الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
السوريون يبحثون عن حمامات السوق..
حمامات حلب الشعبية

يستعرض نظام الأسد بفخر شركة أرفادا قاطرجي للخدمات النفطية في مَعْرِض إكسبو دبي، وقدراتها وحجمها وإنجازاتها في تقرير ومقابلة مع الإعلامي المؤيد للأسد شادي حلوة، المعروف بجولاته الميدانية مع العقيد سهيل الحسن الملقب بالنمر.

في غضون ذلك تبدو الكوميديا السوداء طاغية على المشهد السوري في الداخل من خلال تعليقات السوريين بلا خوف على صفحاتهم في موقع فيسبوك، أو حتى على صفحات عامة تديرها أجهزة أمن السلطة بشكل غير مباشر.

بينما تبحث قاطرجي غروب المدعومة من رأس الهرم السلطوي عن التوسع في كل الجغرافيا السورية باعتبارها الوحيدة في المجال، يبحث السوريون عن المياه الساخنة للاستحمام كما يحصل في حلب وفقاً لتحقيق وكالة فرانس برس.

إن الأمر ليس جديدا، في وقت سابق، انتشرت موجة من السخرية على فيسبوك في الداخل السوري، بما معناه طلعت ريحتنا في نقد لسلطة الأسد وإجراءاتها العرة وتبريراتها القميئة.

بالعودة لتحقيق وكالة فرانس برس من حلب، رصدت الوكالة ظاهرة بدأت بالانتشار بسبب غياب الكهرباء والوقود. التقى مراسل الوكالة بمحمد الذي ينتظر دوره في أحد الحمامات الشعبية في مدينة حلب في شمال سوريا، بعدما بات الانقطاع شبه الدائم للكهرباء ونقص المحروقات يحول دون تسخين ما يكفي من مياه لعائلته. تقول الوكالة.

يقول حريري (31 عاماً) لوكالة فرانس برس: "نعتمد على الكهرباء بشكل أساسي لتسخين المياه، لكن الكهرباء مقطوعة غالبية الوقت".

صاحب حمام القواص الأثري في حلب القديمة ووارثه عن جده، يقول لفرانس برس: "أعدنا افتتاح الحمام عام 2017 بعد انتهاء المعارك في حلب، لكننا لم نتوقع يوماً أن نشهد إقبالاً بهذا الشكل".

وتشهد مناطق سيطرة الأسد منذ سنوات ساعات تقنين طويلة وصلت خلال الأشهر الماضية في بعض المناطق إلى نحو عشرين ساعة يومياً، بسبب عدم توفر الفيول والغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد بسبب السرقات وسياسة تقتير معتمدة من النظام وصفقات عابرة للحدود في لبنان والأردن وأخرى للعراق وتركيا.

اقرأ المزيد: مقتل امرأة وطفلتها بقصف للقوات التركية على ريف منبج بحلب

يقول نادر مشلح (58 عاماً) الوالد لـ 6 أطفال لفرانس برس: "استحممت آخر مرة منذ أسبوعين لأن الأولوية للأولاد. وإذا تبقى بعض من المياه الساخنة، يكون حمامي سريعاً ولا يرضيني".

لم يعد مشلح، الموظف الحكومي والوالد لستة أطفال، قادراً على توفير مستلزمات تسخين المياه في منزله، فـ "الكهرباء مقطوعة معظم الوقت، وسعر الغاز والحطب مرتفع ماعدا الشح في المحروقات".

يكابد السوريون كل ظروف الحرمان والفاقة والجوع، وأصبحت البلاد في آخر سلم كل التقييمات عالميا، الجوع ودخل الفرد والدين العام وعدد الضحايا في حرب أشعلها النظام ضد شعبه.

بلاد أعادها نظام الأسد وأطراف في المعارضة على رأسهم الإخوان المسلمين ودول الإقليم إلى الوراء لسنوات كثيرة، حيث طمر الأمل تحت الأنقاض وانفضّ الجميع عن سوريا، ولم يبق للسوريين إلا العكاز الأخير انتظار موت الدكتاتور!

 

إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ AFP

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!