-
منظمات أوروبية توقف دعمها للتعليم شمالي سوريا.. وتحذيرات من كارثة
بسام الرحال - إدلب:
أعلنت جهات دولية مانحة إيقافها دعم مديريات التربية والتعليم في كل من إدلب وحماة وحلب وتخفيض الدعم المقدم لهذه المؤسسات، وهو ما سيؤدي إلى توقف العملية التعليمية لمئات المدارس في الشمال السوري، والتي تعاني بالأصل من صعوبات مادية ولوجستية، إضافة إلى تدمير طائرات النظام السوري وروسي لنصفها خلال الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة، فضلاً عن سيطرة النظام السوري على جميع المدارس والمنشآت التعليمية الموجودة في ريف حماة الشمالي ومدينة خان شيخون وما حولها جنوبي إدلب.
تسرب 350 ألف طالب وحلول لمواجهة القرار
وقال "وئام المحمد" موجه تربوي في إحدى مدارس ريف إدلب الشمالي لـ"ليفانت": إن منظمة كومنكس (المنحة الأوروبية للتعليم في الشمال السوري) أوقفت دعمها عن مدارس ريف حلب وإدلب دون أي تبرير، حيث أن هذه المنظمة تمول 70 بالمئة من ميزانية مديرتي حلب وإدلب".
وأعرب "المحمد" عن تخوفه من "إغلاق المدارس بشكل كامل في حال لم يتوفر أي دعم، الأمر الذي سيؤدي إلى تسرب أكثر من 350 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية"، مشيراً إلى أن "مديرية التربية في إدلب ستبدأ العام الدراسي في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، حيث سيعمل الكادر التعليمي بشكل مجاني".
وأوضح المحمد أنه "طُرحت بعض الحلول المستعجلة لمواجه قرار إيقاف الدعم، منها تجميع الطلاب في مدارس محددة لتعويض النقص في الكادر التدريسي، لكن وجود عدد كبير من الطلاب في مدرسة واحدة يؤدي إلى صعوبة في العملية التعليمية، بالإضافة إلى مخاطر التنقل على الطلاب وعدم القدرة لديهم على الخروج خارج قراهم".
وأضاف أن "من الحلول التي طُرحت أيضاً تقديم سلة إغاثية واحدة بالشهر للمعلم من خلال تبرعات تجمع من أهالي الطلاب، الأمر الذي يساعد على تثبيت المعلمين، وتقيل ساعات الدوام للحد الأدنى، إلا أن ضيق ذات اليد لمعظم الأسر يحول دون دفع أُسر الطلاب للرسوم الشهرية، الأمر الذي قد يدفع أعداداً كثيرة من الطلاب إلى التسرب والتوجه نحو العمل".
فريق منسقو الاستجابة يُحذر من خطورة وقف الدعم
التهديد يتجسد في إيقاف عدد كبير من المدارس والمنشآت التعليمي عن العمل، بحسب فريق "منسقو الاستجابة" الذي قال في بيان أن "تخفيض الدعم المقدم لهذه المؤسسات سيؤدي إلى توقف أكثر من 840 مدرسة ضمن المراحل التعليمية المختلفة في شمال غربي سوريا".
وحذر كافة الجهات من العواقب الكارثية المترتبة عن إيقاف الدعم المقدم للقطاع التعليمي، وتزداد المخاوف من انتشار حالات التسرب للأطفال في منطقة الشمال السوري، وازدياد حالات عمالة الأطفال.
وطالب الفريق الجهات المانحة للقطاع التعليمي، بعودة الدعم المقدم لتلك المؤسسات، وخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من عمليات نزوح ضخمة وتدمير ممنهج للمنشآت التعليمية من قبل النظام السوري وروسيا، التي تجاوز عددها أكثر من 115 منشأة تعليمية، محذراً من العواقب الكارثية المترتبة عن إيقاف الدعم المقدم للقطاع التعليمي.
وأضاف الفريق أن "العديد من الكوادر التعليمية فقدوا حياتهم نتيجة الأعمال الإنسانية التي تقوم بها تلك الكوادر حيث تجاوز عدد الضحايا من المعلمين والمدرسين أكثر من 21 مدرساً ومدرسة، وهم مستمرون مع السكان المدنيين حتى هذه اللحظة، إضافة إلى سقوط أكثر من 278 طالب وطالبة كضحايا نتيجة الأعمال العسكرية في المنطقة".
ومنذ تأسيس مديريات التربية مطلع عام 2013، افتتحت 5133 مدرسة في المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل الجيش السوري الحر في الشمال السوري، ويوجد في محافظة إدلب وحدها 1135 مدرسة معظمها مدعومة بالرواتب من منظمات المجتمع المدني، وذلك باستثناء المدارس التي خرجت عن الخدمة جراء قصف قوات النظام السوري وروسيا.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!