الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الإسلامويون.. مُناصرون لمستذئبي المنطقة رغم بيعهم في مزاداتها

الإسلامويون.. مُناصرون لمستذئبي المنطقة رغم بيعهم في مزاداتها
الإسلام السياسي \ ليفانت نيوز

مع تحكمهم برقاب الناس في غزة، يدرك الإسلامويون ممن يعتلون ظهور الناس باسم الله، أن سلطتهم لا تملك أي شرعية، سوى شرعية السلاح، والممول الذي يقدم لهم المال والذخيرة، ليرهبوا بها غيرهم، حالهم حال كل المليشيات التي تنتشر اليوم في المنطقة، وترجع بالأساس إلى "عاصمتي التوسعية" في المنطقة، أي طهران وأنقرة.

فالإسلاميون، يجدون في العاصمتين، ملاذاً آمناً، يزودهم بما يحتاجونه للتسلط على الشعوب في المناطق التي ينتشر فيها مسلحوهم، ورغم الخلاف المذهبي والعقائدي بين طهران وأنقرة، إلا أن الإسلاميين، لا يجدون حرجاً في طلب يد العون ممن يخالفهم في ذلك، خاصة أن المنطقة لا تزال تعيش صرعات صغيرة وكبيرة، هنا وهناك، ولم يستقر الأمر بشكل مطمئن لأي منهما، ما يدفعهما للتعاون التكتيكي، ما دام الخاسر الوحيد هي شعوب المنطقة.

في غزة.. مناصرة لطهران

في الصدد، رفع إسلاميون في قطاع غزة، في الثاني والعشرين من يناير الماضي، صوراً لقائد ميليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي، والقائد السابق لمليشيا ”فيلق القدس“ التابعة للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بجانب صور الأمين العام لمليشيا "حزب الله" حسن نصرالله، في رسالة لتأييد للميليشيا الحوثية، حيث شاركوا في تلك المسيرة، بناءً على دعوة من "حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية المقربة من إيران، وجابت شوارع وسط مدينة غزة، وزعمت الحركة إنها ”تضامناً مع اليمنيين“.

وضمن كلمة له، القى عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الإسلامي" خالد البطش، الذي تحدث نيابة عن مجموعة من فصائل فلسطينية مقربة من إيران، وشاركت في الوقفة، بالمسؤولية على التحالف العربي لدعم الشرعية، عما يحدث في اليمن، ودعاه لوقف عملياته العسكرية في اليمن، ومن ضمن الفصائل الفلسطينية التي شاركت في المسيرة، إلى جانب حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المجاهدين، وجميعها قوى مقربة من إيران وتتلقى تمويلاً منها.

اقرأ أيضاً: نشر الشائعات والتحريض على الفوضى.. دراسة تسرد أدوات الإخوان

أما موقف حماس الرسمي، فقد عبر عنه سابقاً، القيادي في حماس محمود الزهار، الذي دافع عن استهداف ميليشيا الحوثي للمملكة العربية السعودية والإمارات، واعتبرها ”دفاعاً عن النفس“، كما عدّ الزهار، ضمن تصريحات لقناة ”الميادين“ الموالية لإيران، أن عمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن، ”عدوان“، مردفاً أن ”هناك تشابهاً بين العدوان على اليمن وعدوان الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين“، حسب قوله.

إسرائيل تعلق على المشهد

ولعل موقف الإسلاميين وضمنهم حماس، كان سيكون صائباً، لو أن الحوثيين ينطلقون من مبادئ وطنية في مهاجمة السعودية والإمارات، لكن القاصي والداني يدرك تبعية المليشيا لطهران، وأنها أداة للأخيرة بغية السيطرة على اليمن والممرات المائية التي يتحكم بها، وعليه، فإن مناصرة حماس للحوثي، هي مناصرة لعدوان يقع على الخليج العربي، فيما يسعى الأخير للدفاع عن نفسه، بمواجهة مليشيا ارتضت التبعية والوصاية الإيرانية.

حدثٌ علق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قائلاً: "مسيرات حاشدة في قطاع غزة تأييداً لميليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية، ويرفعون صور الإرهابي عبد الملك الحوثي، وصور قاتل المسلمين والعرب في العراق وسوريا واليمن ولبنان، قاسم سليماني، ماذا تقولون لأولئك الذين يطلبون بعد ذلك التعاطف معهم…؟عيب عليكم".

اقرأ أيضاً: مصر والإخوان.. الحظ العاثر يفضح مزاعم التنظيم حول الاختفاء القسري

في حين علق حساب سعودي قائلاً: "جالس أتابعهم الآن على الهوا، كمية الشتائم الموجهة للسعودية لا تطاق، ومدح سليماني و مغنية وحسن نصراللات وعبدالملك الحوثي..معقولة هذي فلسطين؟"، كما انتقدت العديد من الحسابات السعودية تلك المسيرات، التي دعمت الحوثيين وإيران وحزب الله، ووجهت "شتائم" للسعودية.

