الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مسؤول بالبرلمان المصري لـليفانت: أردوغان لن يرحل سلمياً.. وأنقرة عاصمة للإرهاب

مسؤول بالبرلمان المصري لـليفانت: أردوغان لن يرحل سلمياً.. وأنقرة عاصمة للإرهاب
أردوغان


تتوسّع دائرة منتقدي أنقرة بشكل مضطرد، بالتوازي مع انتهاجها سياسات توسعيّة في دول المنطقة، الأمر الذي يثير مخاوف تلك الدول، وتحوم الشبهات حول أنقرة في كل إشكاليّة داخليّة تقع، مع ارتباط الكثير من التنظيمات عقائدياً ومالياً بها. 


مصيبة على الداخل


سياسات خلقت جواً معادياً لأنقرة في مختلف دول المنطقة، كما لم يستثنِ منها الداخل التركي نفسه، الذي أضحى يشعر يوماً بعد يوم ما آلت إليه أحوال بلادهم، وهو ما أشار إليه أحمد داوود أوغلو، زعيم حزب المستقبل في تركيا، في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، عندما قال إنّ رئيس البلاد الحالي، رجب طيب أردوغان، وأسرته هم أكبر “مصيبة حلّت على شعبنا”، مضيفاً أنّ حرص أردوغان على البقاء في الحكم جعله لا يتردد في عقد التحالفات السياسية غير الطبيعية مبدئياً، كتحالفه مع حزب قومي وآخر يساري هما الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي، وحزب الوطن بقيادة دوغو برينجك، موضحاً أنّ أردوغان أقام تحالفاً حتى مع انقلابيي نهاية تسعينيات القرن الماضي.


اقرأ أيضاً: صهر أردوغان يولي أدباره.. وأستاذ في الاقتصاد لـليفانت: زمن الإصلاح ولّى


وحول ذلك، قال طارق الخولي، أمين سرّ لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، في تصريح خاص لـ”ليفانت نيوز”، إنّ “أردوغان لن يتوانى عن التحالف مع أيّ من التنظيمات الإرهابية، أو انقلابيي التسعينات”، مضيفاً: “هذا الرجل يبني أساس حكمه وتمدده باستخدام التنظيمات الإرهابية، وبالتالي فهو يستطيع أن يتحالف حتى مع الشيطان من أجل أن يحقق أهدافه المريضة”.



المعارضة التركية والانتخابات


فيما دفع تدهور الأوضاع الداخلية بـ”كمال كليجدار أوغلو”، رئيس حزب الشعب الجمهوري وزعيم المعارضة في تركيا، في العاشر من أكتوبر، إلى توجيهه الدعوة للحكومة بغية تنظيم انتخابات برلمانيّة ورئاسية مبكرة، بالقول: “خلاص هذا البلد هو الذهاب إلى الانتخابات في أسرع وقت ممكن، لمن أقول هذا؟ أقول للسيد بهجلي، إذا كنت تحب هذا البلد تعال صباح الغد وقل لأردوغان: أخي كفى كفى”.


دعوة لم يستجب لها حليف أردوغان، بهجلي، ولا الرئيس التركي، وهو ما كان متوقعاً بالنسبة لـ”الخولي” الذي قال لـليفانت: “في اعتقادي إنّ حكم أردوغان لن ينتهي بشكل سلس، ولن يسلم السلطة بشكل ديمقراطي، ولن يحتكم إلى انتخابات مبكرة، ولن يتوانى عن الاستمرار في ممارساته الديكتاتورية والاستبدادية التي عصفت بالقضاء وبالصحافة وبالبرلمان، وبكل المؤسسات التركية وبكل رأي مخالف”.


اقرأ أيضاً: مؤسسة مُعارضة تستفز السوريين بمُسابقة لـ(النفاق) حول قطر


متابعاً: “حكم أردوغان على وشك أن ينتهي، ولن ينتهي بشكل سلمي ولن ينتهي باحتكام للآليات الديمقراطية، لكنه لن يتمكن من أن يهرب من دفع ثمن باهظ لما ارتكبه من حماقات وجرائم، وفي اعتقادي إنّها جرائم ضد الإنسانية وسيدفع ثمنها في القريب العاجل”، مستطرداً: “نظام أردوغان على المحك، وعلى وشك أن ينهار، لأنّه تسبّب في عزلة دولية، ومتاعب اقتصادية كبرى للداخل التركي، وأعتقد أنّ الاتراك سيدفعون ثمناً كبيراً وباهظاً لإسقاط أردوغان، فقد سعى لتدعيم نظامه حكمه بالإرهابيين، وأنشأ المليشيات التي يستطيع من خلالها أن يقمع شعبه، وأن يواجه حتى مؤسساته النظامية بمليشيات إرهابية، وقد عصف بكل الآليات الديمقراطية التي يمكن أن يحتكم لها الشعب، وهو الآن يدير البلاد بشكل ديكتاتوري مستبد وواضح للجميع”.


