الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل توظف حماس صفقة القرن لصالحها؟
حماس صفقة

ما تلبث الأوضاع أن تهدأ قليلاً في فلسطين حتّى يُفجّر أحد أطراف النزاع أو أحد الحلفاء قنبلة سياسيّة جديدة تُعيد قضية الصراع الفلسطيني ضدّ إسرائيل إلى الواجهة. يوم الجمعة الفائت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه إعلان خطّة، الهدف منها حسب قوله تسوية الصراع في الشرق الأوسط، عُرفت هذه الخطّة باسم "صفقة القرن".




وقد أُعلنت أيضاً في السياق ذاته سلسلة من اللقاءات التي ستجمع ترامب بقيادات إسرائيلية على رأسها نتنياهو وبيني غانتس زعيم تحالف المعارضة في إسرائيل "أزرق أبيض".


من جهتها، توعدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتثبيط مساعي الولايات المتحدة الأمريكية أو ما يُدعى بـ"صفقة القرن".


فيما أكدت قيادات الحركة الاسلامية أنّ "أي صفقة أو مشروع ينتقص من حقوقنا الكاملة في أرضنا ومقدساتنا، لن يمر"، وقد ورد ذلك في بيان يوم الخميس الماضي للمتحدث باسم الحركة "حازم قاسم".




وفي تغريدة له عبر التويتر، أكد موسى أبو مرزوق: "نرفض الصفقة، وسنقاومها، وسنفشلها، ولن يكتب لها النجاح، ووعوده للفلسطينين فارغة لا معنى لها، المطلوب وحدة وطنية جامعة، استراتيجية وطنية واحدة، العمل نحو موقف عربي وإسلامي مؤيد". أما فوزي برهوم، فقد صرّح في بيان: “تم تمرير جزء كبير من هذه المخططات الصهيوأمريكية لتصفية القضية بفعل حالة التماهي الإقليمي والدولي معها”.




واستكمل قائلاً: “على أبناء الأمة القيام بواجبهم تجاه الأقصى والقدس وفلسطين وشعبها المقاوم”. من المهم جدّاً فهم السياق الذي جاءت فيه الدعوة لتسوية فلسطينية إسرائيلية. الأطراف الثلاثة: فلسطين، إسرائيل وأمريكا تستقبل انتخابات في الأشهر القادمة، لذلك ستكون التفاعلات حوْل الموضوع متوجّهة بطريقة أو بأخرى إلى الدعاية الانتخابية.




من ناحية، يواجه كلّ من ترامب ونتنياهو أزمة سياسية قد تنتهي بعزل أحدهما أو كليهما ومن ناحية ثانية تحاول حماس تدعيم ثقة الشعب الفلسطيني باعتبارها "الذائد الأول" عن حمى الوطن كما تحاول تسويق نفسها في مقابل محاولة إبراز تخاذل فتح عن نُصرة الوطن. ومن خلال مواقف قيادات حماس، نستشفّ رفض الحركة اللامشروط لقبول صفقة القرن أو حتى الجلوس لإحداث تسوية بهذا الصّدد، ممّا سيُعطي حماس فرصة لاستعادة زخمها الشعبي مقابل بعض التذبذات مؤخراً في مواقفها، وربما أيضاً استغلال الموقف من أجل الدعاية الانتخابية لنفسها أمام منافسها المباشر فتح.


كاتبة وصحافية أردنية

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!