الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ‏محمد المسحل.. آفاق جديدة.. تأثير رؤية 2030 على الرياضة السعودية

‏محمد المسحل.. آفاق جديدة.. تأثير رؤية 2030 على الرياضة السعودية
‏محمد المسحل

استضافت مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض حدثًا مميزًا بعنوان "صناعة البطل الأولمبي"، والذي نظمه نادي الصفوة للعلاقات العامة والإعلام تحت رعاية الأمير خالد بن طلال بن بدر. تركزت فعاليات الندوة حول استكشاف أبرز التحديات والفرص المتعلقة بتطوير الأبطال الأولمبيين، حيث شارك فيها مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مجالات الرياضة والإعلام.

وفي تصريح خاص لصحيفة "ليفانت اللندنية"، رد السيد محمد المسحل، الأمين العام للجنة الأولمبية السعودية، عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس إدارة شؤون منتخبات كرة القدم سابقًا، على العديد من الأسئلة المتعلقة بمستقبل وتطوير الرياضة في المملكة العربية السعودية.

1.  **كيف ترى تأثير رؤية 2030 على تطور الرياضة السعودية وتحقيق قفزات نوعية في هذا المجال؟**

بدون شك، ساهمت الرؤية المباركة بشكل جذري في حدوث قفزات كبيرة في الرياضة السعودية، لا سيما مع تنظيم العديد من البطولات والفعاليات العالمية داخل المملكة، فضلاً عن الاستثمارات الضخمة التي نفذها صندوق الاستثمارات العامة في هذا القطاع. ومن المتوقع بإذن الله أن نشهد المزيد من الخطوات الكبيرة في هذا الصدد.

2.  **برأيك، ما هي أهم الأولويات لتطوير المواهب الرياضية السعودية وتعزيز التنافسية على المستوى الدولي؟**

أعتقد أن الأساليب الرئيسة لتطوير المواهب الرياضية السعودية وتعزيز تنافسيتها على المستوى القاري والعالمي تتمحور حول ثلاث نقاط رئيسية:
- وضع استراتيجية طويلة المدى لصناعة الأبطال الرياضيين، وعدم المساس بها.
- ربط اهتمام النشء بين الأسرة والمدرسة ووزارة الصحة ووزارة البلديات ووزارة التعليم ضمن هذه الاستراتيجية.
- إنشاء مجتمعات وبيئات خاصة لكل رياضة لتطوير مجتمع متابع ومهتم.
- نشر المنشآت الرياضية المختلفة داخل الأحياء.
- دعم القطاع الخاص الراغب في الاستثمار في المجال الرياضي من خلال صندوق خاص للتنمية الرياضية.
- تعيين كوادر متخصصة وذات صلة في مجال الرياضة.

3.  **مع الاستثمارات السعودية الكبيرة في الأندية العالمية واستقطاب النجوم، كيف يمكن تحقيق توازن بين تطوير الدوري المحلي ودعم المواهب الوطنية؟**

هذا سؤال في غاية الأهمية. يجب التعامل مع هذا الجانب بجدية من خلال وضع آلية متوازنة. إذا تحدثنا عن كرة القدم، يمكن تعزيز مسابقة الدوري وزيادة زخمه وقيمته، وفي نفس الوقت رفع مستوى اللاعب السعودي، مما يحافظ على قوة المنتخبات الوطنية عن طريق تقليل عدد اللاعبين الأجانب إلى خمسة لاعبين ومنح اللاعب السعودي ست خانات أساسية في المباراة. يمكن استقطاب هؤلاء اللاعبين الأجانب من أفضل اللاعبين في العالم، مما يزيد من زخمه ويحافظ على مستوى المنتخبات، لا سيما المنتخب الأول. ويجوز وجود لاعبين أجانب إضافيين، لكن خارج قائمة المباراة.

إذا كان لا بد من زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى ثمانية أو عشرة أو أكثر، فلا بأس، بشرط استحداث دوري رديف قوي يمكن للاعب السعودي من خلاله الحفاظ على مستواه البدني والفني.

 

4.  **كيف يمكن للرياضة السعودية أن تلعب دورًا أكبر في تعزيز الصحة العامة وثقافة النشاط البدني بين المواطنين؟**

الرياضة بلا شك هي أحد أهم ركائز الصحة العامة في أي مجتمع، سواء على مستوى الصحة النفسية أو البدنية، وذلك بمختلف جوانبها، سواء الرفاهية أو الممارسة العامة أو العلاج أو الهواية أو حتى الوجه الاحترافي. ومن أجل تحقيق ذلك بشكل فعال، هناك خطوات هامة يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل:
- بدء حملات إعلامية مكثفة لنشر الثقافة الرياضية بين الأطفال والأسر.
- توفير المرافق والمعدات الرياضية في الأحياء وضمان سهولة الوصول إليها.
- زيادة عدد الحصص الرياضية في المدارس والجامعات.
- دعم القطاع الخاص المستثمِر في القطاع الرياضي.
- تعزيز المجتمعات الرياضية المختلفة.

5.  **ما هي الاستراتيجيات التي تقترحها لتعزيز مشاركة المرأة السعودية في الرياضة على المستوى المحلي والدولي؟**

المرأة نصف المجتمع ولها نفس حقوق الرجل في ممارسة الرياضة. كل ما ذكرته في الأسئلة السابقة ينطبق على الجنسين. مع الاحترام لطبيعة المجتمع المحافظة، من الضروري تخصيص مرافق خاصة بالرياضة النسائية. ودعونا نعتبر أهمية دور الأمهات في بناء رياضيين ناجحين من الأبناء والبنات.