انتقادات داخلية لحماس

وفي الوقت الذي يناصر فيه الإسلاميون، الاعتداءات الإقليمية على الدول العربية، يعجزون عن إدارة المساحات التي يهيمنون عليها، رغم ما يدعونه من فساد الأنظمة العربية الأخرى، متجاهلين الوقائع المأساوية التي تسببوا بها في دول قائمة، سعوا للحكم فيها، فدمروها، وأخرى استولوا على الحكم فيها، فدمروها، ومنها غزة، حيث ساهم المئات من النشطاء الفلسطينيين، نهاية يناير الماضي، في حدث نادر من خلال الإنترنت، عبر انتقاد شديد لحكم حركة حماس في قطاع غزة، وبدأ الأمر بنقاش من خلال محادثة صوتية على "تويتر" تحت عنوان "خطفوا غزة".

اقرأ أيضاً: صعود الإخوان المسلمين على جثة اليمن

فذكر محمود نشوان وهو مهندس يبلغ من العمر 32 عاماً، ينحدر من غزة ويعيش الآن في بلجيكا: "تخيل أن ابنك البالغ من العمر شهراً واحداً، يموت بسبب البرد.. تخيل أن ابنك يموت لأن لا كهرباء ولا مالاً ولا أجراً ولا منزلاً"، وأردف: "الظلم سيسقط وكل مضطهد سيسقط"، فيما لفت ناشط آخر يدعى عامر بعلوشة: "حماس لديها استثمارات بمليارات الدولارات في العديد من البلدان، بينما الناس في غزة يموتون جوعاً ويهاجرون بحثاً عن العمل".

إذ يمر قطاع غزة في ظروف معيشية قاسية، وشح حاد في المياه، بجانب سوء معالجة مياه الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، مع وجود قرابة 67 في المئة من القوى العاملة الشبابية عاطلة عن العمل، وأعلى نسبة من العاطلين هي بين الخريجين، إضافة إلى تأذي الاقتصاد بشكل كبير نتيجة كورونا واندلاع القتال الذي تواصل 11 يوماً بين إسرائيل وحماس في مايو 2021.

البيع بمزادات المنطقة

وعلى الرغم من الخدمات الجليلة التي يقدمها الإسلاميون، بشقيهم (السني والشيعي) لعواصم التوسّع الإقليمي، لكنهم غالباً ما يجري التضحية بهم خدمة لمصالح طهران وأنقرة، حيث تستخدم تلك القوى، المليشيات الإسلامية كخط هجوم أول ضد إسرائيل، ليصيب الدمار المناطق التي يسيطرون عليها، ومنها غزة وجنوب لبنان بشكل دوري، بينما تنعم عواصم التوسع الإقليمي بالأمن.

اقرأ أيضاً: الإخوان المسلمون في ألمانيا.. أنشطة سريّة ومخاطر محتملة

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في نهاية يناير الماضي، أن تل أبيب تجد في اللقاء المرجح بين الرئيس يتسحاق هرتصوغ ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، "فرصة لتحريك العلاقات من جمودها بين البلدين".

وأشار أحد المسؤولين الإسرائيليين لحصيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن بعض الخطوات التي اتخذها أردوغان في الآونة الأخيرة، تكشف جديته، ومنها مساعي الرئيس التركي للحد من أنشطة حركة "حماس" في بلاده، واستكمل بأن أردوغان "يوجه إشارات إيجابية جداً في مكافحة الإرهاب وبخطواته تجاه حماس" في تركيا... متابعاً: "إسرائيل ترى في أنشطة الحركة في هذا البلد أحد أكبر العوائق أمام تحسين العلاقات الثنائية".

اقرأ أيضاً: الإخوان وحقوق الإنسان.. كيف سقطت آخر أوراق التنظيم؟

وبالفعل، فقد أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الثالث من فبراير الجاري، أن نظيره الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، سيقوم بزيارة رسمية إلى تركيا في منتصف مارس المقبل، ما يعني أن الطلبات الإسرائيلية مجابة في تركيا، لقاء تحقيق مصالح أنقرة، وهو ما تتخذه طهران، عندما يتعلق الأمر بمصالحها، فيما يبقى الإسلاميون، أدوات تحقق بها دول التوسّع الإقليمي أطماعها في المنطقة، فتدمر بها الاستقرار بدول عامرة، وتتوسع داخلها بحجة فشل الدول الوطنية القائمة، كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!