الوضع المظلم
السبت ٢٨ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مقتل قاسم سليماني سيغير معادلات كثيرة في المنطقة
حسين أحمد

                                             


إن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في 3 ديسمبر 2020 وعدد من قادة الحشد الشعبي في بغداد على يد القوات الأمريكية هكذا بدا الناس بالقول شكراً لأمريكا حيث أن عملية قتله تحمل عدة سيناريوهات سياسية وقد أحدث هذا التحول سياسياً وعسكرياً للقوى المتصارعة في المنطقة ومنها قد تكون أطراف معادية لسياسة إيران داخل حكومتها، من جهة أخرى هل لقتل قاسم سليماني مدلولات أخرى غير كونه العقل المدبر للتدخلات الإيرانية في المنطقة..؟ وهل بالفعل لم تستطع إيران عبر قنوات استخباراتها التنبؤ بالعملية الأمريكية..؟؟ أم أن للمسرحية منظور آخر وهي أنه بات يشكل خطراً على رجال السلطة الإيرانية, لما يتمتع به هذا الشخص من شعبية داخل وخارج إيران..؟ أو أنه لكل شخص مدة صلاحية قد تنتهي باحتراق أوراقه التي باتت مستهلكة في الوقت المحدد...؟


فهذه الخطوة التي أقدمت عليها أمريكا بالتنسيق مع روسيا كانت ضمن إستراتيجية مشتركة مع الأمريكان إنما هي رسالة أمريكية روسية واضحة لتحطيم أذرع إيرانية في العراق وكذلك على ثورة العراقيين وتشتيت عزيمتهم. ما أرادت أمريكا أن يترتب عليه من خلال حجم تداعيات العمل العسكري الأمريكي في قتل قاسم سليماني هو امتصاص غضب الشارع العراقي الذي يكره قاسم سليماني وحيث تسعى إلى تقليص النفوذ الإيراني في العراق، وبالتالي إتلاف الورقة البريطانية التي تريد أن تركب على الثورة العراقية في سبيل مزاحمة النفوذ الأمريكي عبر إثارة الرأي العام العراقي ضد الموالين لأمريكا في داخل مؤسسة الدولة العراقية بصفتهم فاسدين إدارياً، هذا هو المنطق السياسي والذي يشاهد في الإعلام العراقي من تصريحات لوزراء عراقيين واتهام بعضهم البعض، ولكن ثمة رأي آخر يقول : لا يمكن الاعتماد على الأمريكان ووعودهم والدليل مؤامرة 16 أكتوبر كيف أن الأمريكان تخلوا عن الكرد في المرحلة الحاسمة وكذلك احتلال تركيا لأجزاء من غربي كردستان ( عفرين - ،كري سبي،تل ابيض وسري كانيي رأس العين) وما صرح به السيد مظلوم عبدي بكلمة واحدة من أمريكا لما احتلت تركيا مناطقنا ولن يعود السياسيون الكرد إلى الوراء ليتأكدوا كيف نكس نيكسون و بوعودهم للزعيم ملا مصطفى البارزاني في مرحلة الثورة الكردية لأن هذا خير شاهد على مخاوف الكرد من تكرار نكسة الثورة الكردية في عام 1974 في كردستان العراق وأن ما يخطط له في المنطقة يبدو انه أكبر من حادثة مقتل قاسم سليماني


إن الضربة الأمريكية التي تلقتها إيران في العراق من خلال قواعدها في قطر سوف تغير الكثير من حسابات الأطراف السياسية والعسكرية في المنطقة .وتحديداً في العراق ,وامتداداً إلى سوريا ,ولبنان ,واليمن ,وقد ظهرت نتائجها سريعاً من خلال عقد جلسة برلمان العراق بإقرار الكتلة الشيعية في طلب خروج القوات الأمريكية من العراق ,وبالتالي سحب قوات التحالف من المنطقة ,هذا يعني دعوة صريحة لإحياء داعش ومنظمات إرهابية وإجرامية التي صنعتها سلطات معادية لوجود الأمريكان في عموم المنطقة وما حصل في ريف الرقة من مقتل 22 راع على أيدي جهات مجهولة في 5 – 1- 2020ا إلا أنه إثبات على عودة خلايا تنظيم داعش إلى نشاطهم الإرهابي.


