقتصادية تتسارع وهناك نقص في التمويل وإمدادات الكلور ولوازم الصيانة للمحطات العامة فضلاً عن الانهيار الموازي لشبكة الكهرباء وارتفاع تكاليف الوقود، بينما ترجيحات منظمة اليونيسف منذ 23 تموز الماضي أن معظم ضخ المياه سيتوقف تدريجياً في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة، أي منذ ذلك الوقت حتى الآن أصبحنا على بعد أيام من بداية أزمة خانقة.
يقول يوكي موكو (Yukie Mokuo)، ممثل منظمة اليونيسف في لبنان: "إن فقدان الوصول إلى إمدادات المياه العامة قد يجبر الأسر على اتخاذ قرارات صعبة للغاية فيما يتعلق باحتياجاتهم الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة. تقدّر اليونيسف أن تكاليف المياه يمكن أن ترتفع بنسبة 200% شهرياً عند تأمين المياه من موردي المياه في القطاع الخاص". بالنسبة للكثير من الأسر المعيشية الضعيفة للغاية في لبنان، ستكون هذه التكلفة باهظة للغاية - حيث إنها تمثل 263 % من متوسط الدخل الشهري.
لقد أظهر مسح أجرته اليونيسف في إبريل/ نيسان الماضي أن أسرة واحدة على الأقل من كل خمس أسر في لبنان تفتقر إلى ما يكفي من مياه الشرب.
إلى ذلك، حذّرت منظمة اليونيسف أن أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء لبنان معظمهم من الأطفال والأسر محدودي الدخل من احتمال حدوث نقص حاد في المياه أو انقطاع تام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة.
في الشهر الماضي، حذرت المنظمة من أن أكثر من 71 % من سكان لبنان قد تنفد المياه لديهم هذا الصيف. منذ ذلك الحين، استمر هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضت الخدمات الحيوية بما في ذلك المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والرعاية الصحية لضغوط هائلة. "اليونيسف"
كانت المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية محرومة من المياه الصالحة للشرب بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر. وإذا أُجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للمياه، فسوف تتعرض الصحة العامة والنظافة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة في الأمراض المنقولة بالمياه، بالإضافة إلى زيادة حالات COVID-19.
وفق ما رصدته المنظمة في أحد تقاريرها، فإن ما يقرب من 1.7 مليون شخص يحصلون على 35 لتراً فقط في اليوم، بانخفاض يقارب 80 % مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 165 لتراً قبل عام 2020. في حين تضاعفت تكلفة المياه المعبأة. ويتسبب انقطاع التيار الكهربائي المتقطع في وضع أنظمة المياه تحت الضغط، مما يعيق معالجة المياه وضخها وتوزيعها. على المستوى الوطني.
اقرأ المزيد: الاتحاد الدولي للصحافيين.. تلقينا “مئات من طلبات المساعدة” من إعلاميين أفغان
ودعت اليونيسف إلى الاستعادة العاجلة لإمدادات الطاقة باعتبارها الحل الوحيد لاستمرار تشغيل خدمات المياه، والتشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح، أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الوصول إلى المياه وجميع الخدمات الأساسية.
تقول فاطمة 38 عاماً مواطنة لبنانية في لقاء مع كادر منظمة تابع لليونيسف، وهي أمّ لستة أطفال: "لم يستطع زوجي العثور على عمل، ونحن نفتقر إلى النقود لشراء حتى المياه. فماذا نفعل؟ وكيف نتصرف؟".
لاجئون سوريون.. المخيمات
يتشارك النازحون واللاجئون السوريون في لبنان مع أشقائهم اللبنانيين قسوة الظروف التي تمر بها البلاد، ويعاني أهل المخيمات من مصاعب تأمين المياه الخاصة بالغسيل والشرب في شروط لا تنطبق على مقاييس الصحة المثالية على الرغم من مساعدات تتلقاها مجتمعات المخيمات من منظمات دولية لكنها ليست كافية.
في تقرير خاص نشرته منظمة اليونيسف على موقعها، التقت بأمهات سوريات، تقول ريما محمود، وهي لاجئة سورية وأم لستة أطفال، أنها تمضي وقتها في مساعدة النساء في المخيم على التعامل مع الوضع السيء، وضمان عدم تعرضهنّ للخطر أو الإجهاد غير الضروريين. مجالان رئيسيان تحدثت عنهما ريما هما: "التوعية حول فيروس كوفيد-19 والنظافة العامة" وقالت "لا يمكننا معالجة أيّ من هذين الأمرين من دون توافر إمدادات مياه كافية". "يونيسف2"
في هذه الأيام لم يعد النازحين السوريين واللاجئين في مخيمات لبنان وحدهم من يحتاج المساعدة، بل دخل على خط الفقر كثير من الأسر اللبنانية التي أصبحت بدورها في وضعٍ جدّ بائس وبحاجة ماسة الى دعم إنساني. تقول المنظمة.
اقرأ المزيد: بعد مقتل جندي تركي.. قصف لأنقرة بعشرات القذاف على قرى تل تمر
ويعتبر الحصول المنتظم على المياه الصالحة للشرب في بعض مناطق لبنان أمر صعباً جدا، فمنطقة "البوبلي" في طرابلس هذا الحيّ القديم غير موصول بشبكة المياه العامة، وسكانه يعتمدون على الصهاريج لملء خزاناتهم وإنجاز أعمال التنظيف. هؤلاء السكان حصلوا في الفترة الأخيرة على خزانات مياه جديدة، رُكّزت على الأسطح لكنها تبقى فارغة. لا يستطيع السكان ولا البلدية تحمل كلفة تعبئة المياه في الخزانات.
مثل فاطمة، لا تملك جارتها المتقدمة في السنّ سعاد المال لشراء المياه. وتقول "نحن، اللبنانيين، عشنا أوقاتا صعبة ونلنا أكثر مما نستحق من الأزمات، ولم نعد قادرين على تحمل تكاليف الأشياء الأساسية مثل الغذاء والمياه".
تحتاج اليونيسف إلى 40 مليون دولار أمريكي سنويًا للحفاظ على تدفق المياه إلى أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد - من خلال تأمين الحد الأدنى من مستويات الوقود والكلور وقطع الغيار والصيانة اللازمة للحفاظ على تشغيل الأنظمة الحيوية - وحماية وصول وتشغيل الجمهور أنظمة المياه. تعمل اليونيسف عن كثب مع مزودي إمدادات المياه العامة للوصول إلى الأطفال والنساء الأكثر ضعفاً في لبنان. باستخدام البنية التحتية للمياه الموجودة أثناء جائحة COVID-19 ، دعمت اليونيسف توصيل المياه الصالحة للشرب إلى المجتمعات في جميع أنحاء البلاد.
تؤكّد اليونيسف على على السلطات في لبنان اتخاذ إجراءات سريعة، فنقص الإمدادات يعني أن المستشفيات والمدارس والمرافق العامة الأساسية من العمل لن تؤدي عملها كما يجب، وسيضطر أكثر من أربعة ملايين شخص إلى اللجوء إلى مصادر المياه غير الآمنة والمكلفة، مما يعرض صحة الأطفال ونظافتهم للخطر. سيحدث تأثير ضار فوري على الصحة العامة. وستتراجع النظافة، وسيشهد لبنان زيادة في الأمراض. ستواجه النساء والفتيات المراهقات تحديات خاصة فيما يتعلق بنظافتهن الشخصية وحمايتهن دون الوصول إلى الصرف الصحي الآمن ".
وائل سليمان
ليفانت نيوز _ اليونيسف
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!