الوضع المظلم
الأحد ٢٩ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الإخوان المسلمون بين إدانة "العدوان" وتهليل لـ"هلاك نصر الله".. تناقضات صارخة تفضح عمق الانتهازية

  • تعكس المواقف المتناقضة للإخوان المسلمين تجاه الأحداث الإقليمية براغماتية سياسية وانتهازية مفرطة، تتجاوز حدود المرونة التكتيكية إلى حد التناقض الصريح، مما يثير تساؤلات حول وحدة التنظيم وتماسكه
الإخوان المسلمون بين إدانة
الإخوان المسلمين \ ليفانت نيوز

كشفت بيانات متناقضة بشكل صارخ صادرة عن فروع تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وسوريا عن ازدواجية معايير حادة وغياب رؤية موحدة للتنظيم، مما يثير تساؤلات جدية حول مصداقيته وتماسكه الداخلي، ويسلط الضوء على أزمة هوية عميقة يعاني منها.

ففي بيان صادر عن التنظيم الأم في مصر، جاء: "تجدد جماعة الإخوان المسلمون إدانتها للعدوان الإسرائيلي الهمجي على الجمهورية اللبنانية، واستهداف المقاومة اللبنانية المساندة لأهلنا فى فلسطين، واغتيال عدد من قادتها؛ على رأسهم السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله"، وأضاف البيان: "وتعزي جماعة الإخوان المسلمون حزب الله اللبناني ولبنان وشعبها في ضحايا العدوان الآثم".

في المقابل، أصدر فرع التنظيم في سوريا بياناً مغايراً تماماً، جاء فيه: "تلقينا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، كما تلقى الشعب السوري الحر، وسائر الأحرار في الوطن العربي والإسلامي، المكلوم بنار المشروع العدواني الإيراني الطائفي البغيض، بعظيم الفرح والسرور، نبأ هلاك المجرم "حسن نصر الله، زعيم تنظيم "حزب الله" الطائفي اللبناني".

اقرأ أيضاً: باحث يكشف: الإخوان المسلمون يستغلون منصات البودكاست

ويسلط هذا التناقض الصارخ الضوء على الانقسامات العميقة داخل تنظيم الإخوان المسلمين، ويكشف عن سياسة براغماتية متطرفة تتبناها فروع التنظيم في مختلف الدول العربية، فكل فرع يصدر تصريحات تتماشى مع مصالحه المحلية، بغض النظر عن تعارضها الجذري مع مواقف الفروع الأخرى أو التنظيم الأم.

كما يظهر هذا التباين جلياً في موقف كل فرع من حزب الله وإيران، فبينما يصف التنظيم الأم في مصر حزب الله بـ"المقاومة اللبنانية المساندة لأهلنا فى فلسطين"، يصفه الفرع السوري بأنه "تنظيم طائفي" و"والغ بدماء الشعب السوري"، كما يشير البيان السوري صراحة إلى "المشروع العدواني الإيراني الطائفي البغيض"، في حين يتجنب البيان المصري أي إشارة سلبية لإيران.

ومن المثير للاهتمام أن كلا البيانين يحاول تقديم نفسه كمدافع عن القضية الفلسطينية، فالبيان المصري يؤكد أن "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق وواجب على كل مسلم في كل مكان؛ حتى تتحرر كل فلسطين"، بينما يشير البيان السوري إلى "ولاءنا التام لفلسطين وغزة والمقاومة البطلة فيها"، وهو تناقض يكشف عن محاولات كل فرع لاستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية محلية، دون اعتبار لتأثير ذلك على مصداقية التنظيم ككل.

كما يبرز التباين في موقف الفرعين من "العدوان الإسرائيلي"، فبينما يدين البيان المصري بشدة ما يصفه بـ"العربدة الإسرائيلية فى المنطقة العربية"، يكتفي البيان السوري بعبارة مقتضبة: "نستنكر استهداف العدو الصهيوني للمدنيين في لبنان"، مع التأكيد على "خطر المشروع الصهيوني وأنه هدام إجرامي".

ويشير مراقبون إلى أن هذه الازدواجية في المواقف قد تكون لها تداعيات وخيمة على مستقبل تنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة، فمن ناحية، تضعف هذه التناقضات من قدرة التنظيم على تقديم نفسه كقوة سياسية متماسكة وذات رؤية واضحة، ومن ناحية أخرى، قد تؤدي هذه الانقسامات إلى مزيد من التشرذم داخل صفوف التنظيم، مما قد يقلل من تأثيره السياسي في المستقبل.

ويرى محللون أن هذه الازدواجية في الخطاب تعكس أزمة هوية عميقة داخل تنظيم الإخوان المسلمين، حيث باتت المصالح المحلية لكل فرع تطغى على أي رؤية موحدة أو أيديولوجيا مشتركة، وتشير هذه التناقضات إلى غياب قيادة مركزية فعالة قادرة على توحيد مواقف التنظيم تجاه القضايا الإقليمية الكبرى.

ليفانت-متابعة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!