الوضع المظلم
السبت ٠٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • المسيّرات الانتحارية: معضلة البقاء أو النزوح لمزارعي شمال غربي سوريا

المسيّرات الانتحارية: معضلة البقاء أو النزوح لمزارعي شمال غربي سوريا
إدلب.. حركة نزوح \ تعبيرية \ متداول

تشكل الطائرات المسيّرة الانتحارية تحديًا كبيرًا للمدنيين، وخاصة المزارعين في شمال غربي سوريا، حيث يواجهون خيارًا صعبًا: إما الهجرة من مناطق الاشتباك مع قوات النظام السوري شمالًا نحو المخيمات بحثًا عن الأمان، أو البقاء والعمل في الحقول الزراعية معرضين أنفسهم للخطر من أجل كسب الرزق.

ففي شهر أبريل المنصرم، كان حسين القرقوري يزرع أرضه الواقعة بجوار منزله في بلدة قسطون بريف حماة الشمالي، حين لاحظ صدى غير مألوف ينبعث من الفضاء، "تبين لي أنها طائرة بدون طيار، لكن لم يخطر ببالي أنها محملة بالمتفجرات"، يروي المزارع الذي تجاوز الخمسين لـ"الشرق الأوسط"، مصفًا الجهاز الذي دار حول منزله وأرضه بتؤدة قبل أن يتسارع متصادمًا بعربته.

اقرأ أيضاً: السفارة الأمريكية تستنكر قمع "تحرير الشام" للمتظاهرين في إدلب

ولحسن الحظ، لم يتعرض حسين وعائلته للأذى في تلك اللحظة، إذ كانوا خارج السيارة وتمكنوا من الاختباء في الوقت المناسب، لكن السيارة دُمرت تمامًا جراء الانفجار، "ليس هناك أهداف عسكرية في القرية" يقول المزارع: "كان استهداف سيارتي الحادث الأول من نوعه في هذه المنطقة".

والهجوم الذي أثار الذعر في نفس حسين، كما يصف، لم يكن الوحيد الذي نجا منه هو وأسرته خلال الأعوام الفائتة، فمنزله البسيط يحمل آثار الشروخ والإصلاحات الناتجة عن الأضرار التي سببتها القذائف الصاروخية، لكن هذا الهجوم كان له الوقع الأشد في تعزيز مخاوفه على أسرته ودفعه للتفكير بجدية في الانتقال إلى المخيمات وترك مصدر عيشه الوحيد خلال موسم الحصاد.

"القذائف تبعث على الخوف أقل"، يقول حسين، مشيرًا إلى الطبيعة العشوائية للقصف بالقذائف والفرص التي يمنحها القدر للنجاة: "الطائرة المسيّرة تتبع الهدف وتلاحقه حتى تصيبه، لا يمكن الفرار منها".

وخلال سنوات النزاع السوري، شهدنا استخدام العديد من الأسلحة والذخائر، لكن منذ فبراير الماضي، ازداد استعمال الطائرات المسيّرة المصنوعة محليًا، وهي تتألف من هيكل طائرة بسيط مزود بكاميرا أمامية، وجهاز لنقل الفيديو، وجهاز لاستقبال الأوامر، وعبوة ناسفة تحتوي على متفجرات "RPG" مصممة للانفجار عند الاصطدام، أو مادة "TNT" مع شظايا معدنية.

وقد سجل "المرصد السوري لحقوق الإنسان" خلال شهر أبريل 66 هجومًا بالطائرات المسيّرة الانتحارية نفذتها قوات النظام في مناطق شمال غربي سوريا، مما أدى إلى مقتل وإصابة مقاتلين من الفصائل المعارضة، بالإضافة إلى إصابة 5 مدنيين، من بينهم طفلان.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!