-
اليمن.. صورة طبق الأصل لدور إيران التخريبي بالمنطقة
ما حدث ويحدث في اليمن في الماضي والحاضر إنما سببه الفرس منذ القرن الرابع الهجري، وما يحدث راهناً، في نظري، هو صراع متحكم به بضوابط وسقوف تدل على أن كل الاعمال الكارثية لوكلاء إيران في المنطقة تهدف إلى تبديد وتغيير الديموغرافيا اليمنية، وكذا تهديد دول الجوار، وبعث التوترات والمخاوف الأمنية والسياسية للملاحة الدولية، إذ إن تجاوزات وخروقات إيران التي تقوم بها من خلال تهيئة قوى وظيفيّة تكون لحساب تحقيق مصالحها الخارجية وابتزاز الأطراف الإقليمية والدولية.
وفي نظري، إن اليمن جوهرة العرب وأصله بيد فحّام منذ أكثر من عشرة قرون. ولم يوفق لقيادة راشدة بعد منتصف القرن العشرين، وإلى الآن، بحيث تكون مؤثرة وقادرة على بناء استراتيجية وطنية عنوانها اليمن أولاً، ومن ثم، يتساوى فيها الجميع وتستثمر مكامن القوة، وعلى رأسها الديموغرافيا، وتحويلها من مجرد أعداد إلى أدوات للتنمية وتعزيز أهمية الموقع الاستراتيجي. إلا أن البيئة الاستراتيجية الدولية استخدمت خبثها، وفعّلت أدواتها في عالمنا العربي، وفي المناطق الرخوة، ومنها اليمن، بثورات الربيع العربي، كما سماه الأعداء في العام ٢٠١١، التي كانت نقطة التحول الاستراتيجي لتحطيم الدول العربية وتسليمها لأدوات الغرب والشرق، عملاء مركزي الثقل العالمي، ومنها طهران الصفوية وتركيا الإخوانية.
ولكن المملكة العربية السعودية كانت حاضرة بقوة وصلابة، فمنعت سقوط مصر ودعمتها شقيقتها الإمارات. وبالتالي، نجت أحد أهم مراكز الثقل العربي والإسلامي، البلد الشقيق مصر، وتم ذلك المشروع الفئوي والطائفي التخريبي البغيض. ولولا دعم مراكز الثقل العالمي لإيران في اليمن بشكل مباشر أو عن طريق المنظمات الدولية لكان الأمر انتهى بعد عام من عاصفة الحزم المجيدة. فكان الوقت هو التحدي، ولكنه ليس تهديداً، فالصورة، كما أراها من وجهة نظر شخصية، محسومة لصالح الشعب اليمني ودول الجوار وطرق الملاحة والتجارة الدولية؛ لأننا نستمد العون من المولى عز وجل، ثم قيادتنا الرشيدة وشعبنا العظيم وقوتنا الصلبة، حيث إننا نعلم أننا مستهدفون.
ولا تعدو عمليات استهداف الحوثي للمدنيين في اليمن سوى كونها نسخة مكررة من أفعال وممارسات وكلاء إيران بالمنطقة كلها، حيث يضع هؤلاء باعتبارهم رهائن في سبيل تحقيق مصالحها المحلية والإقليمية، ومنها أيديولوجياتها الخبيثة والتي تتحول إلى عقيدة تدميرية تسعى لاختراق المجتمعات العربية باسم الطائفية و"حماية المستضعفين"، ذلك الخطاب الذي لا يهدف إلا لفتح جيوب لتسلل قوى الشر الطائفية وبناء جدران انعزالية تؤدي إلى الهدم وعدم الاستقرار.
ومن ثم، نجد أن العناصر الولائية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني والذي تمتد هيمنته من لبنان إلى سوريا والعراق وحتى اليمن، لا يترك بلداً في المنطقة إلا ويستهدفها بهدف إخضاعها أو التأثير فيها، فالملاحة الدولية تتعرّض للتهديد الأمني من خلال القوارب المفخخة والألغام البحرية، والطائرات المسيّرة التي تحمل المتفجرات وتصل الرياض وأبو ظبي وحتى في بغداد، وتحديداً بالمنطقة الخضراء، حيث يقف رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، صلباً أمام محاولات تثبيت الهيمنة الإيرانية في بغداد وتوجيه بوصلتها السياسية نحو طهران وليس في المحيط الحيوي الإقليمي والعربي، إن بقي ليتم مهمته.
وبالتالي، تقف المملكة العربية السعودية صامدة أمام كافة عمليات الاستهداف الحوثي وعدوانيته، كما تتصدّى بحسم لعمليات الابتزاز والعربدة التي تعمد القيام بها من خلال الإرهاب البحري، حيث يقوم الحرس الثوري بتوسيع دائرة النشاط العسكري المحموم، ونقل المرتزقة باستمرار في خليج عمان وتهديد أمن المياه الدولية بما يؤثر على الاستقرار الإقليمي. وقد تم تخصيص العديد من جزر الخليج، منها فارور وقشم، إلى فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني، بغية استغلالها في التدريب البحري لهذه الوحدات بالوكالة، كما يجري استخدام قوات الحرس المنشآت الموجودة تحت الأرض في الجزر لتخزين الأسلحة المتنوعة، بالإضافة إلى بناء مخابئ للصواريخ، الأمر الذي يتزامن وقيام القوات البحرية بتنفيذ تدريبات عسكرية في هذه المنطقة، وأمام تغاضي أو عدم فهم القوى الفاعلة في العالم بأن أمن دول الخليج يُعدّ أمناً متغيراً أو متحولاً ومتأثراً وذا قدرة فاعلة في التأثير على الأمن العالمي، إلا أنّ تغاضي هذه القوى جعل من النظام الإيراني يشكل تهديداً على أمن العالم، وسننتصر بحول الله ويهزم الأعداء.
ليفانت - حسن بن ظافر الشهري
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!