الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
الجيش السويدي يحذر من احتمالية الحرب.. ويثير الرعب
Photo by Pixabay: https://www.pexels.com/photo/soldier-near-concrete-pillars-holding-semi-automatic-gun-with-scope-163443/

تشعل الدعوات التي أطلقها الجيش والحكومة في السويد إلى الاستعداد للحرب جدلاً حاداً وموجات من التسوق الاحتياطي وتصاعداً للقلق بين الأطفال.

وتبعث السويد بانتظام قوات لعمليات حفظ السلام في الخارج، لكن هذا البلد المرشح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ مايو 2022، لم يشارك في أي نزاع مسلح منذ حروب نابليون، ومعظم السويديين لا يعرفون أي شيء عن وقائع الحرب.

وذكر وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين في مؤتمر حول الدفاع يوم الأحد الماضي: "قد تحدث حرب في السويد" محذراً من أي تراخ في هذا المجال.

وعقب أيام طرح القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن، الفكرة نفسها. وعرض صور منازل محترقة ومدمرة بالقصف في أوكرانيا، وسأل "هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟"، مؤكداً أنه لا يطرح مجرد سؤال بسيط.

اقرأ أيضاً: البرلمان التركي يعاود دراسة انضمام السويد إلى حلف الناتو

وأوضح إن "حرب روسيا ضد أوكرانيا هي مرحلة وليست هدفاً نهائياً، فالهدف هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي القائم على نظم محددة". وأضاف قائد الجيش إن السويديين "يجب أن يستعدوا نفسياً للحرب".

وبجانب ترشحها للناتو، وقعت السويد اتفاقاً في بداية ديسمبر يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.

وعقب تلك التصريحات التي حظيت بتعليقات واسعة، أشارت المنظمة غير الحكومية "بريس" التي تعنى بحقوق الأطفال إلى أنها سجلت زيادة كبيرة في عدد الاتصالات الهاتفية بخط الطوارئ الخاص بها من أطفال قلقين من احتمالات الحرب.

ولفت الأمين العام للمنظمة ماغنوس ياغرسكوغ في بيان إن "العديد من الأطفال يعانون من ارتفاع مستوى القلق لديهم بسبب هذه المعلومات"، وتكلم عدد من مجموعات المتاجر عن زيادة في مشتريات سلع مثل أجهزة اللاسلكي للطوارئ والصفائح ومواقد التخييم، وأشعلت لك التصريحات جدلاً حاداً حول طبيعتها المثيرة للقلق.

ولفتت ماغدالينا أندرسون زعيمة الحزب الديمقراطي الاشتراكي ورئيسة الوزراء السابقة إلى إن "الوضع خطير لكن من المهم أيضاً أن نوضح أن الحرب ليست على الأبواب".

ودوّن المعلق غوران غرايدر الذي يميل إلى اليسار أنه يظن أن تصريحات الجيش ناجمة عن "رغبة متكتمة باختبار القوات القتالية السويدية"، بيد أنه في مقالة كتبها لصحيفة "داغينس نيهيتر" اعترف غرايدر أيضاً بأن الرسالة الحقيقية هي على الأرجح "أعطونا المزيد من المال".

وضمن مقالتها الافتتاحية، أشارت الصحيفة نفسها إلى إن عدداً من الردود على الدعوة للاستعداد كانت "سخيفة"، ولكن من "الخطأ" التأكيد بأن وقوع حرب مستحيل.

من طرفها سخرت روسيا من التصريحات السويدية، ودونت السفارة الروسية في السويد على منصة "إكس": "ربما يجب على القادة السويديين الكف عن دفع شعبهم إلى الرهاب".

في هذا الصدد، ذكر أليكسي بوشكوف عضو مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي على تطبيق تلغرام: "لدينا في بعض الأحيان انطباع بأن بعض الجنود والصحافيين السويديين ربما يحلمون بالحرب".

ويعتقد مارك غاليوتي من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" Royal United Services Institute أن احتمال مهاجمة روسيا للسويد مبني على أساس ضعيف.

ونوّه لوكالة "فرانس برس": "أفهم أن على الجيش أن يفكر في أسوأ السيناريوهات، وقد أظهرت روسيا أنها أكثر عدوانية مما كان متوقعاً.. لكن يجب أن أعترف بأنني أشك في احتمال حدوث مثل هذا السيناريو".

ولفت إلى عدد من العوامل التي تجعل فرضية الهجوم الروسي غير مرجحة على حد قوله، من بينها خصوصاً "أن الجيش الروسي، أو على الأقل القوات البرية بالتحديد أضعفت" بسبب الحرب في أوكرانيا، وأكمل غاليوتي: "السؤال الأهم هو لماذا قد يفعل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ذلك؟".

مشيراً إلى أن أوكرانيا تحتل مكانة خاصة في رؤية بوتين لروسيا التي من ناحية أخرى لم تبدِ أي رغبة في مهاجمة دول البلطيق، وهو سيناريو يقال في أغلب الأحيان إنه يمكن للسويد أن تتورط فيه، وأكمل الخبير بأنه من الصعب أيضاً تصور دخول روسيا في نزاع أكبر يشمل دولاً في الحلف الأطلسي.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!