ادّعاءات الوصاية على المسلمين


وفي الوقت الذي يدّعي فيه الرئيس التركي دفاعه عن المسلمين في العالم، بجانب تحريضه على فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية بذريعة الدفاع عن المسلمين، اتّهم رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داود أوغلو، منتصف أكتوبر الماضي، كلاً من حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، ببيع قضية الأتراك الأويغور المسلمين في الصين، ووصف التحالف الحاكم بـ”أسير الصين”، متسائلاً عن سبب التزام الصمت تجاه ممارسات الصين، بالقول: “ما المصلحة الاقتصادية التي التزمتم من أجلها الصمت على ممارسات الصين؟ أليس العالم أكبر من خمس دول كما تقولون؟ يبدو أنّكم نسيتم أنّ الصين إحدى القوى الخمس هذه”.


اقرأ أيضاً: إيران تشّمت بهزيمة ترامب.. مُتنفسةً الصُعداء بقدوم بايدن


وأشار داود أوغلو إلى “الضعف والعبودية وانعدام الكرامة التي يبديها كل من أردوغان، الذي كان يعتبر صوت المظلومين، ودولت بهجلي، حامي الأتراك في الخارج”، متوجهاً بالسؤال للحزب الحاكم: “ما الثمن الذي قبضتموه نظير بيعكم تركستان الشرقية؟ فلتخبرونا، ما هي قيمة الأويغور وفق حسابكم يا ترى”.


اتهامات علّق عليها طارق الخولي لـليفانت بالقول: “ادّعاء أردوغان دائماً أنّه مدافع عن المسلمين في أنحاء العالم، أو في أنحاء المنطقة هو أكذوبة كبرى، أردوغان هو أكثر من جنى على المسلمين، وتسبب في مقتل الآلاف من الأبرياء في هذه المنطقة، بدعم المرتزقة والإرهابيين واللعب بالتنظيمات الإرهابية واستخدامها في تدمير الدول، لتحقيق هدفه المريض في السيطرة على المنطقة”.


سياسة خارجيّة فاقدة للصلاحيّة


أما خارجياً، فحدّث ولا حرج، من سوريا إلى ليبيا إلى أذربيجان وأرمينيا، مع التدخلات في اليمن ومصر والسعودية والإمارات وقبرص واليونان وفرنسا والنمسا، وغيرها، وقد أقرّ الرئيس التركي، في الثالث من أكتوبر الماضي بـ”تصدير الإرهابيين” إلى دول عدّة، وصرّح بالقول: “نكافح ليلًا ونهاراً حتى تتبوّأ بلادنا المكان الذي تستحقّه في النظام العالمي، ونقف بجوار المقهورين في كل مكان من سوريا إلى ليبيا ومن شرق المتوسط إلى القوقاز”.


وهو ما عقّب عليه الخولي بالقول: “بالتأكيد إنّ تصريحات أردوغان عندما وصف الإرهابيين بالمقهورين، هي دليل دامغ على تورّطه في دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، ولا يخفى على أحد أنّ هناك تسريبات استخباراتية من هنا وهناك، وأخرى كانت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي للطائرات التي تحمل الإرهابيين نحو مناطق التوتر، التي يحاول إشعال الأوضاع فيها، فأردوغان هو الراعي الرسمي للإرهاب، وتحوّلت العاصمة أنقرة إلى عاصمة الإرهاب الكبرى، في المنطقة”.


اقرأ أيضاً: أردوغان يقلب الطاولة على ترامب.. طالباً ودّ بايدن


لكن تلك السياسات وصلت إلى حدّها الأقصى كما يبدو، وهو ما ذهب إليه تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، في الحادي عشر من أكتوبر، عندما قال إنّ السياسة الخارجية لأردوغان شارفت على الوصول إلى طريق مسدود، مرجعاً النتيجة لمواصلة تدهور الاقتصاد، والعزلة الدولية التي تعانيها أنقرة بسبب تلك السياسة، مستدركاً بالإشارة إلى أنّه لم يبقَ لأردوغان في الوقت الراهن، سوى بعض الحلفاء في قطر والصومال وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، بالتزامن مع تنامي الاستياء تجاهه في غالبية الدول العربية والإسلامية والأوروبية.


فيما قال أمين سرّ لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، إنّ “أردوغان له هدف استعماري توسعي، يحاول من خلاله أن يبني إمبراطورية عثمانية جديدة، وأن يتحوّل إلى إمبراطور عثماني يسيطر على هذه المنطقة، سواء أكان بقوات جيش نظامية مباشرة أو تدخل عسكري مباشر، وهو الآن ما يحدث في عدد من دول المنطقة أو عن طريق استخدام المرتزقة الذين يتم تدريبهم على الأراضي التركية، ويتم دعمهم مالياً ولوجستياً بكافة الطرق وبشكل مستمر، بهدف تدمير بعض دول المنطقة، وتحويلها إلى حالة من الصراع الداخلي، ليجعلها في حالة ضعف يمكن من خلالها السيطرة على هذه الدول”.


متابعاً: “لن يمرّ أردوغان بجرائمه، وهذه الجرائم ارتكبت في حقّ الآلاف من الأبرياء في سوريا وفي ليبيا، والأرمن وغيرها من البلدان، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم، وأردوغان سيحاسب يوماً ما وسيدفع الثمن”.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة








 




كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!