-
الهندوسية الجديدة وموقفها من الإسلام
إن للهندوسية القديمة أصولاً وقواعد وأنظمة، يجب على كل هندوسي مراعاة تلك القواعد والمراسيم والأنظمة والتقيد بها في حياتهم الفردية والجماعية في العادات والعبادات والمعاملات، أما الهندوسية الجديدة، فلا تقيد نفسها بتقيدات دينية، وهي أكثر سياسية بالنسبة لمعتقدات دينية، فلا علاقة لها بأنظمة وتعليمات دينية، سواء أكانت في العبادات أو المعاملات، إلا علاقة اسمية لا حقيقة لها.
الهِندوتوا حركة سياسية، بدأت قبل نحو قرن، بهدف تحقيق حاكمية الهندوس المطلقة بالهند، وتشن هذه الحركة حرباً مستمرة على مسلمي البلاد ومسيحييها باعتبارهم خطراً على أمنها وهويتها الأصيلة. قامت هذه الحركة ببثّ دعايات مكثّفة ودعاوى ملفقة جعلت الغالبية الهندوسية تظن أن حقوقها مهضومة في بلدها، وأن الأقليات قد استحوذت على كل الفرص، وأن ديانتها وثقافتها في خطر من قبل مسلمي هذا البلد.
لقد سعت هذه الحركة إلى التغلب على هذا التشرذم، وتوحيد الفرق والطوائف الهندية الخالصة تحت مظلة واحدة، فيما يتعلق بأهدافها السياسية والثقافية، وترى أن الهندوس، أبناء الهند الحقيقيون، ولا بد أن يسودوا البلاد، سياسياً وثقافياً واجتماعياً، وما على الفئات الأخرى، مثل المسلمين والمسيحيين، إلا أن يقبلوا بالعيش في الهند كمواطني درجة ثانية وضيوف.
ليس هناك مانع لمتتبعي "الهندوتوا" أن يعملوا كل ما يخالف تعليمات رجال الديانة الهندوسية القدماء والأحكام الدينية، وليست غايتهم الحصول على رضاء آلهتهم، بل الوصول إلى أهدافهم الدنيوية وتحقيق مصالحهم السياسية، وأغلب متبعي هذه الفكرة والنظرية الجديدة للهندوسية ينتمون إلى منظمات سياسية متطرفة ترفع شعارها "الهند للهندوس" وتتبنى هذه الفكرية في صبغة وطنية.
لقد اخترع أتباع الهندوسية الجديدة "الهندوتوا" عندما وجدوا ضعف سيطرتها على المجتمع الهندوسي لإحياء سيادتهم على الطبقات الهندوسية. ترى الحركة الهندوسية أن هناك ثلاثة أخطار داخلية تواجه الهند، أولها المسلمون، ثم المسيحيون، لذا فقد كانت تهاجم المسيحيين ومؤسساتهم وكنائسهم منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي، أما مصدر الخطر الثالث فيكمن في الشيوعية.
يشكل الدستور الهندي على الطريقة الجمهورية التي لا تعرف بنظام الطبقة الموجودة في الهندوسية، ويمنح لكل مواطن حق المساواة التي كانوا محرومين منها منذ قرون، كما حدث تغيير في أفكار الناس تجاه البرهمينة، فبدأ كثير من الناس يفكرون بأنهم ليسوا أفضلهم وأحسنهم وأعلاهم وأن الطبقات الدنيا لم تخلق لخدمتهم، بل للطبقات الدنيا في الهندوسية حق المساواة والحرية كما يمنح الدستور الهندي.
إن النظرية الجديدة للديانة الهندوسية هي في الواقع عبارة عن الحركة والعمل والتجديد بالتخطيط الدقيق لهندوسية كل شيء والقضاء على كل ما ليس بهندوسي، وإقامة الدولة الهندوسية الكبرى في شبه القارة الهندية.
يعتبر أتباع "الهندوتوا" الإسلام خطراً كبيراً على الهندوسية، وعقبة في سبيل إحيائهم من جديد، فهذه الحركة الهندسية تنهج نهجاً واحداً هو اضطهاد المسلمين، وتهدف إلى إخلاء المسلمين من الهند، كما يزعمون أن الهند هي دولة للهندوس فقط ولهم حق الاستيطان فيها فحسب، وما زالت هوية مسلمي الهند باقية، لم يتمكنوا من أن يصبغوا سكان الهند بصبغة هندوسية، فلا بد من القضاء على هوية المسلمين وتذويبها في ثقافة الهندوس تذويباً كاملاً حتى لا تبقى أية ميزة خاصة تميزهم عن غيرهم من الهندوس.
ليفانت - معراج أحمد معراج الندوي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!