زيارة السيد بوتين في 7 - ديسمبر الى سوريا بعد حادثة اغتيال قاسم سليماني وإطلاق 55 صاروخا بالستية للثأر من مقتل قاسم سليماني. لها أبعاد سياسية موجهة إلى الداخل السوري وبالتحديد إلى القيادة في دمشق مفادها بان بوتين هو صاحب كلمة الفصل في سوريا. بالتالي هو من سيخرج تركيا من سوريا ضمن اتفاق استراتيجي مع أمريكان .      

ان لمقتل قاسم سليماني سيناريوهات سياسية عدة فأحدها ربما أن ترامب يهدف من وراء مقتله وقبله أبو بكر البغدادي في ادلب إلى تعزيز نقاط مكاسبه قبل بدء حملته الانتخابية الرئاسية في أمريكا، فتأثير مقتله سيكون له تداعيات خطيرة على مصير تماسك الحشد الشيعي في العراق وكذلك سيكون على مصير الجيش الاتحادي في العراق الذي سيبدو مجهولا في ظل فقدان هذا التماسك المؤثر على العراق وثمة جانب آخر أكثر أهمية وهو تأثير مقتل سليماني على مصير معركة إدلب والتمدد الروسي والسوري في المنطقة تبدو في الأفق اصطفافات جديدة ستظهر للمسرح السياسي في المنطقة وخاصة في ادلب عبر تنازلات تركية لصالح أمريكا ربما نجد تحالفات جديدة في سوريا ويجب أن تستفيد الشعوب التي ظلمت جراء هذه السياسات مما سيترتب عليه من متغيرات سياسية جراء مقتل سليماني أو ربما ستكون هناك تداعيات أخرى على الأرجح ستكون سياسية أكثر ما هي عسكرية بعدما رأت أمريكا استمرار العراقيين في الاحتجاجات وتصميمهم على التغيير ومن زاوية أخرى محاولة البريطانيين استغلالها لإبعاد نفوذ أمريكا في العراق وبناء على هذا خططت للقيام بأعمال عسكرية لتحويل أنظار الشعب العراقي عن الثورة لاجتثاث نفوذها ،الذي يوظفه البريطانيون لصالحهم فأول ضربة لمقرات الحشد الشعبي استهدفت أكثر شخصية غير مرغوبة عند المتظاهرين وهو قاسم سليماني . يبدو أنه لن يكون هناك رد أمريكي مباشر على ضرب قواعدها في عين الأسد ولا يهمها التقليل من هيبتها فنحن أمام مسرحية هزلية بينهما لقد تخلصت‫ أمريكا بالتعاون مع إيران وروسيا من سليماني لأن شهرته فاقت شهرة المرشد الأعلى وهذا لا يقبله ‫خامنئي وقتلت معه صندوقها الأسود ‫"المهندس " وبالتالي تخلصت منهما باتفاق معها أكملت المسرحية بضرب قاعدة فارغة من جنودها. ب 55 صاروخاً بعيدة المدى .  


أخيراً ربما الكثيرون يعتقدون أن الأمريكان لا يمكن الوثوق بهم والاعتماد عليهم هذا صحيح من وجهة نظر البعض ,ولكن من وجهة نظر أخرى أن المرحلة تغيرت وأن الأمريكان جادون في إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا والعراق والبنان ودول أخرى واغتيال عبد الرضا الشهلائي في اليمن دليل على ان أمريكا تضمي في قصقصة ازرع إيران وبالتالي من لم يتمكن من قراءة رسالة ترامب بشكل جيد ربما يتأخر في ركبة المرحلة القادمة ,


كاتب سوري

العلامات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!