الوضع المظلم
الأربعاء ٠١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
التمويل المظلم: شبكات حزب الله العابرة للقارات
Photo by Pixabay: https://www.pexels.com/photo/banknotes-and-coins-beside-gray-safety-box-210705/

في الآونة الأخيرة، كشفت سلسلة من التحقيقات الصحفية الفرنسية عن مصادر تمويل حزب الله اللبناني، ملقية الضوء على شبكاته المعقدة التي تمتد من أميركا اللاتينية إلى أوروبا.

تقرير مجلة "لوبوان" الفرنسية، الذي حمل عنوان "مليارات حزب الله"، يسبر أغوار تمدد الحزب وتأثيره الواسع في أوروبا وأميركا الشمالية، ويستعرض كيفية سيطرته على جوانب متعددة من الدولة اللبنانية.

التقرير يشير إلى أن الحزب لا يعتمد فقط على الدعم المالي الذي يتلقاه من طهران، بل يستفيد أيضًا من تجارة المخدرات وغسل الأموال.

ويُبرز التقرير الدور الذي تلعبه كولومبيا، باعتبارها مصدرًا رئيسيًا للكوكايين على مستوى العالم، في تمويل الحزب، حيث تُقدر نسبة الكوكايين القادمة منها بحوالي 70%.

اقرأ أيضاً: غارة جوية إسرائيلية على مواقع حزب الله في لبنان

التحقيقات تُلقي الضوء على الأساليب المبتكرة التي يستخدمها حزب الله لإخفاء المخدرات، مثل تخبئتها في صناديق الأناناس أو شحنات الموز، أو حتى تحويلها إلى مادة تشبه الفحم لتجنب الكشف عنها بواسطة الكلاب البوليسية المدربة، وهذه الأساليب تُظهر مدى تعقيد ودهاء الشبكات التي يديرها الحزب.

ووفقًا للكاتب والمحلل السياسي الفرنسي لوك دي باروشيز، تعتمد هذه الشبكات على جاليات كبيرة من الشتات من أصول عربية في أميركا اللاتينية، والتي يُقدر تعدادها بين 12 و18 مليونًا.

ويُشير التقرير إلى أن حزب الله يستفيد من قائمة اتصالات طويلة من الشخصيات المؤثرة في تلك الدول، والتي ترجع أصولها إلى منطقة بلاد الشام.

التحقيقات الفرنسية تُعيد إلى الأذهان الصلة بين نشاط حزب الله في أميركا اللاتينية واغتيال المدعي العام في الباراغواي مارسيلو بيتشي في عام 2022، وهو أحد رموز مكافحة الجريمة المنظمة.

كما تُشدد الباحثة والكاتبة الفرنسية راشيل بنهاس، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، على أن الدعم لحزب الله قائم بقوة في دول أمريكا اللاتينية التي تُعتبر مُعادية تاريخيًا للولايات المتحدة، وخاصة من قبل كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا.

وهذه الكشوفات تُعد دليلاً على التحديات الكبيرة التي تواجه الأجهزة الأمنية الدولية في مكافحة تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة.

وتُظهر كيف يمكن للجماعات المسلحة أن تستغل الثغرات في النظام المالي العالمي وتُعقد من مهمة تتبع الأموال ومكافحة الأنشطة غير القانونية، كما تُسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات للتصدي لهذه التحديات بفعالية.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!