الوضع المظلم
الأربعاء ٠٦ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
بعد خطاب الأسد.. سوريون يتساءلون عن جدوى وعود الإصلاح
الأسد

ليفانت- نور مارتيني


تنوّعت ردود الأفعال حيال الخطاب الذي ألقاه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يوم أمس، والتي اعتبرت أن الأسد في كلّ مرة يعيد الحديث في ذات القضايا، دون وجود أي مؤشّرات على نية حقيقية في البحث عن الحلول.


اللافت في الموضوع أنّ خطاب الأسد، جاء أمام وزارة الأوقاف، فيما رأى فيه بعض المراقبين تأكيداً على دور المؤسسة الدينية، التي باتت تسيطر عليها إيران، والتأكيد على عدم نية النظام فصل الدين عن الدولة. 


اقرأ المزيد: وفاة وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم عن 79 عاماً


وكرّر الأسد، أنّ الإرهاب ليس سبباً بل هو نتيجة، وأنه لولا عوامل الأمان والاستقرار في المجتمع السوري، لكان غرق منذ الأسابيع الأولى، وهو ما اعتبر البعض أنّه تأكيد على دور المؤسسة الأمنية، وإعلان سافر عن عدم رغبته بأية إصلاحات تطال مؤسسات نظامه الأمنية.


من بين القضايا، التي تناولها الأسد في خطابه، أحداث فرنسا، حيث قال أن الرئيس الفرنسي ماكرون الذي “لديه انتخابات العام القادم يريد أن يستقطب المصابين برهاب الإسلام، والثاني لديه انتخابات في عام 2023 في تركيا، (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان” مضيفاً أن الأخير “لم يعد لديه من الأكاذيب ما يقنع بها شعبه، وبدأ يخسر شعبيته، فقرّر أن ينصب نفسه حاميا للإسلام”.


ونشرت صفحة ساخرة، تحمل اسم بشار الأسد، على فيسبوك، تعليقاً على مضمون الخطاب على لسان الأسد، يعبّر عن استياء الشعب من الوضع الاقتصادي: ‏”كنا نعرف منذ فترة طويلة أن ماكرون سيسيء للإسلام ولذلك قمنا بتشليح المواطنين كل أموالهم مسبقا حتى لا يبقى معهم أي فلس يشترون به منتجات فرنسية”.



وحول جدوى الخطاب الذي طرحه الأسد، نشر مستشار حركة الشغل المدني “عيسى إبراهيم” على صفحته الخاصة في موقع “فيسبوك”، تساؤلات عدّة حول جدوى الخطاب، قائلاً: “أتساءل جديّاً لماذا لا يتحدث ، ولم يتحدث ، عما هو مُكلّف به من مهام ، كموظف بمنصب الرئيس ، من قبيل الثروات العامة وكيفية ادارة البلاد باعتباره كامل الصلاحية الدستورية بذلك ، و عن مردود شركات الخليوي والشركات الأخرى التي تلتهم المال العام ، وعمليات التنازل لدول أجنبية (غير عربية و غير مسلمة وفق سياق فهمه وتوصيفه) عن مجمل المرافق العامة السوريّة من موانيء و حقول نفط و غاز وفوسفات ….الخ”، لافتاً إلى أنّه “تحدث كمؤرخ وكباحث وعالم لسانيات ومُنظّر ديني ولكنه لم يتحدث مطلقا ً، باعتباره رئيس مسؤول ومكلف ومعني …وسوريا بما عليه من كارثة!”.


بدوره، نشر الصحفي السوري “عروة السوسي“، على فيسبوك، مشيراً إلى الدور الذي يضطلع به رجال الدين المحيطين بالأسد، والذين ألقى خطابه بينهم: “يدعي بشار الأسد المجرم أن سوريا دولة علمانية .. .وبنفس الوقت يجتمع مع هؤلاء أصحاب الفكر الإرهابي المتطرف الذي يفتي له ويشرعن قتل السوريين”.


جدير بالذكر أنّ خطاب الأسد لم يحظَ بمتابعة شعبية، حيث خلت صفحات التواصل الاجتماعي الموالية، من حملات التأييد التي تترافق عادةً مع خطابات الأسد، بل انشغلت بالقضايا الخدمية المتعلّقة بإصابات كورونا والمحروقات والخبز، وما إلى ذلك.


مسألة أخرى وهي عم الاحتفاء إعلامياً بالخطاب الذي قامت وكالة أنباء النظام السوري “سانا”، بنشر نصّه كاملاً.


اقرأ المزيد: الشغل المدني تصدر بياناً حول لقاء مستشارها عيسى إبراهيم بالروس


ويتزامن خطاب الأسد أمام وزارة الأوقاف، مع زيارة وزير خارجيته “فيصل المقداد”، لطهران، التي اختارها وجهةً لزيارته الأولى بعد تولّيه وزارة الخارجية خلفاً لـ”وليد المعلّم”، الذي توفّي أواخر شهر نوفمبر/ تشرين المنصرم.


يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، أكّد أثناء لقائه المقداد على التزام إيران بدعم مسار أستانة، ما يطرح تساؤلات عدة حول جدية النظام في التعاطي مع مفاوضات “اللجنة الدستورية” في جنيف، والتي اتهم النظام في آخر جلساتها المجتمع الدولي بارتكاب “الإرهاب الاقتصادي” في سوريا.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!