الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الإنسانيّة في غرفة
معراج أحمد معراج الندوي


انتشر على السوشيال ميديا في بلدنا، الهند، مقطع فيديو يهزّ الإنسانيّة، ويطرح الكثير من الأسئلة على الإنسان المتحضّر، ظهر هذا الفيديو في المستشفى الحكومي الواقع في “الله آباد” في ولاية أترابراديش، أنّ هناك امرأة عجوز تصرخ للمساعدة في المستشفى والحارس يضربها برجله ويخرجها من المستشفى. الإنسانيّة 


المستشفى هو المكان الذي يلجأ الإنسان ليقلّل ألمه ووجعه، المستشفى هو مكان لعلاج المرضى وتأهيلهم، تكمن أهمية المستشفى في كونه المكان الذي يقصد للشفاء، والمكان المفترض أن يكون نموذجاً للأمن والسلامة الصحيّة، ولكن هذه الحادثة تكشف الوجه العاري للإنسانية.


وعلى جانب آخر، لا يمرّ علينا يوم من الأيام في بلدنا إلا تنعقد الندوات والمؤتمرات، وتجري فيها المناقشة الحارة عن الإنسانية وكرامة الإنسان. فالسوال المهم، هل الإنسانية ومفهوهما مقتصرة في غرفة مكيفة، هل تخرج هذه الفكرة الإنسانية من صالات الندوات إلى أرض الواقع للإنسان والإنسانية؟


إن هناك مقطع فيديو عن الهجوم الجماعي على شخص في ولاية راجستهان، يبلغ من العمر 52، اسمه غفار أحمد، وهو يسوق سيارة صغيرة ويكسب قوته اليومي، تابعه أتباع مودي وأجبروه على صراخ شعار جديد “يحيا مودي” وكذك شعار “جئ شري رام” ثم قالوا له “اذهب إلى باكستان”، وعندما رفض غفار أحمد، ضربوه ضرباً شديداً.


عندما تنعدم الأخلاق والإنسانية، وتحلّ القسوة مكانها في القلب تكون النتائج كارثية، لا ترحم الناس حتى الضعفاء منهم. كيف تحلّ القسوة في القلوب التي يغمرها حب إله “راما” الذي كان داعياً إلى المحبة والسلام والأخلاق والإنسانية، لقد قام إله “راما” طوال حياته بنشر ثقافة فعل الخير والعمل الإنساني، متجذّرة في المجتمع الهندي، إنّ أعماله وأقواله كلها تعكس الالتزام بأعلى المعايير والقيم الإنسانية والإحساس بالآخر، كان الإنسان عنده هو الإنسان في أيّة صورة، وفي أي أرض ولد ونشأ، كان يرى الإنسان قديساً لأنّه الصورة التي تتجلى فيها القادر المطلق وعظمة الخالق على الأرض.


إنّ مفهوم الإنسانية في البيئة السياسية الهندية لم يتحسن ولم يتغير ولم يتحرك نحو الأفضل، بل ظلت حبيسة المصالح الضيقة التي رسمها المفسدون في الأرض. ومن المؤسف أنّنا اليوم ابتعدنا تماماً عن المفهوم الحقيقي للإنسانية، وهذا يقودنا الى أنّنا اليوم في مواجهة مشكلة واحدة فقط، لو حُلّت ستبدأ كل مشاكلنا بالتلاشي، الواحدة تلو الأخرى، وهي مشكلة أنّنا فقدنا إنسانيتنا وتناسينا معنى التعايش السلمي.. فهل يستطيع إنسان في هذه الظروف أن يعتبر نفسه إنساناً؟ الإنسانيّة 


ليفانت – الدكتور: معراج أحمد معراج الندوي        







 



كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!