6.  **ما دور الأكاديميات والمراكز التدريبية المتخصصة في بناء جيل رياضي جديد؟ وكيف يمكن توسيع انتشارها؟**

لبناء صناعة رياضية متكاملة وضمان وجود أجيال متتالية من الرياضيين الناجحين، يجب نشر ودعم الأكاديميات الرياضية المتخصصة، وخصوصًا تلك التابعة للقطاع الخاص. باستثناء الصين، مثلاً، لن تجد دولة مزدهرة رياضياً، إلا وتجد أن القطاع الخاص، هو العمود الفقري لنجاح رياضيي النخبة! وبالتالي، يجب دعم القطاع الخاص بكل قوة للنجاح والانتشار عن طريق صندوق متخصص.

**بناء صناعة رياضية متكاملة: الأكاديميات والمراكز التدريبية**

لبناء صناعة رياضية متكاملة وضمان وجود أجيال متتالية من الرياضيين الناجحين، يجب نشر ودعم الأكاديميات الرياضية المتخصصة، وخصوصًا تلك التابعة للقطاع الخاص. باستثناء الصين، لا يوجد بلد مزدهر رياضيًا إلا ويكون القطاع الخاص هو العمود الفقري لنجاح رياضيي النخبة. لذلك، من الضروري دعم القطاع الخاص بكل قوة لتحقيق النجاح والانتشار من خلال صندوق مخصص للتنمية الرياضية.

7. **كيف ترى دور القطاع الخاص في دعم الرياضة السعودية، وما هي الحوافز التي يمكن تقديمها لتعزيز هذا الدعم؟**

كما ذكرت سابقًا، دور القطاع الخاص محوري وأساسي. لن تنجح أي دولة تعتمد على القطاع الحكومي فقط في إنتاج رياضيي النخبة أو في ازدهار الرياضة كفكر وثقافة، باستثناء حالات نادرة. ومن الضروري تقديم حوافز للقطاع الخاص المهتم بالاستثمار الرياضي، ومن هذه الحوافز:
- تخصيص منح وقروض مالية لإنشاء المراكز الرياضية.
- تخصيص أراض أو عقارات لهذه المراكز، مجانًا أو بأسعار رمزية.
- دعم هذه الاستثمارات من الناحية الاستشارية والقانونية والتسويقية.

8. **استضافة السعودية لأحداث رياضية عالمية باتت متزايدة. فما هي الخطوات اللازمة لضمان استفادة الشباب السعودي من هذه الاستضافات؟**

هذا سؤال مهم للغاية، وأشكر لك طرحه. في الحقيقة، استضافات المملكة للأحداث الرياضية العالمية أصبحت أمرًا روتينيًا ومثيرًا للفخر. إلا أن مدى استفادة شبابنا وفتياتنا من هذه الأحداث قد لا يكون بالمستوى المطلوب حتى الآن. من الضروري وضع آلية تنفيذ وقياس لمستوى الفائدة المعرفية المكتسبة من هذه الأحداث. كما ينبغي أن تتضمن عقود استضافة هذه الفعاليات نسبة واضحة من تبادل المعرفة مع عدد محدد من الشباب والفتيات السعوديين، ويفضل أن يشمل ذلك دورات تدريبية لهم قبل وخلال وبعد الحدث، سواء داخل المملكة أو خارجها.

9. **الرياضة أداة للقوة الناعمة. كيف يمكن للسعودية الاستفادة من التطور الرياضي لتعزيز صورتها الدولية؟**

بلا شك، الرياضة تُعد لغة عالمية تتواصل من خلالها الشعوب، وهو أمر ليس بجديد بل تدعمته الممارسات عبر العصور. ومع ذلك، يمكن القول إن المملكة، ولله الحمد، رغم أنها ليست بحاجة لتعزيز صورتها الدولية عبر الرياضة نظرًا لمواقفها الحكومية والشعبية المشرفة عبر تاريخها، إلا أن الرياضة تظل أداة ممتازة لتعزيز الصورة الحضارية للمملكة، بما في ذلك شعبها وقادتها وتاريخها وتراثها العريق، بالإضافة إلى تقدمها العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات.

10. **من واقع خبرتك، ما هي الرياضات التي تعتقد أن السعودية قادرة على التفوق فيها عالميًا خلال العقد القادم؟**

بكل صراحة، أرى أن المملكة قادرة على تحقيق تقدم رياضي كبير في العديد من الألعاب. لدينا جميع الإمكانيات والموارد الضرورية لصناعة الرياضيين الناجحين في كل المجالات، بالإضافة إلى الميزانيات المتاحة وعدد السكان الكبير (22 مليون نسمة) الذي يوفر خيارات وفيرة. إن الاستقرار والأمن والقيادة الحكيمة تدعم جميعها تحقيق النجاح في أي رياضة نسعى لتطويرها، وذلك استنادًا إلى استراتيجيات طويلة المدى، مدعومة بكوادر وطنية متخصصة وفرق عالمية في مختلف الرياضات.

إلى جانب كرة القدم والفروسية وألعاب القوى، بالإمكان تحقيق إنجازات رياضية عالمية في رياضات مثل الرماية، القوس والسهم، المبارزة، التنس، الرياضات البحرية، السباحة، الجمباز، التسلق، وألعاب الدفاع عن النفس وغيرها.

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!